IMLebanon

ايلي بك سكاف هل ظلم أم انظلم؟ (بقلم نبيل يوسف)

elie-skaff

 

كتب نبيل يوسف

اليوم يودع كل لبنان الزعيم ايلي بك سكاف

ما لا شك فيه أن بين البقاع وآل سكاف علاقة تاريخية عمرها عشرات الأعوام وان كان البعض يحاول أن يحصر زعامة آل سكاف في مدينة زحلة

للتاريخ:

1 –  مع اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975 تعرضت أملاك آل سكاف الشاسعة في البقاع والتي يعتاش منها الآلاف لأوسع عمليات نهب ومصادرة وتعدي ما اضطر الوزير جوزف سكاف ومن بعده نجله ايلي لبيع الكثير من الأراضي ليتمكنوا من العيش بكرامة.

 

2 –  المرحوم جوزف سكاف وضعت سوريا فيتو كبيرا على اسمه عند تشكيل حكومة الانقاذ الأولى التي شكلها الرئيس رشيد كرامي في حزيران 1975 وكانت آخر حكومة تتشكل في عهد الرئيس سليمان فرنجية ووقتها تمثلت طائفة الروم الكاثوليك بالوزير سليم تقلا ولكن قيادة طائفة الروم الكاثوليك بقيت عند آل سكاف ويومها ضمت الحكومة أيضا الرئيس كميل شمعون والرئيس عادل عسيران والأمير مجيد ارسلان والوزير غسان تويني.

3 –  رغم كل الضغوط التي تعرض لها شارك النائب جوزف سكاف في أيار 1976 مع نواب كتلته في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي عقدت في قصر منصور تحت القصف وكانت كتلته النيابية تضم النواب: الياس الهراوي وسليم المعلوف وناظم القادري وحسين منصور وحسن زهمول الميس وميشال معلولي وسليم الداوود ورغم علاقته السيئة مع الشهابيين بحيث أسقطه المكتب الثاني عام 1968 وافق على انتخاب الرئيس الياس سركيس لتأمين استمرار الجمهورية ولحظة اذيع أنه وصل الى قصر منصور تعرضت مدينته زحلة لقصف مدفعي مجنون انتقاماً.

4 –  أواخر عام 1980 شارك في حكومة الرئيس شفيق الوزان وفي نيسان من العام 1981 كانت مدينته زحلة تتعرض لأبشع قصف مدفعي سوري لم يوفر زاوية منها أوقع عشرات الشهداء وسط حال حصار استمر لأشهر، لكن زحلة صمدت ولم تسقط وخلال المفاوضات لفك الحصار عن عروس البقاع لم تكن دمشق ترغب بأن يلعب الوزير جوزف سكاف أي دور فرضي بأن يتسلم غيره التفاوض من أجل انقاذ مدينته.

5-  صيف 1982 شارك في انتخاب الرئيس الشيخ بشير الجميل ووصل الى المدرسة الحربية يرافقه نجله الياس وعاد وزاره الرئيس المنتخب في منزله شاكراً وخلال تلك الزيارة أصر الوزير جوزف سكاف على الرئيس المنتخب بضرورة أن يكون من أولويات الحكم إعادة البقاع الى كنف الدولة وسحب كل المسلحين الغرباء منه.

6 –  عام 1983 وافق على اتفاق انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان المعروف باتفاق 17 أيار ما زاد الغضب السوري عليه.

7 –  عام 1984 رفضت سوريا مشاركته في مؤتمري الحوار في جنيف ولوزان لكنها لم تستطع منع توزيره في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها الرئيس رشيد كرامي فمثل طائفة الروم الكاثوليك وتسلم وزارة الاعلام وبعد أن رفض الرئيس سليمان فرنجية مشاركة صهره الدكتور عبد الله الراسي في الحكومة طلب الرئيس الأسبق أن يتسلم وزارة الداخلية بالوكالة الوزير سكاف لحين عودة الوزير الراسي الى الحكومة، وكان تكتل نيابي تشكل اثر انتخابات العام دعي تكتل نواب الوسط جمع كتل: الرئيس كامل الأسعد والرئيس صائب سلام والوزير (الرئيس) سليمان فرنجية والوزير جوزف سكاف، وأريد من هذا التكتل أن يشكل يومها حالة وسطية ما بين نواب النهج الشهابي ونواب الحلف الثلاثي، وعاد ولعب الوزير جوزف سكاف دوراً مهماً في معركة الرئيس فرنجية الانتخابية صيف 1970.

8 –  على أثر اسقاط الاتفاق الثلاثي في 15 كانون الثاني 1986 وظهور بدعة مقاطعة الرئيس امين الجميل رفض الوزير جوزف سكاف هذه البدعة وبقي يتواصل مع رئيس الجمهورية ولكنه عاد وقدم استقالته من الحكومة بعد أكثر من سنة في ظل الشلل الحكومي وغياب أي بوادر حل وكان شارك في حفل توقيع الاتفاق الثلاثي في دمشق عن غير حماس محاولاً فتح صفحة جديدة مع سوريا بعد أن كانت القوات السورية دخلت زحلة صيف العام 1985 بالاتفاق مع ايلي حبيقة.

9 –  صيف 1988 وخلال توجهه الى بكركي للمشاركة في اجتماع النواب المسيحيين تعرض لمحاولة اغتيال في محلة الدورة حيث انفجرت سيارة مفخخة لدى مرور سيارته فنجا بأعجوبة، لكنه أصيب اصابات بالغة وبقي يعاني من آثار الانفجار حتى وفاته.

