IMLebanon

الحركة العقارية في لبنان لم تتوقّف لكنّها مستقرّة

RealEstateLebanon2
عصام شلهوب

الركود الاقتصادي طبع بصماته على مختلف القطاعات، وكان للقطاع العقاري نصيبه البارز، إلا أنّ ميزة هذا القطاع أنّه تمكّن من المحافظة على حجمه في الاقتصاد، وكذلك على جاذبية استقطاب المستثمرين محليا وخارجيا، أما أسعار العقارات والأراضي، فقد استمرّت في ثباتها تنتظر أوّل فرصة لتستعيد دورها الطبيعي صعودا وهبوطا وفق حجم السوق وحاجاته.
هناك نظرتان للوضع العقاري في لبنان، منها ما يؤشّر إلى أنّ القطاع لم يتأثّر بالوضع العام، مع استمرار التسليفات والقروض المصرفية، فيما نظرة أخرى تشير إلى أنّ الأمر بات في خانة الضرورة لعمليات الشراء.
أحد الخبراء يقول: «إنَّ الهدوء يخيّم على الأسواق، إلا أنَّ الحركة مستمرة، ومردّها الى اضطرار بعض المطورين إلى خفض الأسعار مقابل الشراء، خصوصاً أنّ ثمة تسابقا بينهم، فالمطوّرون كثر والشاري واحد».
ويقول آخر بأنّ وضع العقار متأثّر بشكل واضح بالعملية السياسية في الداخل اللبناني وفي المنطقة، إلا أنّ حركة المشاريع العمرانية لم تتوقف ولا الأسعار، فهي ليست الى صعود ولا الى انخفاض، بل في وضعٍ مستقر.
وقد أطلق كل من جمعية مطوّري العقار ونقابة الوسطاء والاستشاريين العقاريين مبادرة بعنوان «تطلعوا الى المستقبل – لبنان بخير تهدف الى إحياء الثقة بمستقبل لبنان واقتصاده، وخلق حركة تفاؤل وموجة من الايجابية «.
«اللواء» التقت رئيس نقابة الوسطاء والاستشاريين العقاريين مسعد فارس، الذي رأى أن العقاري في لبنان يساوي ذهبا، واعتبر أنه عندما يتأثّر القطاع العقاري فإنّ جميع القطاعات المرتبطة به تتأثّر، وكل الاشغال توقفت بنسب مختلفة.
وقال: لقد اعتدنا في لبنان على أن الدورة العقارية تمر بمرحلتين، انتعاش وتراجع، وكل مرحلة تمتد لمدة سنتين، غير ان القطاع اليوم يعيش حالة ركود طال أمدها وتعود اسبابها الى الاحداث التي تعيشها المنطقة وخصوصا سوريا، بالاضافة الى الاوضاع السياسية المضطربة في لبنان والحديث السياسي الموجه الى دول الخليج، والقرار الخليجي بعدم السماح لرعاياها بالمجيء الى لبنان، بالاضافة الى النزوح السوري الكثيف. كل هذه المعطيات أثرّت بشكل مباشر على الحركة العقارية، وتولدت حالة من عدم الاستقرار طالت كل القطاعات، وبالتالي فإن عمليات العرض والطلب تراجعت، وعندما يتأثّر القطاع العقاري فإن جميع القطاعات المرتبطة به تاثرت وكل الاشغال توقفت بنسب مختلفة».
لكن اللافت في الموضوع أن حركة القطاع العقاري انقسمت الى قسمين، فالقسم المتوسط منه وما دون أي أن الشقق السكنية التي لا تفوق أسعارها الـ500 الف دولار استمرت فيها عمليات البيع والشراء وإنْ بتراجع، فبدلا من بيع 30 الف شقة سنويا تراجع البيع الى 25 الف شقة، لكن الجمود اصاب قطاع العقارات الفخمة جدا.
هدف الحملة
وعن هدف حملة «تطلعوا الى المستقبل – لبنان بخير» أوضح: «لقد اتفقت جمعية مطوّري العقار، ونقابة الوسطاء والاستشاريين العقاريين على التطلع نحو الايجابيات التي يتمتع بها لبنان، وأبرزها الطاقة البشرية داخل وخارج لبنان والتي تهدف الى تعزيز قدراته. ولبنان هو بلد الفرص الناجحة، ويمكن لكل المستثمرين في كل القطاعات العمل في لبنان. غير ان الحديث المتداول عند المسؤولين او عند جميع طبقات المجتمع، هو ما نعيشه من احداث امنية واضطرابات سياسية وكأنّنا في دوامة لا نهاية لها. لقد نسينا النواحي الايجابية للبنان، والتي بات من الضروري الاضاءة عليها. لذلك وجب النظر الى هذا الجانب المشع. وماذا يمكننا ان نعمل للمحافظة عليه».
