IMLebanon

هل تكفي الخرزة الزرقاء لحماية مهرجاناتنا؟ (بقلم رولا حداد)

baalbeck-festival

كتبت رولا حداد

أيام قليلة تفصلنا عن صيف حافل بالمهرجانات في لبنان. واللبنانيون يكثرون من شراء الخرزات الزرق حتى لا يصيبهم أحد بالعين!

ذكريات صيف 2013 لا تزال ماثلة في أذهانهم. مهرجانات بعلبك تمّ تهجيرها قبل سنة قسراً الى منطقة الجديدة في المتن. ومعظم المهرجانات لم تحقق النجاحات التي كانت تطمح إليها مع استثناءات قليلة. لم يكن صيف لبنان كما نشتهي. حتى شهر رمضان وعيد الفطر خلا من الحفلات والسوّاح.

لكن اللبنانيين طووا الصفحة مع صيف الـ2014. نحن موعودون بصيف حافل بناء على الوعود السياسية بعدم النية بالتشويش على موسم الصيف والسياحة بعد الاتفاق على حكومة الحد المقبول، واعتماداً على الوعود الخليجية برفع الحظر عن الرعايا الذين باتت الفنادق والمؤسسات السياحية تحفل بحجوزاتهم.

ما بين صيف 2013 في ظل اشتباك سياسي حاد وحكومة مستقيلة وأمن تهزه السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية والخطف مقابل الفدية وقطع الطرقات، وصيف الـ2014 الهادئ بالحد الأدنى نتيجة التوافق على عدم انعكاس التشنّج السياسي المرتبط بالفراغ الرئاسي على الواقع الأمني، يتضح أن الفارق بين لبنان وكل دول العالم يتمثل في ارتباط عضوي بين الواقع السياسي والواقع الأمني.

والسؤال البديهي الذي يخطر على بال كل مواطن: لماذا لا يبقى أي اشتباك سياسي في لبنان على المستوى السياسي حصرا؟ ولماذا يتحرّك الوضع الأمني تبعاً للمناخ السياسي ما يؤدي الى انعكاسات وخيمة على كل المستويات الاقتصادية وفي طليعتها المستوى السياحي؟

عانت بلجيكا قبل فترة من غياب التوافق على حكومة لأشهر طويلة، لكن أحداً لم يمسّ الاستقرار الأمني. أما في لبنان فثمة من يحمل سلاحاً ويقول إنه يستطيع أن يغيّر المعادلات السياسية عبر البوابة الأمنية.

هكذا تمّ منع مهرجانات بعلبك للعام 2013 بفعل وهج السلاح الذي يأمر في بعلبك. أما اليوم، ولأن التوافق في الحكومة سيّد الموقف، فتعود المهرجانات الى مدينة الشمس التي اشتاقت إليها. واللبنانيون ينتظرون فارس الغناء العربي عاصي الحلاني ليشعل مدرجات معبد باخوس الأربعاء 30 تموز والجمعة 1 آب.

وبيت الدين تستقبل السيدة ماجدة الرومي في 26 حزيران والقيصر كاظم الساهر في 1 آب. أما مهرجانات بيبلوس فستكون على موعد مع الفنان مرسيل خليفة في 17 تموز. وفي مهرجانات جونية أمسية خاصة مع الفنان الياس الرحباني في 2 تموز. أما العاصمة فتحتفل بـ”أعياد بيروت” في مهرجانات هي الأضخم بدءًا مع عودة سلطان الطرب جورج وسوف في 29 تموز في حفلته الأولى بعد غياب طويل نتيجة أزمته الصحية، ومن ثم في 31 تموز سيكون الموعد مع فارس كرم وفي 2 آب مع النجم المصري تامر حسني وفي 7 آب مع زياد الرحباني وفي 21 آب مع النجمة إليسا. إضافة الى مهرجانات زوق مكايل والبترون وإهدنيات وحفلات كثيرة أخرى في هذه المهرجانات وفي عدد كبير من المناطق اللبنانية التي عادت الحياة لتدبّ فيها مجددا بعد 3 أعوام من الركود السياحي.

ولعل الأهم هذه السنة أن حيوية المهرجانات أعادت الحيوية الى القطاع الفني وبات لا يخلو مهرجان من اسم فنان لبناني يحيي لياليه.

كل هذا النشاط المهرجاني- الفني يشكل العمود الفقري للسياحة الصيفية في لبنان، والتي تعد الحجوزات الكثيفة لهذا الصيف بالكثير من “المنّ والسلوى” لأصحاب المؤسسات السياحية والاقتصادية وكل اللبنانيين الى ما بعد عيد الفطر على الأقل، اللهم إذا لم يقرّر من بيدهم السلاح تعكير صفو الأمن.

لذلك تبقى الصرخة أن افصلوا الصراع السياسي عن الوضع الأمني الذي يشلّ كل القطاعات الاقتصادية. لا مشكلة في أي صراع سياسي في ظل النظام الديمقراطي. المهم أن يبقى الصراع ديمقراطياً لتبقى مواسمنا زاهرة!