IMLebanon

مطران لـ”الجمهورية”: قناة السويس الجديدة بداية تحوُّل في الاقتصاد المصري

SuezCanal4

رنا سعرتي

لم يستطع الربيع العربي القضاء على الاقتصاد المصري، بفضل عزيمة البلاد واصرار قيادتها على تنشيط قطاعاتها الاقتصادية وتطويرها، لتحويل الكساد الى نمو وازدهار اقتصادي.

 

بعد مرور 146 عاما على افتتاح أول قناة تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، تحتفل جمهورية مصر العربية اليوم، بافتتاح قناة السويس الجديدة، بعد نحو عام من أعمال الحفر والتجريف والإكساء، لتصبح قناة السويس الجديدة جاهزة لاستقبال السفن التجارية على طول 72 كيلومترا، في موازاة القناة الأساسية.

 

ويدشن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مراسم احتفالية «قناة السويس الجديدة» التي تراهن عليها السلطة لانعاش الاقتصاد.

ولهذه الغاية تستضيف مصر عددا كبيرا من رؤساء وزعماء دول العالم الذين سيشاركون في حفل الافتتاح منهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والروسي فلاديمير بوتين.

 

ومن الجانب اللبناني، يتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الى مصر اليوم، للمشاركة أيضا في الافتتاح.

 

أنشأت القناة الجديدة كفرع موازٍ يخرج من القناة الرئيسية عند الكيلومتر رقم 60 ويصب فيها مجددا في الكيلومتر رقم 95، لتتشكل بذلك جزيرة بين القناتين يخطط أن تضم أيضا مجموعة من المشاريع العمرانية والاستثمارية الجديدة التي تضيف فرص عمل جديدة للشباب المصري.

 

وفيما تؤكد التوقعات ان هذه القناة هي بداية جيدة لانطلاقة اقتصادية قريبة، تتركز الأهداف الأساسية لقناة السويس الجديدة على زيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة، وتحقيق أكبر نسبة من العبور المزدوج للسفن على طول المجرى الملاحي، وتقليل زمن الانتظار وبالتالي تلبية الزيادة المتوقعة في حجم التبادل التجاري.

 

كما تتوقع الحكومة المصرية زيادة عائدات قناة السويس بنسبة 259 في المئة في العام 2023 لتصل الى 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالي البالغ 5.3 مليار دولار.

 

وتأمل الحكومة المصرية من خلال هذا المشروع في تعظيم القدرات التنافسية للقناة وتمييزها عن القنوات المماثلة ورفع درجة التصنيف العالمي للمجرى الملاحي نتيجة زيادة معدلات الأمان الملاحي أثناء مرور السفن، ومن خلال رفع القدرة الاستيعابية الى 97 سفينة قياسية يوميا في سنة 2023 بدلا من 49 سفينة يوميا في 2014.

 

مطران

 

في هذا السياق، قال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «ميماك أوغلفي» التي تقود تحالف الشركات التي فازت في مجال الإتصالات والتسويق لقناة السويس، إدمون مطران لـ«الجمهورية» انه عندما طلبت هيئة قناة السويس من الشركة التقدم لمناقصة تسويق المشروع، سعينا الى المشاركة بهامش صفر لمعدل الخطأ «لأننا كنا نعي اننا نتعامل مع 6 أجهزة في الدولة المصرية منها هيئة قناة السويس، الجيش، البحرية، القصر الجمهوري، القوات الخاصة، والشعب المصري».

 

اضاف: شاركنا في المناقصة بجهد وثقة عالية. وكان المطلوب تسليط الضوء على عظمة الانجاز الذي قام به الشعب المصري، وإظهار شعوره بالفخر بمشروع قناة السويس، والتأكيد على ان «ما قيل انه لن يبصر النور وهو مستحيل، قد أبصر النور وبات حقيقة».

 

واوضح مطران ان «ميماك أوغلفي» سعت الى تسويق شعار، «قناة السويس… هدية مصر للدنيا». واشار الى ان عوامل عدّة ميّزت الشركة عن الشركات الست التي تقدمت وتأهلت، منها:

 

بُعد النظر، طرح عرض يفوق ما طُلب منها، انتشار الشركة عالميا، استقدام خبراء في العروض البحرية، واستقدام خبراء واخصائيين في العلاقات العامة وصحافيين من جميع انحاء العالم من واشنطن، نيويورك، لندن، سنغافورة، طوكيو، «لنبرهن انه باستطاعتنا ايصال المعلومات من الدولة المصرية الى كافة وسائل الاعلام في العالم على مدى ثلاثة أشهر تسبق موعد الافتتاح اليوم».

 

ولفت مطران الى ان شركة «ميماك أوغلفي» الاجنبية – العربية أثبتت جدارتها وقدرتها على الفوز بمشاريع ضخمة مثلها مثل اي شركة عالمية. واعتبر ان هذا إثبات جديد على «ان لا حاجة للدول والشركات، الى اللجوء للخارج بحثاً عن الخبرات العالية والقيّمة».

 

وردا على سؤال، اكد ان الشركة بدأت بحملة التسويق لقناة السويس قبل 3 أشهر من الافتتاح وستستمرّ لغاية أواخر الشهر الحالي، في كل الدول المعنيّة بالشحن وذات علاقة مباشرة مع مصر.

 

في الختام، أسف مطران لعدم مواكبة لبنان خطط النمو والتطوير القائمة في الدول العربية، واعتبر انه من المحزن ان يكون السياسيون في لبنان يملكون أفكارا مختلفة، لا تتعدى «الكراسي» والمراكز وبعض الحصص. وقال: الله يحكم ويحاكم.

 

التداعيات على لبنان

 

وبالنسبة الى تداعيات افتتاح قناة السويس الجديدة على حركة المرافئ والملاحة البحرية في لبنان، أكد رئيس غرفة الملاحة الدولية في بيروت ايلي زخور لـ«الجمهورية» ان تداعيات افتتاح القناة ايجابية بالنسبة الى لبنان، لأنها ستسرّع حركة عبور البواخر الآتية من الشرق الاقصى عبر قناة السويس، وبالتالي ستسرّع وصولها الى مرفأ بيروت.

 

واوضح ان قناة السويس لا تشكّل منافسة للمرافىء، بل ان مرفأ دمياط في مصر الذي يؤمن حركة مسافنة، هو الذي يمكن ان يشكّل منافسة لمرفأ بيروت.

 

وشدّد زخور على ان قناة السويس هي الاهم والاكبر عالميا ولا تنافسها اي قناة اخرى في العالم، نافيا ان تكون قناة باناما منافسة لها كما يُشاع، بين المحيط الاطلسي والمحيط الهادئ.

 

وشرح ان حمولة البواخر التي تعبر قناة باناما، تبلغ حوالي 13 الف و500 حاوية، في حين ان حمولة البواخر التي تعبر قناة السويس تبلغ 20 ألف حاوية.