IMLebanon

خاص IMLebanon: هل يعمل “حزب الله” على جمع تبرعات مالية على الانترنت أم يجمع معلومات عن مقاتليه الهاربين من سوريا؟

hezbollah-new-2

كان لافتاً في المعارك في سوريا قدرة “حزب الله” على الاستمرار منذ أكثر من عامين في القتال المتواصل داخل الأراضي السورية، رغم تكبّده خسائر بشرية ومادية هائلة.

لكنّ الحزب المدرّب جيدا في مواجهة تكنولوجيا، استطاع على ما يبدو اختراق كل الحصار الذي تفرضه الإدارة الأميركية على مصادر تمويله، والاتحاد الأوروبي أيضا الذي أدرج الجناح العسكري لـ”حزب الله” على لائحة المنظمات الإرهابية.

وفي مقابل تراجع القدرة الإيرانية على ضخّ الأموال للحزب بعد أكثر من 40 شهراً على انطلاق الثورة السورية، وبسبب الامتعاض الداخلي في الحزب نتيجة تراجع المساعدات التي تُقدّم لعائلات القتلى الذي يسقطون في المعارك في سوريا، طوّر “حزب الله” وسائل حديثة لجمع التبرعات والأموال عبر العامل بطريقة مبتكرة تتيح له التهرّب من الكثير من الرصد الغربي لحركات الأموال إليه.

ومن أبرز الوسائل التي رصدها موقع IMLebanon قيام الحزب بحملات إعلانية على موقع فايسبوك تحت عنوان: “هل قاتلت في سوريا؟ هل تعرف أحداً قاتل في سوريا؟ إضغط هنا للحصول على دعم مالي”. وما إن يضغط المتصفح على الرابط الموجود يتحوّل الى موقع أسّسه كوادر من “حزب الله” بشكل ذكي على شبكة المواقع المجانية من غوغل (Google free site) وذلك لعدم تمكّن أحد من رصد مكان إدارة هذا الموقع، وهذه ميزة خاصة للمواقع المجانية على شبكة غوغل، وبذلك يبقى مشغلو الموقع خارج إطار الرصد.

الموقع المذكور يحمل عنوان Lebanese Fighters Support أو دعم المقاتلين اللبنانيين ويرحب بزوّره على الصفحة الرئيسة بالقول: “مرحبا بكم في موقع التبرّعات لصالح المقاتلين اللبنانيين الذين شاركوا في المعارك ضدّ الكافرين في سوريا. الغرض من هذا الموقع هو تقديم وتوزيع التبرعات لمساعدة الأشخاص الذين ساهموا في الحرب ضدّ الكافرين على الأراضي السورية”.

ويضم الموقع الذي يحتوي حصرا على بعض الكتابات وصور لمقاتلين من :حزب الله” وبعض صور قتلاه الذين سقطوا في سوريا، 5 صفحات هي الصفحة الرئيسة التي ذكرناها، والى جانبها 4 صفحات أخرى هي:

ـ صفحة تعريف “الجماعات الكافرة” وفيها: “استهدفت الجماعات الكافرة كل من سوريا ولبنان باسم الإسلام وهي أبعد كل البعد عن دين الله الحنيف الذي نهانا عن قتل النفس بغير حق كما في قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً قيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاياً عظيماً} (النساء 93). ففي حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا يحلّ دك امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة” صحيح البخاري وصحيح مسلم.

سوريا الآن تتمزق ومجتمعها يتقطّع بسبب هذه المجموعات الكافرة التي تستخدم الإيديولوجيات الأصولية الدينية ناسية المبادئ الانسانية والحقوق البشرية لنشر الترويع والنهب وقتل الرؤوس وغيرها من المشاهد التي نراها في وسائل الإعلام أو نتفادى رؤيتها نظراً لدمويتها ووحشيتها، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “لا يحلّ لمسلم أن يروّع مسلماً”.

وفي نفس الوقت الذي تواجه فيه الأقليات العرقية والدينية الموجودة في المنطقة الموت والاضطهاد على يد هذه المجموعات الكافرة وهو أمر لا يتماشى مع عظمة الإسلام وإنسانية الحضارة الإسلامية، باعتبارهم بشراً لهم حقّ الحياة والوجود، وفي ذلك يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من قتل معاهداً لم يرِح رائحة الجنّة”. إذ إن النبي صلّى الله عليه وسلّم حين مرّت عليه جنازة قام لها، فقيل له إنه يهودي، فقال: “أليست نفساً؟”. وقال الله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن نبرّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحبّ المقسطين} (الممتحنة 9)

