IMLebanon

معمل فرز نفايات بعلبك… لبعلبك وبس

النائب دي فريج يفتتح معمل فرز النفايات في بعلبك
النائب دي فريج يفتتح معمل فرز النفايات في بعلبك

رامح حمية

بعد سنوات على انتظاره، يفتتح اليوم معمل فرز وتسبيخ النفايات في بعلبك، ليبدأ فعلياً باستقبال نفايات المدينة «حصراً» وبكميات تصاعدية محدودة، تبدأ من عشرة أطنان وتصل إلى 100 طن يومياً، مع فرزها وطمر عوادمها في مكبّ الكيال في بعلبك. المعمل الذي وقّعت بلدية بعلبك منذ أسبوعين تقريباً عقد تشغيله مع شركة «الجهاد للهندسة والمقاولات» (جهاد العرب)، وسيخضع لإشراف وزارة التنمية الإدارية وبلدية بعلبك، سينطلق العمل به اليوم، لكنه «لن يستقبل سوى نفايات مدينة بعلبك فقط دون غيرها من قرى محافظة بعلبك ـ الهرمل، وحتى القرى المجاورة كإيعات ودورس»، كما يؤكد نائب رئيس بلدية بعلبك عمر صلح لـ»الأخبار».

يتنافى كلام رئيس بلدية بعلبك مع ما أعلنه محافظ بعلبك ـ الهرمل بشير خضر منذ أيام، عن افتتاح معمل فرز نفايات بعلبك، واستيعابه لسائر نفايات قرى المحافظة وبلداتها. ففي مؤتمر صحافي عقده خضر في مكتبه بسرايا بعلبك، أشار إلى إقفال مكب نفايات الهرمل مع توافر «الحل البديل»، كاشفاً عن بشرى لأبناء المحافظة تتمثل بـ»الإنجاز» وافتتاح معمل فرز النفايات في بعلبك، وأن قدرته الاستيعابية تصل إلى حد 250 طناً يومياً، «ما يعني نفايات المحافظة بأكملها».

ثمة سوء تنسيق بين خضر وبلدية بعلبك. فالبلدية ترى أنّ «من غير الممكن ترحيل نفايات الهرمل أو أية قرية أو بلدة في المحافظة، إلى معمل فرز النفايات في بعلبك، قبل تجهيز المطمر الصحي الكبير»، خصوصاً أن المعمل سينطلق حالياً «بخطة تجريبية تمتد على الأقل حتى بداية عام 2016»، كما يؤكد صلح. الهدف من الخطة التجريبية «التعرف أكثر إلى القدرة الاستيعابية والتشغيلية للمعمل، بغية الوقوف على الأثر البيئي المترتب عن ذلك»، فنفايات المدينة فقط، تصل كميتها اليومية إلى 130 طناً، ويسجل ازدياد في كمياتها في المناسبات، وتصل نسبة العوادم فيها إلى نحو 30% حيث ستطمر في مكب الكيال المؤقت، موضحاً أن استقدام كميات أكبر من النفايات تصل إلى حد 250 طناً يومياً، ونسبة عوادم 30% «سيضعنا أمام خطر بيئي حقيقي، وكما لو أننا لم نفعل شيئاً، وكأن نفايات بعلبك كلها سيتواصل رميها في مكب الكيال»، يقول صلح.

دراسة الأثر البيئي لمعمل فرز النفايات في بعلبك بلغت «صفر أثر بيئي وصحي»، وبحسب بلدية بعلبك فإن تأخيرها في إنجاز المشروع كان بسبب الحصول على هذه النسبة، مع ضرورة العمل الجاد من أجل فرز النفايات من المصدر وتقليص نسبة العوادم من 30% إلى 5%. كذلك إن عقد التمويل من الاتحاد الأوروبي (5 ملايين يورو) يقضي بإطلاق مناقصة تلزيم المطمر الصحي الكبير فور البدء بتشغيل المعمل، وبذلك فإن «المطمر سيتطلب وقتا طويلاً لإنجازه».

بلدية الهرمل التي وصلها كتاب وزارة الداخلية والبلديات منذ أيام قليلة بإقفال مكب الهرمل لقربه من مستشفى الهرمل الحكومي، وجدت نفسها أمام معضلة إقفال المكب، وتعذّر الاعتماد على «الحل» الذي أعلنه المحافظ بنقل النفايات إلى معمل فرز النفايات في بعلبك. ويؤكد عصام بليبل، نائب رئيس بلدية الهرمل، أن المجلس البلدي يسعى جاهداً لإيجاد مكب لنفايات الهرمل، لا يكون له تأثير بالصحة والبيئة، إلى حين إيجاد حل لمشكلة معمل الفرز في بعلبك. بناءً عليه، فإن آمال أبناء قرى وبلدات محافظة بعلبك ـ الهرمل بالتخلص من المكبات العشوائية وروائحها المنبعثة، تبددت مع إعلان بلدية بعلبك عدم القدرة على استيعاب النفايات، الأمر الذي فرض على بلديات المحافظة التفتيش عن معامل فرز نفايات صغيرة ومشتركة بين القرى المتجاورة، وإما الانتظار أكثر، والبقاء على آمال ترحيل النفايات يوماً ما إلى معمل فرز نفايات بعلبك بعد إنجاز المطمر الصحي الكبير.