IMLebanon

تحرك “التيار”..اختبار مسيحي وامتحان سياسي!

fpm-aounist-martyrs-square

 

 

لفتَ مرجع أمني لصحيفة “الجمهورية” إلى أنّ التحرك الذي يستعد له “التيار الوطني الحر” اليوم مضبوط بدقة متناهية ، وهناك تنسيق تامّ رافق كل التحضيرات الجارية مع القوى الأمنية المعنية.

وقد تبَلّغَ المعنيون أنّ “التيار” جنّدَ للتظاهرات والتحركات مئات العناصر من المسؤولين عن الإنضباط بهدف التعاون مع القوى الأمنية التي تواكبها، ولثَنيِ المشاغبين عن القيام بأيّ تحرّك خارج آليّة التظاهرات وطريقها المرسومة، بعدما أبلغوا إلى المراجع المعنية خطّة سير المتظاهرين في كلّ المناطق والطرق المعتمدة للوصول إلى ساحة الشهداء.

ونفى المرجع الاتّهامات التي وجّهها بعض المسؤولين في “الحراك المدني” إلى القوى الأمنية أثناء تحرّك مشاغبين على كورنيش المنارة عصر أمس الخميس، واعتدائهم على أملاك عامة ومنشآت “البارك ميتر”.وقال: “لا يوجد مسلّحون مدنيون رسميّون، فعناصر مفرزة الإستقصاء يتحرّكون بلباس مدني لكنّهم يحملون شاراتهم التي تدل عليهم، وإنّ العناصر أبلغوا الى المعتدين على المنشآت المدنية العامة أنّهم رجال المفرزة القضائية في قوى الأمن الداخلي”.

وأكّد “أن القوى الأمنية مستنفرة بالدرجة التي تستحقها متابعة التطورات، وأنّ الاجتماعات مفتوحة وكذلك خطوط التواصل بين القيادات الأمنية والحكومية”.

إلى ذلك، قالت مصادر اللجنة المركزية لـ”التيار الوطني الحر” التي تتولّى تنظيم التحرّك لـ”الجمهورية”، إنّها تتوقّع ان تكون تظاهرة اليوم حاشدة، بحيث يشارك فيها لبنانيون من مختلف المناطق.وكان مناصرو “التيار”، وإستعداداً لهذه التظاهرة، قد إنطلقوا مساء أمس الخميس في مواكب سيارة في مناطق عدة.

في سياق متصل، إعتبرت أوساط سياسية لصحيفة “القبس” أنه في ظل الحراك الشعبي من قبل حيثيات المجتمع المدني وما شاكل أحياناً، فإن تظاهرة “التيار الوطني الحر” لن تؤثر في مجرى الأحداث، بإعتبار ان التشابك الداخلي هو من التعقيد بحيث يجعل هامش التأثير محدوداً جدّاً، لتتحول التظاهرات على اختلافها إلى ما يشبه الكرنفال السياسي.

صحيفة “السفير” قالت: “ان مشهد ساحة الشهداء، اليوم، سيشكل اختبارا لمدى قدرة “التيار الوطني الحر” على اجتذاب شريحة شعبية تتجاوز أولا الماكينة الحزبية (17 ألف منتسب) وثانيا البيئة المسيحية، والأهم من ذلك، تغليب الشعار الوطني والاجتماعي على الشعار الفئوي، وهو امتحان يفترض أن يسري على كل تشكيل سياسي يريد للساحات أن تتوحد، وبالتالي أن تفرض موازين قوى تستفيد من التناقضات داخل البنية السياسية الحاكمة وصولا الى تحقيق خرق سياسي ما.

ولن يكون نزول «التيار الحر» الى الشارع اليوم معزولا عن مشهد ساحتي رياض الصلح والشهداء في الأسبوعين الماضيين ولا عما سيكون عليه حراك التاسع من أيلول بالتزامن مع جلسة الحوار الأولى التي دعا اليها الرئيس نبيه بري.

صحيفة “السفير” قالت: “ان مشهد ساحة الشهداء، اليوم، سيشكل اختبارا لمدى قدرة “التيار الوطني الحر” على اجتذاب شريحة شعبية تتجاوز أولا الماكينة الحزبية (17 ألف منتسب) وثانيا البيئة المسيحية، والأهم من ذلك، تغليب الشعار الوطني والاجتماعي على الشعار الفئوي، وهو امتحان يفترض أن يسري على كل تشكيل سياسي يريد للساحات أن تتوحد، وبالتالي أن تفرض موازين قوى تستفيد من التناقضات داخل البنية السياسية الحاكمة وصولا الى تحقيق خرق سياسي ما.
ولن يكون نزول «التيار الحر» الى الشارع اليوم معزولا عن مشهد ساحتي رياض الصلح والشهداء في الأسبوعين الماضيين ولا عما سيكون عليه حراك التاسع من أيلول بالتزامن مع جلسة الحوار الأولى التي دعا اليها الرئيس نبيه بري.

