IMLebanon

“حزب الله” يعطّل احتفالا دينيّا مسيحيّا في قرية “مليخ”

st-elias

كتب كمال ريشا مدير الأخبار في راديو “الشرق” على صفحة مدونته الالكترونيّة: “يحتفل المسيحيون بعيد”مار الياس” في العشرين من تموز من كل عام، إلا أن العيد هذا العام في مليخ الجنوبية كان مختلفا، حيث دخل عناصر من حزب الله على جماعة المحتفلين بالعيد في ساحة الكنيسة، وزجروهم وأمروهم بوقف الاحتفال فورا، ووقف شرب الخمر وسماع الموسيقى لان الخمر والموسيقى يخالفان تعليمات الحزب، ولان الموسيقى تتسبب بالازعاج للاهالي من غير المسيحيين في البلدة، فما كان من جماعة المسيحيين إلا أن اوقفت الاحتفال بالعيد، وغادروا الى منازلهم خائبين.

قبل الحرب كان اهالي مليخ يقيمون الاحتفالات بمناسبة عيد مار الياس كما احتفلوا به هذا العام، ولم يغيروا في عاداتهم شيئا، وكان اهالي القرية من الشيعة يشاطرونهم الاحتفال، ويسهرون معا حتى ساعات الصباح على إيقاع الموسيقى وحلقات الرقص الشعبي.

ومع دخول ثقافة “حزب الله” وما ينتسب اليها الى جنوب لبنان تغيرت الاحوال وأصبح سكان مليخ من الشيعة اكثر تشددا، وبفائض القوة أصبحوا يأمرون وينهون ويقيمون قواعد السلوك وطرائق العيش داخل بيئتهم وعلى جيرانهم ومواطنيهم.

وما شهدته مليخ مؤخرا ليس المثال الوحيد على استعمال فائض القوة في فرض نمط العيش، إلا أن اهالي مليخ”همسوا” بما حصل معهم، دون ان تلجأ السطات المعنية الى التحرك لضمان حريتهم في ممارسة طقوسهم وشعائرهم.

ويقول الاهالي ايضا ان اراضيهم الزراعية ممنوعة عليهم لانها”اماكن عسكرية” لاستخدام”المقاومة”، حتى تلك التي ليست اماكن عسكرية، تم تسييج بعضها بحجة ان”الامام المهدي” ظهر فيها، تمهيدا لشرائها لاحقا من اصحابها وفق شروط يفرضها الذين صادروا الاراضي.

أسئلة للمتباكين على حقوق المسيحيين.

– هل حرية ممارسة الطقوس تدخل ضمن هذه الحقوق؟.

– هل الدستور اللبناني يكفل حرية التعبير وممارسة الطقوس والشعائر ام انه وجهة نظر للمتباكين على الحقوق؟.

– هل تلحظ ورقة التفاهم بين”حزب الله والتيار العوني فرض إرادة المواطنين الشيعة على المواطنين المسيحيين في القرى المختلطة؟.

– هل حقوق المسيحيين تنحصر في تولي الجنرال عون وأصهرته مواقع المسؤولية في البلاد، وما خلا ذلك مضمون؟.

وللعلم مليخ قرية جبليّة تنتمي إلى جبل الريحان في قضاء جزين وتقع في وادٍ بين جَبَلي صافي من الغرب وجبل الريحان من الشرق، وينقسم سكانها تقريبا مناصفة بين المسيحيين والمسلمين الشيعة.

وأثبتت الدراسات الأثرية الأولى في البلدة أنها كانت مأهولة خلال الحقبتين الرومانية والبيزنطية. وقد سمحت الأبحاث بالكشف عن سمكتين محفورتين في صخور مليخ: الأولى موجودة على الطريق الداخلية للبلدة على بعد 50 متراً غربي كنيسة مار الياس. فيما وجدت الثانية في موقع”طنس” الأثري على مدخل الوادي. ويرجح أن حفر هاتين السمكتين يعود الى بداية عصر المسيحية. ففي أثناء اضطهادهم كانت السمكة شعاراً للمسيحيين يحفرونه ليدلوا بعضهم البعض الى أماكن اجتماعاتهم”.