ـ صفحة “الكافرين في لبنان”، وفيها الى حانب مجموعة صور لقتلى “حزب الله” في سوريا النص الآتي: “وها هي المجموعات الكافرة تطرق باب لبنان من أكثر من جهة عبر المطار كحال انتحاري فندق الروشة وعبر الحدود كحال انتحاري ضهر البيدر مما أدّى بتدخّل حزب الله اللبناني ومشاركته في القتال لحماية الحدود اللبنانية من الكافرين. ولولا التدخل في سوريا لكنّا شهدنا السيارات المفخخة تجتاح القرى والمدن اللبنانية على امتداد الأراضي اللبنانية، وكان الشعب اللبناني يُذبح كالنعاج ولكانت الخسائر أكبر بكثير مما وقع في لبنان نتيجة التفجيرات التي نفذتها المجموعات الإرهابية في أكثر من منطقة لبنانية. فنجح اللبنانيون بقطع الطريق على الفتنة بالحكمة السياسية وضبط النفس والتدخل الميداني الحازم الذي أدّى الى استشهاد ما يزيد عن 250 شهيداً. واللائحة طويلة من الشهداء الذين دفعوا الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن لبنان من الهجمة التكفيرية القاعدية العابرة للحدود. قال الله تعالى: {ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أموتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون}

ـ صفحة “نبذة عنا”، وفيها: “نحن نمثّل رجال أعمال في جميع أنحاء العالم قرّرنا أن نساعد المقاتلين الذين ساندوا النظام السوري وساهموا في الدفاع عن لبنان. يتمثل هدفنا الرئيسي في تقديم وتوزيع التبرعات من أجل إرسالها الى اللبنانيين الذين قاتلوا في سوريا وعائلاتهم. يأخذ فريقنا على عاتقه مهمة البحث عن هؤلاء المقاتلين وعائلاتهم من أجل دعمهم مالياً”.

ـ والصفحة الأخيرة تحت عنوان “الاتصال بنا”، وفيها: “إذا كنت قد قاتلت ضد الكافرين في سوريا أو كنت تعرف أحداً ما قد شارك في القتال (صديق أو فرد من العائلة) فلا تتردّد في الاتصال بنا.

قال الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلّكم تُرحمون} (الحجرات 10)، وجاء قول الرسول صلّى الله عليه السلام: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه، بحسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه”.

وفيها استمارة تطلب المعلومات الآتية: اسم طالب المساعدة الثلاثي، عنوان الإقامة، تاريخ الميلاد، المهنة، رقم الهاتف، البريد الالكتروني على gmail، اسم المقاتل، علاقة الطالب بالمقاتل، مدة الخدمة التي قضاها المقاتل في سوريا، وسكايب.

والمفارقة أن المعلومات الإلزامية في هذه اللائحة هي فقط: الاسم الثلاثي لطالب المساعدة، تاريخ ميلاده، رقم الهاتف وعنوان البريد الالكتروني!

وفي هذا الإطار يرصد بعض خبراء التكنولوجيا والاتصالات الآتي:

ـ أولا، لا يوحي هذا الموقع بالرغبة في تقديم المساعدات المالية بقدر التحرّي عن أمر المقاتلين في سوريا الذين إما هربوا أو تهرّبوا من القتال فيها، سواء بداعي الإصابة أو غيرها من الأسباب، وذلك يتجلّى في الرغبة في معلومات محددة عن طالب المساعدة حصراً وليس عن المقاتل، لأن الافتراض الواقعي أن من يطلب المساعدة هو مقاتل لا يرغب بالعودة الى سوريا، وخصوصا وأنه لو كانت النية المساعدة فعلا لكان الحزب هو الذي قام بشكل مباشر بمساعدة مقاتليه أو عائلاتهم، وهو يعرفهم جميعا!

ـ ثانيا، إن هذا الموقع قد يكون إطاراً واقعيا لجذب الراغبين بتقديم تبرّعات مالية للحزب ومقاتليه من دون أن يعرّضوا انفسهم لانفضاح أمرهم في ظل الرقابة المشددة على وصول الأموال والمساعدات الى الحزب.

ـ ثالثاً، أن تكون جهة ثالثة تعمل على جمع المعلومات عن مقاتلي الحزب في سوريا من الذين عادوا الى لبنان، سواء أصيبوا أم هربوا ولا يرغبون بالعودة. رغم أن هذا الاحتمال ضعيف بفعل أن “حزب الله” يراقب كل المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولن يسمح حكما باستمرار هكذا حملة لا يقف هو وراءها!

1

2

3