IMLebanon

بري: لن أصوّت لعون!

Nabih-Berri-Michel-Aoun-

رصد زوار “عين التينة” أجواء تشي باتساع الشرخ بينها وبين “الرابية” ومواقف سياسية متباعدة ومتمايزة عن موقف “حزب الله” حيال الأزمة الحكومية في ضوء تجديد رئيس مجلس النواب نبيه بري حثّ رئيس الحكومة على العودة إلى اعتماد “الآلية” الدستورية في إدارة مجلس الوزراء، في وقت لفت على جبهة “كليمنصو” موقف متقدّم في الإعراب عن الاستياء الوطني المتعاظم من الاستبداد العوني التعطيلي للعمل الحكومي عبّر عنه الوزير وائل أبو فاعور بالقول: “لا يستطيع أي طرف سياسي أن يستبدّ بباقي الأطراف إلا إذا كان البعض يريد أن يجنح بنظامنا الديموقراطي باتجاهات أخرى”.

فقد نقل زوار بري لصحيفة ”المستقبل” استغرابه عدم مبادرة الرئيس تمام سلام إلى كسر المراوحة الحاصلة بفعل آلية “التوافق” الطاغية حالياً على مجلس الوزراء، منبّهاً على ضرورة العودة إلى الدستور وكسر هذه المراوحة التعطيلية للعمل الحكومي “حتى لا يتحوّل النهج السائد إلى عُرف يفرض نفسه على طريقة إدارة مجلس الوزراء خارج النص الدستوري”.

وفي الإطار عينه، يشير الزوار إلى أنّ رئيس المجلس النيابي يحث رئيس الحكومة على تطبيق الدستور “سيّما وأنّ نحو 18 وزيراً يؤيدونه في ذلك”، قائلاً: “فلتطرح القضايا التي تحتاج إلى نصاب النصف زائداً واحداً على التصويت “ووزرائي معك” وسيكونون أوّل المصوّتين”.

ولدى استفسار الزوار عن فرص نجاح العودة إلى الدستور في ظل تشبّث النائب ميشال عون بآلية “التوافق” باعتباره يمثل فريقاً وازناً من اللبنانيين، أجاب بري: “يطوّل بالو علينا شويّ”.. يقول إنه يمثل فريقاً كبيراً “طيّب على راسنا وعيننا”، لكن ماذا عن بقية اللبنانيين!”. ورداً على سؤال حول ما يتردد عن كون التصعيد السياسي العوني مرتبطاً بشكل أو بآخر بالتأزم الحاصل في الانتخابات الداخلية في “التيار الوطني الحر”، آثر بري عدم الدخول في هذا الموضوع مكتفياً بالتساؤل: هل من الجائز أن نبقى “معلّقين” أمور البلد على “التيار”؟.

ويؤكد بري لصحيفة “السفير” أن “على كل من يهمه الامر ان يعلم أنني وسلام واحد، وبالتالي فإن خيار استقالته مرفوض، ومن يدفع في هذا الاتجاه إنما يدفع نحو الخراب”. ويتابع: “انطلاقاً من خبرتي وتجربتي مع رؤساء الحكومات السابقين، يمكنني تأكيد أن تمام سلام هو الأفضل بينهم، لكن للأسف فإن البعض ممن يتحمّس لسقوطه لا يزال يحتاج إلى الكثير حتى يصبح متمكناً في السياسة”.

ويستغرب بري كيف أن عون لا يزال يصرّ على اعتبار مجلس النواب الحالي غير شرعي، بسبب التمديد، وفي الوقت ذاته لا يجد حرجاً في ان يطلب من هذا المجلس انتخابه رئيساً للجمهورية. ويضيف: أنا شخصياً لا أقبل هذا المنطق، وأرفض التصويت لمن يقول عني إنني غير شرعي، وإذا كان الجنرال يريد أن يتمسك بهذا الطرح، فأنا من جهتي أتمسّك باحترام كرامتي وكرامة المجلس.

ويشعر بري بغضب شديد حيال اقتراح احد وزراء “التيار الحر” طمر كمية من النفايات في بلدة المعيصرة الشيعية الواقعة في كسروان، مستعيداً كيف أنه طلب خلال الانتخابات النيابية الماضية من مناصري حركة “أمل” في المنطقة أن يبذلوا أقصى جهدهم كي تصبّ اصوات جميع الناخبين الشيعة في لائحة عون، وهذا ما حصل بالفعل، “الأمر الذي جعل بعض المرشحين الكسروانيين المنافسين للجنرال يعاتبونني ويلومونني على هذا القرار”.

ويتساءل: هل تُكافأ المعيصرة على موقفها برمي النفايات فيها؟ وهل هكذا يجري ردّ الجميل؟ وفي كل الحالات فإن هذه البلدة لن تكون مكباً للقمامة، سواء وافق رئيس البلدية أم لم يوافق.

ويكشف بري عن أنه سبق له أن أبلغ السيد حسن نصرالله بأن “حزب الله” يجب أن يبقى الى جانب عون، وألا يخرج من تحالفه معه، مهما حصل، وبمعزل عن مسار العلاقة بين حركة “أمل” وعون، لأن هناك ضرورات وطنية واستراتيجية لهذا التحالف.

ويتابع: لا أزال عند هذا الكلام، إنما في الوقت ذاته، لا يجوز تحميلنا أكثر مما نحتمل، وهناك أمور غير مقبولة تحدث في بعض الوزارات والملفات التي يتولاها “التيار الحر”.