IMLebanon

وهل تسأل “القوات” عن موقفها من ترشح الجنرال إلى رئاسة الجمهورية؟! (بقلم رولا حداد)

tayyar-lebanese-forces

كتبت رولا حداد

ما كان متوقعاً ومقدّراً بات معروفا علانية. ما أعلنه العماد ميشال عون منذ الأسبوع الأول للحوار العوني- القواتي من تفاؤله بإمكان أن يصوّت له نواب تكتّل “القوات اللبنانية” في انتخابات رئاسة الجمهورية، بات اليوم مطلباً عونياً مباشراً لا لبس فيه لاستكمال الحوار مع “القوات اللبنانية”!

لم تعد تنفع المناورات المتبادلة التي دامت لأكثر من شهرين بين الرابية ومعراب. في الأسابيع العشرة التي عاشتها محاولات الحوار، بقي التشكيك سيّد الموقف. لم تنفع محاولات النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي في تغيير جوهر الصراع منذ 30 عاماً: الجنرال يريد الرئاسة بأي ثمن ولن يقبل بما دون ذلك. كل الباقي تفاصيل قابلة للنقاش، ليس في السياسة لأن للجنرال التزاماته الواضحة في المحور الإقليمي الذي ينتمي إليه، والذي وصل الى حد إعلان عون “تكامله الوجودي” مع “حزب الله”. أما في الحصص فأرسل الجنرال رسائله الواضحة: “أنا مستعد لأي تطمينات ونقاش في موضوع حصص “القوات” في عهدي”!

عند هذه المعادلة لا ينفع الحديث عن إسقاط الدعاوى القضائية بين الطرفين، ولا عن تنفيس احتقان، ولا عن محاولة معالجة تراكمات 30 سنة. كل ذلك تفاصيل لا تنفع ضمن استراتيجية الجنرال الواضحة: رئاسة الجمهورية الآن!

الخلفية مفهومة لرئيس “تكتل الإصلاح والتغيير” ابن الثمانين عاماً. لا وقت لديه. في الأيام الماضية سُرّب أن العماد عون حدّد مهلة تنتهي في آخر شهر شباط للحوار القائم، وبعدها على الدكتور سمير جعجع أن يعلن موقفه النهائي هل يريد “الجنرال” رئيساً أم لا. هذا التسريب الصحافي عبر صحافيين قريبين جدا من الرابية، أعلنه صراحة ابن شقيقة العماد عون وعضو “تكتل الإصلاح والتغيير” النائب ألان عون بكل وضوح في مقابلته الى جريدة “اللواء”، والذي يمكن اختصاره بالتأكيد أن لا مرحلة ثانية ولا خطوات إضافية في الحوار قبل بت الموضوع الرئاسي وإعلان جعجع تأييده لعون، ولن يكون لقاء بين الزعيمين قبل ذلك.

بعد هذا الكلام الواضح والصريح من النائب ألان عون لن تنفع أي تبريرات أو عمليات تجميلية. لا بل إن اللعب على الكلام لن يفيد بعد اليوم. ثمة حاجة للحسم وتحديداً في موضوع الرئاسة قبل كل شيء آخر.

المفارقة أن الدكتور سمير جعجع حسم أمره تكراراً حين أكد أن موضوع رئاسة الجمهورية هو موضوع خلافي مع “التيار الوطني الحر”، وأن موضوع الرئاسة هو خارج الحوار بناء على ذلك. جعجع كرّر ذلك في 3 مناسبات على الأقل أمام وسائل الإعلام: احتفال تسليم البطاقات الحزبية في معراب، وفي مؤتمرين صحافيين عقدهما جعجع بعد آخر جلستي انتخابات رئاسية لم تُعقدا.

في الخلاصة ثمة خلل واضح في مكان ما. جعجع لم يقبل أن يناقش موضوع الرئاسة مع عون إلا بشرط أن يقبل عون بالبحث بمرشح توافقي غيره، فعلى ماذا بقي عون يراهن على قبول جعجع بتأييده؟ لا جواب واضح حتى الساعة.

النائب ألان عون أعلنها بوضوح: لا استكمال للحوار مع “القوات” إلا حول الرئاسة وإلا بتأييد الجنرال للرئاسة، ومن يعرقل هو الذي يرفض انتخاب الجنرال!

لكنّ “الحكيم” خيّب آمال البعض بإعلان موقف ملتبس كمثل موقفه الشهير في العام 1989 من اتفاق الطائف حين أجاب عن أسئلة الصحافيين بالقول: “وهل تُسأل القوات عن موقفها من الطائف”؟

سمير جعجع لم يتهرّب من الجواب الواضح والمباشر اليوم: “لا نتفق مع الجنرال على مقاربة ملف الرئاسة”. الكثير تغيّر من الـ1989 وحتى اليوم. فميشال عون لم يعد قائداً للجيش، و”القوات” حزب سياسي لا يحمل السلاح، وبالتالي لا خطر أمنياً من إعلان رفض تأييد عون. يبقى أن يقتنع “الجنرال” أن الزمن تغيّر وأن قصر بعبدا أبعد اليوم مما كان عليه قبل 25 عاماً!