IMLebanon

النفايات “تفوح” في الوسط الديبلوماسي و”دور مسهّل” لألمانيا

waste

كتبت ريتا صفير في صحيفة “النهار”:

لم تغب ازمة النفايات عن اللقاء الوداعي الذي اعده السفير الالماني كريستيان كلاجس لمجموعة من اصدقائه اللبنانيين وغير اللبنانيين نهاية الاسبوع . ففي المعهد الالماني للابحاث الشرقية التابع للسفارة الالمانية في محلة الظريف، اجتمع اهل السياسة والديبلوماسية حول السفير وعقيلته مارغريت جاكوب لسماع “انطباعاته” الاخيرة عن الشؤون اللبنانية وشجونها. شؤون بدأت مع كلام كلاجس عن اتصال اجراه معه احد الوزراء (وزير الاقتصاد آلان حكيم) لبحث اقتراح شحن النفايات الى المانيا كي يصار الى معالجتها في المحارق والمعامل هناك، ولم تنته باثارة اطراف اصداء زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ايران و”حمله لواء” الملف اللبناني.

وبين الملفين، حضرت زيارة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى المملكة العربية السعودية وانعكاساتها على الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو، وفقا للمتابعين، انه لا يزال مؤجلا حتى اشعار آخر.

ففي جوجلة للمواقف، بدا بحسب مصادر ديبلوماسية متابعة للملف اللبناني، ان الاستحقاق الرئاسي لا يزال قابعاً على “رف” الانتظار في العواصم الاقليمية. هذا الانطباع عززته زيارة الوزير فابيوس الى طهران والتي شكلت في شقها الاقليمي “جس نبض” للموقف الايراني حيال ملفات المنطقة ولا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب. الا ان متابعين للحركة الفرنسية نقلوا عن رئيس ديبلوماسيتها انطباعا مماثلا للانطباع الذي كان تكوّن لدى الموفد الرئاسي الفرنسي سابقا جان -فرنسوا جيرو خلال زياراته المتكررة الى العواصم الاقليمية. في حصيلتها، ان المسؤولين الايرانيين منشغلون في “امرار” الاتفاق النووي على المستوى الداخلي وهم غير مستعدين لمقاربة اي موضوع آخر، لا سيما على المستوى الاقليمي. وقد طبعت الموقف الايراني “لازمة” كررها السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي في الآونة الاخيرة، جوهرها ان طهران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فكيف بالاحرى الدول الصديقة كلبنان؟

وفي الاطار عينه، نقلت المصادر الديبلوماسية المناخات نفسها عن اللقاء الذي جمع رئيس حزب “القوات اللبنانية” بالمسؤولين السعوديين في المملكة الاسبوع الماضي. لعل ابرزها، ان العلاقات بين دول الخليج وايران ما زالت في المربع نفسه، مربع التشنج، رغم المحاولات الايرانية الاخيرة والمتمثلة في جولة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على عدد من دول الخليج لطمأنتها حيال تداعيات الاتفاق النووي، علما ان الدول العربية تترقب ما يمكن ان ينجم عن جولة وزير الخارجية الاميركي جون كيري على عدد من عواصم المنطقة، في اليومين المقبلين، فضلا عن لقاء كيري ورئيس الديبلوماسية الروسية سيرغي لافروف في الدوحة.

في اي حال، كان لافتا ما اعلنه كلاجس الذي يستعد لتسلم ادارة الدائرة الافريقية في الخارجية الالمانية في الايام المقبلة، عن اهتمام بلاده بأزمة النفايات. اهتمام ينحصر في اطار “الدور المسهل” الذي اداه السفير عبر توفير اتصالات بين ممثلين عن الحكومة اللبنانية وممثلين عن القطاع الخاص الالماني معنيين بالملف ليس اكثر. وازاء الاخذ والرد اللذين احاطا بالقضية، علقت مصادر في السفارة الالمانية

على “الادعاءات بأن المانيا تستعد لدرس المساهمة في حل ازمة النفايات”، مفيدة انه “في النصف الثاني من الاسبوع الفائت اتصلت بالسفارة شخصيتان رسميتان لبنانيتان، احداهما الوزير الان حكيم. وقد طلبت الشخصيتان معلومات عن احتمال معالجة النفايات اللبنانية وحرقها في المانيا. اثر ذلك، منحت السفارة عبر اتصال هاتفي، هاتين الشخصيتين معلومات مبسطة عن قطاع معالجة النفايات في المانيا، كما تولت، عبر البريد، ارسال معلومات اتصال عن ممثل لجمعية المانية تتولى حرق النفايات في المانيا”. وبحسب المصادر فان “دور السفارة هو مسهل”، مذكرة بأن “قطاع معالجة النفايات مخصخص بالكامل في المانيا. ويعود الى السلطات اللبنانية مناقشة القطاع الخاص الالماني في ما اذا كان بامكانه معالجة النفايات من لبنان”. وختمت: “اذا كان لانخراط السفارة جدوى، يعود تاليا الى الحكومة اللبنانية اتخاذ الخطوات اللازمة. ان السفارة الالمانية تبقى جاهزة لمواصلة العمل كمسهل”.