10 –  لم يرفض التعامل مع الحكومة العسكرية الانتقالية التي شكلها الرئيس أمين الجميل برئاسة قائد الجيش العماد ميشال عون.

11 –  شارك في مباحثات الطائف وأكثر من مرة أصرّ على الحصول على ضمانات لانسحاب الجيش السوري من البقاع فازداد الغضب السوري عليه.

12 –  وافق على اتفاق الطائف، لكنه لم يشارك في جلسة انتخاب الرئيس رينيه معوض في مطار القليعات ولا في جلسة انتخاب الرئيس الياس الهراوي في شتورا.

13 –  بعد أن بدأ العصر السوري تعرض لحملة اقصاء قادها الرئيس الهراوي الذي كان فاز على لائحته عام 1972 فاضطر للبقاء خارج لبنان حتى وفاته عام 1991 ومتخطيا كل التقاليد والاعراف المتوارثة. لم يقبل الرئيس الهراوي أن تكون جنازة الوزير جوزف سكاف بحجم زعامته فشكل ما حدث يومها نقطة سوداء أخرى في سجل رئيس الجمهورية.

14 –  تسلم ايلي بك سكاف الزعامة وكانت باكورة تعاطي السلطة يومها معه منع موكب عرسه من دخول زحلة.

15 –  شارك ايلي سكاف في اجتماعات بكركي صيف 1992 للبحث في قضية الانتخابات النيابية، لكنه اضطر للمشاركة في الانتخابات فوضع زحلة والبقاع دقيق، وفي المقابل لم تسمح له المخابرات السورية باختيار مرشح واحد يرافقه وهو الزعيم البقاعي الأول وتكرر الأمر في دورتي 1996 و 2000.

15 –  عام 1995 استضافه الشهيد جبران تويني في برنامج فخامة الرئيس وفي الكتيب الذي أصدرته جريدة “النهار” عنه روت بعض ما تعرض له من مضايقات من المخابرات السورية، ولاحقاً أخبر الشهيد جبران تويني أن النائب ايلي سكاف أخبره روايات عن حجم التعديات على أملاكه في البقاع والمضايقات التي تعرض ويتعرض لها أنصاره يندى لها الجبين، لكنه طلب عدم نشرها.

16 –  ربيع 1998 خاض معركة بلدية زحلة في مواجهة الرئيس الهراوي وانتصر، كما فازت معظم اللوائح البلدية المدعومة منه في قضاء زحلة.

17 –  شارك في الاجتماعات التحضيرية التي سبقت اعلان وثيقة لقاء قرنة شهوان وفي لقاء اطلاق الوثيقة في اليوم الأخير من نيسان 2001 في بكركي، لكنه اضطر للانسحاب منه نتيجة الضغوط والتهديدات التي تعرض لها.

18 –  رغم أنه الزعيم الكاثوليكي الأول في لبنان باعتراف الجميع كان هناك حظر على دخوله الى أي وزارة حتى عام 2003 حين اضطرت سوريا للسماح باشراكه في الحكومة بعد أن بدأت قبضتها بالتراخي وأصبحت مضطرة لاشراك قيادات شعبية مسيحية في الحكومة عسى تستطيع تأمين أي تغطية مسيحية ممكنة لوجودها في لبنان.

19 –  ربيع 2005 واثر الفاجعة باستشهاد الرئيس رفيق الحريري لم تصل المفاوضات بينه وبين قوى 14 آذار الى تشكيل لائحة نيابية موحدة فوقع الافتراق: على من تقع المسؤولية؟ يشير متابع بقاعي الى أن الطرفين يتحملان المسؤولية فلا يمكن لقوى 14 آذار اختزال زعامة آل سكاف كما كان يحصل خلال الحقبة السورية.

20 –  فازت لائحة الوزير ايلي سكاف وانضم مع كتلته الى تكتل “التغيير والاصلاح” بزعامة العماد ميشال عون والبعض يؤكد عن غير حماس وهذا ما ظهر في الانتخابات البلدية عام 2010 وشارك في طاولات الحوار واتفاق الدوحة ممثلا لطائفة الروم الكاثوليك.

21 –  خسرت لائحته النيابية عام 2009 وخرج آل سكاف من مجلس النواب للمرة الثانية بعد أن كان المكتب الثاني أسقط والده عام 1968 وهم الذين مثلوا البقاع منذ عشرينيات القرن المنصرم ويقول متابع بقاعي أن آل الحريري وقوى 14 آذار أخطأوا باسقاط ايلي سكاف واستبداله بآخر انقلب عليهم عندما تبدلت مصلحته، لكن أبناء زحلة أعادوا تأكيد الزعامة السكافية في الانتخابات البلدية عام 2010.

22 –  آخر ظهور للوزير ايلي سكاف كان لدى مواجهته معمل الاسمنت الذي كان ينوي آل فتوش اقامته في ضواحي زحلة ويومها كانت بعض تداعيات المرض ظاهرة عليه.

يعود اليوم الوزير ايلي سكاف الى تراب زحلة، فهل ستطوى بغيابه زعامة بقاعية عمرها عشرات الأعوام؟

برأيي الموقع الطبيعي للوزير ايلي سكاف كان يجب أن يكون ضمن قوى 14 آذار، وهو الذي عانى ما عاناه طوال فترة الوصاية السورية، ولكن لماذا وقع الافتراق؟ لندع الأيام تبين الأسباب والمسؤولية

رحم الله الوزير ايلي سكاف متمنياً أن تستمر زعامة آل سكاف ويوماً بعد يوم ازداد قناعة بدور البيوتات السياسية والأحزاب التي يعتبرها البعض تقليدية في حماية وطننا.