IMLebanon

“عاصفة الحزم”.. لاستعادة الكرامة العربية (بقلم طوني أبي نجم)

yemen-12

بقلم طوني أبي نجم

 

يخطئ من يعتبر أن التدخل العسكري العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن هو قرار متسرّع أو متهوّر. فليس تسرّعاً أن تجنّد السعودية أكثر من 100 مقاتلة و150 ألف جندي لمعركة اليمن. وليس تهوّرا أن تدخل المعركة والى جانبها دول عربية في طليعتها مصر، ومنها أسماء معبّرة من المغرب الى قطر مروراً طبعاً بالأردن.

ومن يراجع التاريخ السعودي يعرف تمام المعرفة أن كل قرارات المملكة العربية السعودية كانت قرارات حكيمة وهادئة وغير متسرّعة على الإطلاق، وخصوصاً أن الرياض لم تدخل يوماً أي حرب، باستثناءات نادرة منها حرب فلسطين في الـ1948، حرب الوديعة في اليمن تحديداً في العام 1969، وساندت السوريين في حرب 1973 وساهمت في قطع إمدادات النفط عن الدول المؤيدة لإسرائيل، وأيضا مساهمتها الرمزية في حرب الخليج الثانية الى جانب الولايات المتحدة الأميركية لتحرير الكويت.

لكن عملية “عاصفة الحزم” تبدو مختلفة اليوم. فتجنيد أكثر من 10 دول عربية بينها مصر وقطر ليس وليد الأمس، كما أن الإعلان عن إمكان شنّ عملية برية تم تجنيد أكثر من 150 ألف جندي سعودي لخوضها، وذلك بعد ساعات قليلة على انطلاق العملية الجوية ليس قراراً “ابن ساعته”. المعركة اليوم بالنسبة الى السعودية باتت معركة حياة أو موت، ومعركة كرامة العرب قبل أي شيء آخر.

لم يعد مقبولاً التفاخر الفارسي بالإعلان عن إمبراطورية إيرانية في المنطقة أو عن هلال شيعي. وليس تفصيلاً الإصرار الإيراني على التحكّم بالشعب السوري وقتله وذبحه تحت شعار الحفاظ على حكم بشار الأسد في حين يحكم قاسم سليماني سوريا والعراق حيث يحاول الإيرانيون التذاكي كما حدث عند استبدال نوري المالكي. وليس الأمر بلعبة حين يحاول ايرانيون أن يلهوا في البحرين التي تشكل استراتيجيا ما يشبه الحديقة الخلفية للسعودية. وأخيرا وليس آخراً، ليس عابراً أن تغتال إيران وعملاؤها رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري وأن تجاهر بعد 10 سنوات من اغتياله أن حدودها باتت على ضفاف المتوسط وفي جنوب لبنان.

إن الحرب التي أعلنتها المملكة العربية السعودية وأطلقتها من اليمن تحت اسم “عاصفة الحزم”، لن تقتصر حتما على استعادة الشرعية اليمنية من مرتزقة الحوثيين المدعومين من إيران. فالحزم السعودي الذي تفجّر غضباً في اليمن وسيمتد حتماً الى المنطقة، إنما يهدف أولا الى استعادة الحزم العربي في التعامل مع مع مختلف القضايا العربية، ووضع حدّ للتمادي الإيراني في استباحة الدم العربي من سوريا والعراق وصولا الى لبنان، والانتهاء من النفوذ الفارسي وطموحات الولي الفقيه في إيران على امتداد الخارطة العربية.

الحزم العربي الذي كنّا ننتظره منذ أعوام، يبدو واضحاً أن القرار بشأنه اتُخذ وبدأ التنفيذ، وذلك بعد نفاد كل المحاولات الدبلوماسية التي كانت إيران تجهضها بين حدي التذاكي والاستقواء.

لذلك، فإن ما أقل ما ينتظره العرب، من الخليج العربي لا الفارسي الى المغرب العربي، هو الحزم الفعلي لاستعادة الكرامة العربية المهدورة على مذبح الأحلام الفارسية.

أنا اللبناني المسيحي الماروني أدعو الله أن يحمي جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وجميع قادة الدول المشاركة في “عاصفة الحزم”، وأن يحمي جميع الجنود والضباط المشاركين في العمليات العسكرية حتى تحقيق النصر المنشود.