IMLebanon

ميليشيات “الحشد” العراقية في معسكرت “حزب الله”!

hezbollah

تعيش ميليشيات “الحشد الشعبي” العراقية، المدعومة من إيران، حالة من انعدام التوازن والضياع نتيجة السرقات والفساد وعدم دفع الرواتب للمقاتلين، فضلاً عن عزوف هؤلاء عن الالتحاق بجبهات القتال، سيما بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدوها في الآونة الأخيرة، وعجزهم عن تحقيق مكاسب ميدانية هامة في المعارك مع تنظيم “داعش”.

لكن البارز على هذا الصعيد، هو ما كشفته مصادر عراقية مطلعة لـصحيفة ”السياسة” الكويتية عن أن المئات من المقاتلين يسافرون بشكل دوري إلى لبنان لتلقي تدريبات في معسكرات “حزب الله” بالجنوب والبقاع، بناء على أوامر من “فيلق القدس” المرتبط بـ”الحرس الثوري” الإيراني.

 وفي إطار الانتكاسات التي واجهت الميليشات أخيراً، ذكرت المصادر أن مجموعة مكونة من 150 عنصراً من “الحشد الشعبي” عادت إلى العراق في تموز الماضي بعدما تلقى عناصرها تدريبات خاصة في لبنان على أيدي خبراء من “حزب الله” لمدة ثلاثة أشهر، مشيرة إلى أن العناصر التي تتلقى تدريبات في لبنان تدرب عناصر الميليشيات الأخرى بعد عودتها إلى العراق.

وبحسب المصادر، فإن هؤلاء الـ150 عنصراً كانوا قد تلقوا وعوداً قبل سفرهم إلى لبنان بأنه سيتم تعيينهم برتب ضباط في مؤسسة الأمن الوطني وسيستلمون مخصصات الضباط بعد إكمال تدريباتهم، إلا أنه بعد عودتهم إلى العراق فوجئوا بعدم تعيينهم برتب ضباط بل وبعدم تعيينهم كجنود وتخصيص رواتب شهرية لهم، ما أدى إلى فرار أكثر من نصفهم وعودتهم إلى مدنهم داخل العراق أو الهجرة إلى الخارج، بحيث لم يبق في صفوف “الحشد” منهم سوى 60 عنصراً.

وفي حادثة مماثلة، أرسلت الهيئة العامة لـ”الحشد الشعبي” مجموعة مكونة من 80 شخصاً من عناصر “الحشد” ليتلقوا دورة تدريبية في لبنان، خاصة على كيفية الاستخدام السريع للسلاح ورد الفعل السريع للدخول والخروج من مكان إلى آخر، لكن هذه المجموعة بعد عودتها إلى العراق سرعان ما غادرت صفوف “الحشد” بسبب مشكلات وخلافات مع قادة الميليشيات ولم يبق منها حالياً سوى نحو 40 شخصاً فقط.

ووفقاً لمعلومات المصادر، فإن عناصر من الميليشيات، بعد إكمال التدريبات اللازمة في لبنان وعودتها إلى العراق، عمدت لإنشاء ورش لإنتاج الصواريخ، بحيث باتت تؤمن جزءاً من احتياجات المليشيات و”الحشد” من الصواريخ في المعارك. وعزت المصادر عزوف المقاتلين عن البقاء في صفوف “الحشد” إلى المشكلات المالية بالدرجة الأولى، والخسائر الميدانية بالدرجة الثانية، موضحة أن واحدة من أكثر المشكلات تعقيداً تتمثل بعدم صرف الرواتب للعناصر، إما بسبب عدم وجود الأموال وإما بسبب اختلاسها من قبل قادة الميليشيات.

وروت المصادر لـ”السياسة” حادثة جرت في منتصف سبتمبر الماضي، مفادها أن عناصر من ميليشيات “سرايا خراساني” تقدموا قرابة 100 متر إلى ذراع دجلة إلا أنهم بعد أن تكبدوا خسائر جسيمة اضطروا الى الإنسحاب، ووقع العشرات منهم في الأسر لدى “داعش”، ما دفع المنسحبين بعد مرور أيام إلى ترك الجبهة والعودة إلى منازلهم. وفي حادثة أخرى، أبلغ مسؤولون في هيئة أركان قيادة “الحشد” عناصر الميليشيات المتواجدين في جبهتي الفلوجة والصقلاوية في أواخر ايلول الماضي أن “الأجواء الحكومية والاجتماعية والشعبية ليست لصالحنا ولا نحصل على أي موافقة لتنفيذ عمليات فلذلك علينا أن نفكر في مغادرة جبهة الأنبار”.

وفي الفترة نفسها، أكد أحد قادة الميليشيات التابعة لـ”عصائب أهل الحق” المرتبطة مباشرة بـ”الحرس الثوري” الإيراني أن عناصر المليشيات يعانون من تراجع معنوياتهم ولم يعد لديهم الدوافع السابقة للبقاء في الجبهات، كما أن موجة اللجوء إلى الدول الأوروبية دفعت الكثير منهم إلى ترك القتال والهجرة إلى أوروبا. وفي هذا الإطار، غادر عدد من قادة “العصائب” العراق ولجأوا إلى ألمانيا والسويد والنمسا، إلا أن الميليشيا تسعى لإخفاء ما حصل عن باقي عناصرها خيشة أن يحذوا حذو رفاقهم. وخلال شهر سبتمبر الماضي فقط، غادر جبهات القتال نحو 20 من القادة و250 من عناصر ميليشيات “العصائب”، وعادوا إلى محافظاتهم ومنها انتقل بعضهم إلى الدول الأوروبية.

وخلصت المصادر إلى أن أبرز الأزمات التي واجهت “الحشد” تمثلت بالخلافات الداخلية التي منعت وجود قيادة مركزية، إضافة إلى غياب الانضباط العسكري وعدم امتثال العناصر لأوامر قادتهم.