IMLebanon

موقف بري من عون مبني على وقائع دولية!

berry1

 

توقفت مصادر ديبلوماسية متابعة للملف الرئاسي اللبناني عن كثب عند ابعاد موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان له وقع المفاجأة على الأوساط السياسية عموما وعلى العماد ميشال عون المعني به مباشرة خصوصا. وأضافت: “زعيم الرابية وعلى رغم معرفته اكثر من غيره ان علاقته بعين التينة معلقة على شعرة معاوية بإرادة من “حزب الله” وان التوتر يحكمها في معظم المراحل ومختلف الملفات، لم يتوقع ان يكون حليف حليفه في قوى 8 اذار اول المبادرين بين مختلف القيادات السياسية الى اعلان رفض انتخابه رئيسا ايا كانت الحجة والذريعة”.

المصادر، وفي حديث لـ”المركزية”، تابعت: “بري العائد من اجازة في ايطاليا، لا يطلق مواقف غير مستندة الى وقائع، ولم يكن وفق ما تقول المصادر ليعلن انه لن ينتخب عون رئيسا لو لم يتلمس مؤشرات خارجية واضحة وربما داخلية، في اتجاه انتهاء مرحلة لبننة الاستحقاق، وفق ما قال، وطي صفحة ترشح القادة بعد الفشل في وصول اي منهم الى الكرسي الرئاسي منذ اكثر من عام وثلاثة اشهر”.

واعتبرت ان هذا الموقف يحمل في طياته ابعادا تعكس مرحلة جديدة في الاستحقاق سبق لرئيس الحكومة تمام سلام والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وديبلوماسيين غربيين، آخرهم السفير الاميركي ديفيد هيل وقبله السفير البابوي غابريال كاتشيا الذي دعا الى وضع حد لمرحلة ترشح القادة، ان اشاروا اليها في اكثر من مناسبة أخيرا، حينما اكدوا ضرورة انتخاب رئيس مقبول من بيئته، وفاقي غير صدامي، وانتقال المرشحين الى موقع الناخب وإلا فقدوا الحق في اختيار المرشح الذي قد يختاره الخارج من دون استمزاج رأيهم حتى.

وأضافت المصادر ان بعض العواصم الغربية المعنية بالوضع اللبناني، تبحث في لائحة تضم عددا من المرشحين المنطبقة عليهم المواصفات المذكورة اعلاه من خارج نادي الاصطفاف السياسي وتجوجل الاسماء التي لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة من اجل تحديد الخيار الافضل.

وتذكّر في معرض تحليل موقف بري بكلامه عن ان مرحلة ما بعد توقيع الاتفاق النووي ليست كما قبلها وان حل الملفات سيبدا باليمن ثم بلبنان، ووفق ما يبدو فان الازمة اليمنية تشهد انفراجات توحي بولوج الحل ولو ببطء، بما يحمل على الاعتقاد ان الظرف الاقليمي بات مهيئا لولوج مرحلة التسوية على رغم استمرار بعض القوى الاقليمية بربط ازمته الرئاسية بالوضع السوري البالغ التعقيد، من اجل استخدام هذه الورقة في المفاوضات لارساء التسوية الكبرى الجاري البحث عن السيناريو الخاص بها بين بعض العواصم الكبرى لا سيما موسكو وواشنطن وفرنسا، حيث يتردد ان العمل يتركز راهنا على تشكيل مجموعة دولية اقليمية على غرار مفاوضات الملف النووي قوامها روسيا، الولايات المتحدة الاميركية، تركيا، مصر، ايران والمملكة العربية السعودية وقد تنضم اليها اوروبا ممثلة بالاتحاد الاوروبي لبدء البحث الجدي في الحل السوري مع تجنب وضع ايران والسعودية وجها لوجه في مفاوضات ثنائية لا تبدو ظروفها ناضجة حتى الساعة.

وأشارت المصادر الى ان مفاوضات من هذا النوع يتولى ترتيباتها المسؤولون الروس الذين اثبتوا قدرة على تقريب المسافات بين بعض الدول المتنازعة ووفروا لقاء بين ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ورجل اعمال سوري على صلة بالنظام. وتبعا لذلك، تقول المصادر أن الرئيس بري يقرأ هذه التطورات ويتصرف ويطلق مواقفه على اساسها.