IMLebanon

تأخير الحل السوري يؤخر الحل في لبنان!

barak-obama-vladimir-putin

كشفت صحيفة “السفير” أن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عكس أجواء ايجابية عن لقاء الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، برغم استمرار الخلاف بينهما على دور الرئيس السوري بشار الاسد في المرحلة الانتقالية للحل السياسي وعلى بقائه في الحكم أو رحيله، ولكن الرئيسين اتفقا على لقاء آخر قد يعقد عصر اليوم الاربعاء، لبحث امكان تقريب المسافة بين المقاربتين الاميركية والروسية حول هذه المسألة، برغم اتفاقهما على ان الحل يجب ان يكون سياسياً ويجب أن يشمل الأطراف السورية المعنية بالصراع.

ورشح أيضاً عما قاله لافروف، إن الرئيس الاميركي اوباما ما زال يراهن على خروج الرئيس الاسد من المعادلة السياسية والرسمية في وقت ما، بينما الرئيس الروسي بوتين لا يدخل في هذا التفصيل بل يؤكد على وجوب ترك القرار للشعب السوري، ولم يلزم نفسه بمهلة محددة لبقاء الرئيس السوري أو رحيله.

ولكن مصادر المتابعين للقاء، اعتبرت أن هذا الخلاف لا يعني أن الوضع بات مقفلا على الحلول السياسية في سوريا، مشيرة الى أن ثمة تفاهماً بين الرئيسين أيضا على مواجهة الارهاب في سوريا، وتعتبر تلك المصادر أن نقطة قوة المفاوض الروسي تكمن في تمسّكه ببقاء الرئيس الاسد الى ان يقرر الشعب السوري غير ذلك عبر الطرق الديموقراطية، كما تكمن في الدخول القوي المباشر على خط الدعم العسكري للجيش السوري في معركته ضد الارهابيين في سوريا، ما يعني ايضا دخول روسيا طرفا لا يمكن الاستغناء عنه في البحث عن الحل، خاصة مع تناقض المواقف الأوروبية من الأزمة السورية وحالة التخبط التي عبّرت عنها مواقف بعض القادة الأوربيين مؤخراً.

ويؤكد الطرف الروسي على أن المهم في الحل السياسي أن يتفق الاطراف السوريون على ما يريدون لا ان تفرض عليهم القوى الخارجية ما تريده، وهذه ايضا تعتبر ورقة قوة بيده لا يستطيع الغرب وحلفاؤه من العرب الخروج منها كمعادلة لا تناقض ما يطرحونه من شعارات لتطبيق الديموقراطية.

لكن العقبة التي قد تؤخر الحل السياسي، في رأي المتابعين، هي أن الأطراف السورية المعنية ـ لاسيما في المعارضة ـ غير متفقة على رؤية موحدة لطبيعة الحل، لأن كلاً منها يحمل برنامجاً مختلفا عن الآخر، عدا عن رفض بعض الدول العربية لأي حل بوجود الرئيس الاسد، وهو الامر الذي قد يؤخر الحل ويؤدي الى استمرار النزيف السوري.

وترى مصادر ديبلوماسية عربية في نيويورك أن تأخير الحل السوري او تأخر وضعه على السكة، سيؤخر وضع الحل في لبنان على السكة، خاصة مع رفض السعودية التفاوض او مجرد الحديث مع ايران في اي شأن بما فيه الشأن اللبناني، لا سيما بعد تصاعد الخلاف السعودي ـ الايراني حول كارثة الحجاج في منى، مشيرة الى أن روسيا تنسق مع ايران في الموضوع السوري وثمة توافق وتطابق كبير جدا في رؤية البلدين مختلف عن الرؤية الاميركية ولدى بعض العرب.

اما في الشق اللبناني من اللقاء، فقد طرح الرئيس سلام تصوره للأمور وسبل الخروج منها، متمنياً أن تساهم روسيا في تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، لما لها من علاقات صداقة مع الاطراف اللبنانيين، وتطرق عرضاً الى انعكاسات قضية النازحين السوريين التي لم يعلق عليها لافروف، بل ردّ مؤكداً أهمية وضرورة اتفاق اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل للاستقرار في لبنان، وتفعيل عمل مجلسي النواب والحكومة. ووعد لافروف ببذل ما يمكن ان تفعله روسيا في هذا المجال.

وتناول لافروف اهمية التنوع السياسي والطائفي في لبنان، داعياً الى ضرورة الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة، لا سيما في لبنان. كما تطرق البحث الى العلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا وسبل تطويرها، والى احتياجات لبنان الملحّة في هذه الظروف.