IMLebanon

بين “البندرة” و”السورنة” والأيرنة”! (بقلم طوني أبي نجم)

bachar-al-assad-4

 

أتحفنا هولاكو العصر الحديث بشار الأسد بخطاب أقل ما يُقال فيه إنه من القرون الوسطى، حيث كان لا إعلام ولا من يُعلم ولا تواصل اجتماعي. خطاب من القرون الوسطى حين كان السفاحون والجزارون يرتكبون جرائمهم ويجاهرون بالبطولة والعفة وينتظرون من يكللهم بالغار.

بشار الأسد لا يستأهل أن نفنّد كلامه السخيف و”عنترياته” الفارغة التي لم يمارسها يوماً سوى على شعبه للتفنن في قتله وإبادته، سائراً على خطى أبيه الذي مارس الفظائع في حماه قبل 3 عقود كما ارتكب كل أنواع المجازر في لبنان بحق اللبنانيين والفلسطينيين.

جملة وحيدة لفتتني في خطاب هولاكو العصر حين قال وصف أداء رئيس الوزرا التركي رجب الطيب أردوعان بـ”العنتريات” قبل أن يغمز من قناة “البندريات” ليقول: “البندريات هي أن يتحوّل الانسان الى منبطح بشكل مطلق أو أن يتحوّل الى عميل”.

ولعلّ من المفيد السؤال عمّن انبطح في الجولان المحتل منذ العام 1973 وحتى اليوم؟ وعمّن انبطح في لواء الإسكندرون السليب؟

ولعله من المفيد السؤال عن العميل الذي أرسل موفداً الى الكنيست الإسرائيلي خلال حرب تموز الـ2006 للمفاوضة على دماء اللبنانيين؟ وقبلها السؤال عن العميل الذي نفّذ ما عجز عنه أرييل شارون ومناحيم بيغن في اجتياح لبنان في العام 1982 فتولّى ضرب الفلسطينيين نيابة عن الإسرائيليين وأطاح بياسر عرفات مع مقاتليه نهائيا من لبنان؟

وماذا عن العميل الذي انبطح وأرسل 400 جندي للمشاركة في الأميركيين في حرب الخليج الثانية وتغطية دخولهم عسكريا الى الخليج العربي في مقابل الحصول على ضوء أخضر للهيمنة على لبنان؟

الأسئلة عن الانبطاح والعمالة لا تنتهي وصولا الى الانبطاح أمام الحرس الثوري الإيراني مع انطلاق الثورة السورية ليعطي الإمرة لجنود الولي الفقيه في سوريا وميليشياتهم من “حزب الله” الى “أبو الفضل العباس”.

وإذا كانت “البندريات” نسبة الى الأمير بندر بن سلطان، فإنها في لبنان تعني لنا الكثير. هي تعني لها الشهامة السعودية التي ساهمت في إعمار لبنان، وهي الاحتضان لوطن الأرز في عز الحرب الأهلية في مدينة الطائف التي أنتجت وثيقة الوفاق الوطني التي أصبحت دستوراً جديدا للبنان. وهي تعني لنا مدّ يد العون في كل مرة كان لبنان بحاجة، وليس آخرها الـ3 مليارات دولار لمساعدة الجيش اللبنانين وقبلها وديعة المليار دولار في مصرف لبنان في عز حرب تموز لضمان استقرار الاقتصاد اللبناني. و”البندرة” تعني لنا استضافة عشرات آلاف اللبنانيين في ربوع المملكة حيث يعيشون من خيراتها ويرسلون الأموال الى عائلاتهم وذويهم في لبنان…

لبنان لم يجنِ من “البندرة” إلا كل الخير، لكنه لم يجنِ من “السورنة” (نسبة الى النظام السوري) ومن “الأيرنة” (نسبة الى النظام الإيراني) سوى الخراب والدمار والقتل والتفتيت.

لم يجنِ لبنان من “السورنة” سوى الاحتلال والمجازر والاغتيالات والاستغلال الاقتصادي والفساد والهيمنة ودكّ اللبنانيين في السجون وسياسة “فرّق… تسُد” وضرب أسس الدولة.

ولم يجنِ لبنان من “الأيرنة” سوى التحريض المذهبي وتغذية الميليشيات على حساب الدولة في حين كانت “البندرة” تدعم مؤسسات الدولة. و”الأيرنة” أغدقت “المال النظيف” للميليشيات والسلاح للاغتيالات ودرّبت على التفجير والعمليات الارهابية وخطف الطائرات وتجارة المخدرات والإساءة لسمعة لبنان في الخارج من خلال تحويل لبنانيين الى إرهابيين والى خلايا نائمة ينفذون عمليات مشبوهة حول العالم من الأرجنتين مرورا بأفريقيا ومصر وصولا الى الخليج العربي من دون أن ننسى بلغاريا!

وليعلم هولاكو العصر الحديث أننا إذا خُيّرنا بين “البندرة” و”السورنة” و”الأيرنة” فسنختار “البندرة” لأنها أولا وأساساً الداعم الكبر لفكرة “اللبننة” التي كانت وستبقى خيارنا الأول والأخير.