وتابع: «لذلك اتت دعوتنا رفضا لحالات الحزن والبؤس ورفضا للواقع، لاننا في لبنان نتمتع بعزيمة وقوة ارادة تمكناننا من تجاوز كل المعوقات. وقد لاقت هذه الدعوة اقبالا مميزا وخصوصا من قبل وسائل الاعلام التي رحبت ببث اخبار لبنان الجيدة والمفرحة بدل الاستمرار ببث وقائع الدمار والخوف والخلافات السياسية المزعجة. اللبنانيون ملوا اخبار المشاكل والقتل، ويريدون اخبارا ايجابية وجيدة ومفيدة عن لبنان، وهي اخبار يومية. ونحن سنحمل هذه الاخبار الى كل المغتربين اينما وجدوا».
أهم استثمار
وأكد أن هذه الحملة ستجد النجاح، سائلا: هل اشترى احد في لبنان عقارا وخسر؟ عام 2008 تهافت جميع المستثمرين الخليجيين واللبنانيين على لبنان وأودعوا اموالهم فيه، واشتروا اراضي وشققا، ولم يجدوا سوى لبنان ملاذا آمنا لاموالهم ولاستثماراتهم. خصوصا وبحسب خبرتي فإن العائد على الاستثمار في العقار في لبنان لا يقل عن 20%، وهو أمر جيد بكل المقاييس. مساحة لبنان صغيرة، نصفها للاوقاف وللدولة، والنصف الآخر ينقسم الى قسمين، واحد طاله العمران، والثاني نتسابق على الاستثمار فيه، لذلك فإن العقار عزيز في لبنان لذلك فهي اهم استثمار في لبنان نظرا لكل المزايا التي يتمتع بها.
وتابع: «نحن نسوّق لبنان في الخارج ونؤكد للعالم ان لبنان لا يزال قويا وجميلا كما يعرفونه، وإنه لا يزال بلد الفرص. وقد بدأنا بتحضير منشورات عن النشاط المصرفي والصحي والسياحي والتكنولوجي والاتصالات تعميمها على وسائل الاعلام في جميع بلدان الاغتراب بدلا من الاخبار غير المفرحة. وسنبدأ قريبا في لبنان بحملة مماثلة، والمؤكد ان هذه الحملة لن تكون لتسويق العقارات والمشاريع، بل هي لتسويق لبنان فقط.
البرنامج
وردّاً على سؤال حول تعاون الوزارات المعنية مع الحملة أجاب: التعاون جيد، لكن العمل بالتوازي مع عملهم تأتي نتائجه ايجابية، وأفضل مما لو كان التعاون مشترك. النشاط الاعلامي سيمتد حتى 22 ايلول المقبل حيث سيُقام عشاء كبير ومهما جدا، وسيتضمن برنامجا غنيا عن لبنان وعن الفرص فيه، وسيقام اولا في لبنان عشية المعرض العقاري الذي دأبت «Promofair» على تنظيمه كل سنة، وهي تتعاون معنا بشكل رائع لإنجاح الحملة والعشاء والمعرض. وسيتخلل المعرض العقاري العديد من الانشطة كالمحاضرات والندوات، بمشاركة متحدّثين مهمين… مع محاولة تسويق المعرض عبر الإعلام في الدول العربية ودول الاغتراب، وسيتم التعاون مع المحطات كالعربية وmbc والجزيرة لتسويق هذا العمل.
وسيشارك في المعرض مستثمرون لبنانيون وغير لبنانيين كالشركات العربية الكبيرة التي تستثمر في لبنان، وسنحاول دعوة اكبر عدد ممكن من المستثمرين في القطاع العقاري في لبنان لتكريمهم في العشاء الكبير، نحن نريد ان نؤكد للعالم ان لبنان لا يزال قويا، وانه لا يزال بلد الفرص وانه يتمتع بكل صفات الثقافة والتمدن والرقي، وسنعمل على ان يكون العشاء مميزا لناحية الحضور.
الجولة الخارجية
وعن المناطق التي ستشملها الجولة الخارجية، أوضح: سنبدأ الجولة الخارجية بزيارات للجاليات اللبنانية في بلدان الانتشار، بدءا من افريقيا وصولا الى اوروبا والاميركيتين. ولا بد من الاشارة الى ان الاغتراب اللبناني «كنز مخبأ»، سنذهب اليهم لنطلعهم على الفرص الجيدة الموجودة في لبنان الجميل. وسنعمل على إشراك الجميع في هذا العمل، ابتداء من مصرف لبنان والمصارف وشركة الميدل – ايست وكازينو لبنان وتجار مواد البناء… لخلق هذه الموجة الايجابية.