صحيفة “الأخبار” كتبت أن الاستنفار العوني بلغ حدّه الأقصى في جميع الأقضية اللبنانية، فعندما يتعلق الأمر بـ”كسر النائب ميشال عون”، يجتمع الحزبيون والمؤيدون والحردانون والمستقيلون في الساحة نفسها، مجدّدين وفاءهم للجنرال باللحم الحيّ.

وقالت: “لم يكن الأمر على هذا النحو منذ تاريخ 13 تشرين الثاني 2006 حين نزل التيار الوطني الحر، بعديده وشبابه، رغم الأمطار المفاجئة وتغيّر البرنامج برمته. لذلك ليس الوضع شبيهاً بالـ»ميني تظاهرات» السابقة من أجل التعيينات وغداة التمديد لقائد الجيش، لا من ناحية الحشد أو إعادة إحياء دور اللجان وشباب المناطق وتحميلهم مسؤولياتهم.

فعلياً، بدأت الساعة الصفر منذ الثلاثاء الماضي عند دعوة النائب ميشال عون التيار الى التظاهر اليوم، وخرجت اللافتات البرتقالية من العالم الافتراضي الى أرض الواقع للمرة الأولى منذ مدة طويلة. كان واضحاً أن الجدّية مطلوبة هذه المرة لثلاثة أسباب: أولاً، تنفيس حماسة العونيين الذين يتوقون الى التظاهر ضد الفساد من دون أن يجدوا لهم مكاناً في تحركات «طلعت ريحتكم». ثانياً استعادة الشعارات المطلبية التي ينادي بها متظاهرو رياض الصلح وإعادة التركيز على الانتخابات وقانونها. ثالثاً، الضغط شعبياً قبيل طاولة الحوار المعتزم عقدها. لذلك، بادرت الرابية الى اغتنام تلك العوامل لصرفها سياسياً وفي الشارع، معتمدة أسلوب الحشد نفسه الذي كان يعتمد خلال تظاهراتها الحاشدة منذ سنوات.

منذ يومين، استعاد العونيون نشاطهم بعد مرحلة من الخمول واليأس غداة جمود التيار سياسياً وانقسامات الانتخابات الحزبية الداخلية. ولأن شعار المرحلة بنظرهم هو «كسر عون»، كان لا بدّ من استنفار تام على كل الأصعدة لتجديد الوفاء لجنرالهم. وهو ما دفع رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل الى الاتصال شخصياً بكل حزبي غير مقرّب منه، حتى الذين لم يلتقهم يوماً، لدعوتهم الى المشاركة في تظاهرة اليوم وإبلاغهم أن التيار في حاجة اليهم. تنظيمياً، تولت ثلاث لجان العمل. لجنة قطاع الشباب في التيار التي يرأسها أنطون سعيد تولّت التواصل المباشر مع المدارس والجامعات والمهنيين وقدامى المتخرّجين.

ويقول سعيد إن «التجاوب كان كبيراً، خصوصاً أن النزول اليوم الى الشارع يتم بعد أن طفح الكيل. هي أيضاً انتفاضة شباب ما دون الثامنة والعشرين من العمر، الذين لم يمارسوا حقهم الديمقراطي في الانتخاب ولا يمثلهم تالياً المجلس النيابي». ويشير الى أن التواصل «شمل الشباب الذين أبعدتهم ظروفهم عن العمل الحزبي، وهم جميعهم ممن كانوا يشاركون في كل اعتصامات التيار خلال التسعينيات».

أما لجنة النشاطات التي يرأسها مارك ساسين، فتكفّلت بالتنظيم ووضع برنامج التظاهرة الى جانب تواصلها مع الاعلاميين والفنانين لتسجيل مقاطع فيديو داعمة للتحرك.

وهكذا انتشرت فيديوات للإعلامي جورج قرداحي والشاعر نزار فرنسيس والفنانين كارول عون وزين العمر ونقولا الأسطا وجورج وديع الصافي يعلنون فيها تأييدهم للمظاهرة ويدعون جمهورهم الى ملاقاتهم في ساحة الشهداء. وتولت لجنة اللوجستي تأمين كافة متطلبات التحرك اللوجستية من ألفها الى يائها.

اللافت أن الحشد هذه المرة تمّ على صعيد كل المناطق اللبنانية، لا جبل لبنان كما جرت العادة، إذ كُلّف مسؤولو الهيئات في جميع الأقضية باستنفار قواعدهم وتحديد نقاط تحرك من البترون والبقاع الغربي والشوف والكورة والمتن والنبطية وبشري وبعبدا وبعلبك وبيروت وزحلة وزغرتا وصيدا وطرابلس وعاليه وعكار وكسروان. وقد تولّى التيار أيضاً تأمين حافلات وسيارات لنقل العونيين الى مكان الاعتصام. على أن الأهم من ذلك كله، والذي يعكس تغييراً في المزاج العوني، إعلان “الحردانين” من ترؤس باسيل للتيار، الملتزمين منهم والذين قدموا استقالاتهم حديثاً، نزولهم الى ساحة الشهداء “لأنو بعدنا مع سياسة التيار”، و”لأن التيار قضية مش أسماء ومراكز”.