IMLebanon

حقل “حماس” لم يتطابق مع بيدر “حزب الله”! (بقلم رولا حداد)

hezbollah---hamas

رغم إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن دعم الحزب الكامل لحركة “حماس” والمقاومة الفلسطينية في الحرب الجارية على غزة، لم يتكفّل أي مسؤول في الحزب بالرد على نداء نائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” موسى أبو مرزوق لـ”حزب الله” بفتح جبهة الجنوب اللبناني لمساندة المقاومة الفلسطينية، وخصوصا مع الإمكانات الهائلة التي يملكها الحزب في مقابل الإمكانات المتواضعة لـ”حماس” والتي تجلت في أنها أطلقت على الأراضي الإسرائيلية أقل من 100 صاروخ منذ بداية الحرب على غزة قبل أكثر من 3 أسابيع!

والسؤال البديهي هو: لمَ لم يستجب “حزب الله” لنداء “حماس”؟

في القراءة السياسية يتضح أن أجندة “حزب الله” تختلف تماماً عن أجندة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”. ففي حين تخوض الأخيرة حرباً ضروس ضد العدو الإسرائيلي تبدو بوصلة “حزب الله” متجهة نحو الشرق، وتحديداً نحو الدفاع عن نظام بشار الأسد بناء على أوامر مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي.

الوقت حالياً ليس لـ”إزالة إسرائيل من الوجود” وليس “لتحرير القدس”، فقائد الحرس الثوري الإيراني أكد أنه “لو يأمر خامنئي فصواريخنا جاهزة لتسوية إسرائيل بالأرض في أقل من 24 ساعة”. المشكلة أنه لم ولن يأمر لأن الأولويات مختلفة.

فكيف يأمر خامنئي بإزالة إسرائيل من الوجود وتدميرها وإيران تخوض مفاوضات مع عرّاب إسرائيل في العالم الولايات المتحدة الأميركية؟

وكيف يضيّع خامنئي وقته في التفكير بتدمير إسرائيل وهمّه الأول منع إسقاط نظام الأسد؟ وكيف لـ”حزب الله” المطلوب منه أن يقاتل دفاعاً عن بشار الأسد في سوريا ويغطي الفراغ الذي أوجده انسحاب ميليشيات “أبو الفضل العباس” من سوريا وأن يرسل في الوقت نفسه مئات المقاتلين والخبراء الى العراق أن يهتم في الوقت نفسه بالجبهة الجنوبية في لبنان وبمساعدة “حماس”؟!

بالنسبة للحزب لم يعد ثمة خطر متأتياً من الجبهة الجنوبية، لا بل إن الخطر كله مصدره الشرق، وتحديدا الخطر الذي قد ينجم عن سقوط بشار الأسد. لذلك تغيّر اتجاه البوصلة، أخلت نخبة مقاتلي الحزب في وجه إسرائيل سابقاً الجبهة الجنوبية وتوجهت الى القتال في سوريا حيث سقطت أعداد كبيرة من القادة العسكريين الميدانيين في الحزب من الذين كانت لهم صولات وجولات في حرب تموز 2006 بين بنت جبيل ومارون الراس.

كما أن الخلاف العميق بين الحزب و”حماس” في الموضوع السوري معروف وواضح، رغم كل محاولات “ترقيع” انحياز الحركة للثورة السورية ضد بشار الأسد وقتال الحزب دفاعا عن نظام الأسد، وفي هذا الإطار لا يمكن تخطي البعد العقائدي- المذهبي في موقف كلا الطرفين.

لذلك فإن كثراً سألوا: هل كانت دعوة “حماس” التي وجهتها إعلامياً وعلنا لـ”حزب الله” لفتح الجبهة الجنوبية في لبنان صادقة فعلاً ونابعة عن رغبة في فتح مزيد من الجبهات على الإسرائيلي لحشره، أم أن هذه الدعوة جاءت لحشر “حزب الله” وكشف حقيقة أولوياته وابتعاده عن الجبهة الجنوبية في لبنان في ظل كل ما قيل عن تطمينات متبادلة تمت عبر وسطاء بين الحزب وإسرائيل حول جبهة جنوب لبنان؟

الثابتة الوحيدة هي أن الأولويات مختلفة جداً بين الطرفين، بعدما تأكد للجميع أن حسابات حقل “حماس” لا تتطابق على الإطلاق مع حسابات بيدر “حزب الله”!