IMLebanon

شركة الأدوية GSK لـIMLEBANON: لم ندفع أي نوع من الرشاوى لأطباء في لبنان…والتحقيقات شفافة

GSK2

غسان عبدالقادر

يُعتبر الدواء بحسب المفهوم الإقتصادي سلعة قابلة للبيع والتداول، ولكن هذا الواقع لا يخرج هذه السلعة من دائرة الرقابة والتدقيق حول مصادرها وآثارها على المرضى. ولذا تعتبر شركات الأدوية حول العالم ضمن المؤسسات الانتاجية الأكثر عرضة للرقابة لأنها تضطلع بمهام تطال صحة الإنسان. وفي هذا الإطار، إنشغلت الأوساط الطبية بأخبار تتعلق بمجموعة “جلاكسو سميث كلاين” المعروفة باسم GSK وهي عملاق صناعة الأدوية البريطانية، والتي نقلت تقارير صحافية أنّها أجرت في نيسان الماضي تحريات واسعة حول اتهامات بشأن قيام موظفيها برشوة أطباء في كل من الاردن ولبنان والعراق ومنحهم تسهيلات مالية تتمثل في تذاكر السفر وعينات من الادوية يمكنهم بيعها بالمقابل، ردت شركة GSK في بيان أصدرته يوم 17 نيسان تقول فيه إنها تحقق في عملياتها تجارية تتعلق بجميع الدول العربية بما في ذلك دول الخليج ولبنان والاردن وسوريا.

وقد أثير الموضوع من جديد، حين نشرت صحيفة الغارديان البريطانية البارحة الأربعاء 28 أيار 2014، تقريراً كشفت فيه عن أنّ شركة جلاكسو GSK البريطانية تواجه تُهم بتقديم رشاوى الى أطباء صينيين من اجل ترويج أدويتها من خلال وصفاتهم حيث قدرت السلطات الصينية في تموز 2013 هذه التحويلات بـ285 مليون جنيه استرليني. ومن ثم انتشرت هذه الإدعاءات الى بلدان عدة منها بولندا، والأردن والعراق ولبنان. وكانت الشركة قد عوقبت بدفع غرامة 2 مليار جنيه استرليني في الولايات المتحدة بعد ان أقرت بدفع رشاوى للأطباء من أجل وصف أدوية مضادة للإكتئاب لا تناسب الأطفال.

IMLEBANON اتصل بفرع الشركة في بيروت، حيث أبدى الموظفون تعاوناً ملحوظاً معنا كصحافيين رافضين في الوقت عينه الإجابة عن أي سؤال حول موضوع الرشاوى، مفضلين توجيهنا الى المختصين في هذا المجال. وقد تلقينا اتصالاً من السيد إحسان قطاونة، المدير الإقليمي للإعلام والعلاقات الحكومية في الشركة من رقمه الإماراتي. وقد نفى السيد قطاونة “أي إدعاء ورد في وسائل الإعلام حول دفع أي نوع من الرشاوى وزعت على أطباء في عدة بلدان حول العالم ومن بينها لبنان، هو بعيدة تماماً عن الواقع”. وأوضح قائلاً في حديث مقتضب “ما يجري التحقيق بشأنه في الوقت الراهن هي مجموعة من الممارسات التجارية Commercial Practices ليس إلا.” كما أكّد قطاونة على “شفافية التحقيقات التي تجريها شركةGSKوالتي تعتمد فيها على التدقيق الداخلي والخارجي في آن معاً.”

وأرسلت الشركة بياناً صحافياً باللغة الانكليزية الى البريد الألكتروني لـIMLEBANON جاء فيه : أنّه بالعودة الى المقالة التي نشرتها صحيفة الديلي مايل، فإن بعض التفاصيل قد أسيء تفسيرها من قبل بعض وسائل الإعلام وخصوصاً تلك المتعلقة بقضية تقديم خدمات جنسية لأطباء في كل من لبنان والعراق والأردن على سبيل الرشوة. إن كل هذه الإدعاءات هي عارية عن الصحة خصوصاً أنها بدأت بالانتشار منذ شهر نيسان المنصرم. وتلتزم شركة GSK بأعلى المعايير الأخلاقية. ونحن في طور القيام بتحقيقات عن أي سلوك غير لائق”.

ونقلاً عن صحيفة Wall Street Journal في تقريرها المؤرخ 16 نيسان 2014، فقد اتصل شخص ما بشركة جلاكسو GSK في كانون الاول 2014 وتحدث عن ممارسات معينة لموظفي الشركة في الأردن ولبنان. وادعى هذا الشخص حصول رشاوى مزعومة ضمن سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني إلى ممثلي الشركة، اطلعت عليها المجلة الأميركية. وقدا جاء في تقرير Wall Street Journal “في لبنان، قدم موظفو شرك جلاكسو GSK للأطباء عينات من دواء Synflorix مجانا كجزء من خطة حوافز لحملهم على وصف اللقاح وليس لها منافسين، بحسب ما جاء في أحد رسالة عبر البريد الإلكتروني لممثلي الشركة. في كلا البلدين (أي الأردن ولبنان)، قام شركة جلاكسو GSK بدفع الأموال الأطباء ذوي النفوذ والممارسين والمعروفين من خلال محاضراتهم ومناظراتهم، من أجل دفعهم أكثر لوصف أدوية شركة جلاكسو GSK” بحسب ما يدعي مرسل الرسالة.

وقد تراجعت أسهم شركة “جلاكسو ” فى بورصة لندن للأوراق المالية اليوم الأربعاء، بنسبة تجاوزت 1 %، أو 23 بنسا (0.38 دولار) لتصل قيمة السهم إلى 1611.5 بنسا بعد أن أعلن مكتب جرائم الاحتيال الخطيرة فى البلاد أنه يجرى تحقيق مع الشركة