IMLebanon

إقليم الخروب: طرق بلا زفت منذ سنوات

KharoubStreetsAsphalt
أحمد منصور
ما من طريق تسلكها في مناطق اقليم الخروب الجنوبية والشمالية والساحلية، إلا ويتكبد فيها أهالي المنطقة والعابرون عليها المشقات والمعاناة، وتلحق بهم الأضرار بسياراتهم بسبب أحوال الطرق التي تنتشر فيها الحفر شمالا ويمينا وعلى طولها، فضلا عن الانخسافات والتدرجات والانهيارات، التي تحمل معها المخاطر من كل حدب وصوب. وعلى هذا المنوال باتت تعيش طرق المنطقة أوضاعا مأساوية صعبة ومزرية، بعدما تحول العديد منها الى ما يشبه الطرق العسكرية، نتيجة غياب صيانة وورش أشغال وزارة الأشغال العامة عن المنطقة في عهد الحكومة السلامية، والتي باتت تشتهي لزفت الوزارة الغائب عن طرقها، والحاضر في أجوائها، اذ يصف تلك الأجواء العديد من أبناء المنطقة «بالزفت ما عدا الطرق».
هذه الأحوال تنعكس استياءً عارماً ضد وزارة الاشغال وسياستها المتبعة بحق المنطقة، وسط ارتفاع منسوب الأصوات المطالبة بحصتها من الوزارة في الاشغال والانماء، فيما يبدو ان التصعيد ضد الوزارة سيكون سيد الموقف في المنطقة، خصوصا بعد تكرار المطالبات والمراجعات للوزارة بأخذ دور لها في الاقليم، إلا ان ليس هناك من آذان صاغية، حيث يستمر مسلسل المعاناة على الطرق من كل حدب وصوب، فيما يجري الحديث عن سلسلة من الاعتصامات وقطع للطرق احتجاجا على سياسة وزارة الأشغال.
برجا
وأشار رئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية الى «ان طرق البلدة أصبحت غير مطابقة للمواصفات لكي تسير عليها السيارات»، مؤكدا ان «مسؤولية الطرق تقع على عاتق وزارة الأشغال لا على عاتق البلدية». ويلفت الانتباه الى ان «البلدية لا تملك الإمكانات المادية»، مشيرا الى انها «تقوم الى حد ما بالصيانة للطرق، حيث تكبدت البلدية مصاريف حوالي 50 الف دولار مع بداية العام، ثمن زفت لترقيع طرق البلدة بحدود 480 طنا من الزفت من موازنة البلدية»، موضحا انه إذا أكملت البلدية على هذا المنوال فإنها مهددة بالافلاس.
ويشير الى ان «هذه الاشغال من مسؤولية وزارة الاشغال التي لم يصل منها منذ سنتين أي شاحنة زفت الى برجا، على الرغم من المراجعات والمطالبات المتواصلة للوزارة عن طريق نواب المنطقة والبلديات»، معتبرا ان ليس هناك آذان صاغية لدى وزير الاشغال تجاه المنطقة و «يطنش» عنها، بينما يقوم بالعمل في مناطق اخرى، ورأى ان «هذا الأمر مسيء جدا للوزير الذي يفترض ان يكون من مدرسة الرئيس نبيه بري، مدرسة الانماء المتوازن على مستوى الوطن، ولكن يبدو ان الوزير ليس له علاقة بالانماء المتوازن نهائيا ووزارته غائبة عن المنطقة»، مؤكدا ان نواب المنطقة زاروا زعيتر وطالبوه ولكن لم يرد على احد، لافتا الى ان هناك تقصيرا كبيرا من الوزارة تجاه المنطقة، محذرا من انه في استمر الوضع على هذا المنوال فسيكون هناك تحرك شعبي لفضح الامور وايصال صوتنا وصرختنا الى الجميع بسبب تقصير وزارة الاشغال بحق طرقنا التي لم تعد تحمل تأخيرا بسبب أوضاعها السيئة لغياب الزفت والتأهيل والصيانة عنها.
بدوره، يقول رئيس بلدية المغيرية مصطفى ضاهر: «منذ استلام الحكومة مهامها الجديدة لم نرَ أية حبة زفت لا في اقليم الخروب ولا في الشوف عامة»، مؤكدا ان «البلدية أعدّت 9 ملفات عن وضع طرق البلدة وسلّمتها الى الوزارة، وخمسة منها جاهزة للتنفيذ»، مشيرا الى انه «حتى الساعة لم يتحرك أحد تجاه المنطقة في الوزارة على الرغم من مطالباتنا الدائمة لها»، معتبرا أن هناك كلاما فقط ووعودا لا تنفذ، فيما المعاناة مستمرة. ويوضح ان «طريق دير المخلص ـ مزبود المغيرية، أصبحت طريق الآلام بسبب سوء أوضاعها وكثرة الحفر والخنادق عليها بطول 2 كلم»، مؤكدا ان «الطريق بحاجة الى صيانة وتوسيع وتأهيل». ويلفت الانتباه الى ان «البلدية لا تملك الإمكانات المادية للقيام بهذه الاعمال»، مؤكدا انها «وضعت ملفا كاملا عن الطريق وجالت على الفاعليات في المنطقة لإيصال صوتنا الى الوزارة والضغط عليها للتحرك تجاه المنطقة». ويلفت ضاهر الانتباه الى ان «الطريق تربط منطقتي الإقليم الجنوبية والشمالية وهي الشريان الرئيسي الذي يربط الاقليم مع جزين وصيدا، فضلا عن انها طريق للمدارس في دير المخلص ودير راهبات سيدة البشارة»، مؤكدا ان طريق باتت تشــكل خطورة على العابرين وباصات المدارس، خصوصا ان قسما منها بحاجة الى جدران دعم للحماية من الوقوع في الوادي عند جانب الطريق لجهة الجنوب»، مطالبا الوزارة بلفتة الى المنطقة لرفع الأضرار والمخاطر عن أبناء المنطقة، معتــــبرا ان المنطــــقة هي جــــزء من لبنان ايضا، وخــــتم «نحن ندفع الضـــرائب للدولة ونقوم بواجباتنا تجاهها بينما هي لا تعاملنا بالمثل».
وعود ووعود
وأكد رئيس بلدية دلهون المهندس علي ابو علي ان طرق البلدة، لا سيما الطريق العام، تحتاج الى فلش للزفت لأن وضعها كان سيئا جداً بسبب انخسافات التدرجات. ويشير الى انه «تمت مراجعة وزارة الاشغال عدة مرات ووعدتنا كثيرا ولكن للاسف الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم نر أي تجاوب أبدا لا هذا العام ولا العام الماضي ولم توضع أية حبة زفت على طرق الاقليم». ويطالب الوزارة «بإعطاء اقليم الخروب نصيبه وحقه بالزفت كالمناطق الاخرى».
موضحا ان البلدية لم تعد تتحمل المشاكل مع الناس التي ضجت بسبب وضع الطريق نظرا للاضرار والخسائر التي يتكـــبدونها. ويؤكد ان «هـــذه الاعمال تفــوق قدرات البلديات»، مشيرا الى ان الاتصالات مستمرة مع وزارة الاشغال ولكن ليس هناك من تجاوب، موضحا ان طرقنا باتت اشبه بطرق ترابية.