IMLebanon

موظفو مستشفى البترون يعتصمون مجدداً: “لماذا الغموض”؟

 

BatrounHospital

نفذ العاملون والموظفون في مستشفى الدكتور إميل البيطار في البترون، وبدعوة من هيئة دعم المستشفى ونقابة المستخدمين والعمال فيه، اعتصاما في باحة سراي البترون احتجاجا على “الغموض السائد حول مصير المستشفى المهدد بالاقفال في آخر العام الحالي”.

وانطلق المعتصمون من المستشفى سيرا على الاقدام باتجاه سراي البترون، رافعين لافتات منددة ب”عدم صدور اي قرار واضح حول مصير المستشفى بعد انتهاء مدة العقد بينه وبين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”. وتوجهوا الى باحة السراي حيث انضم اليهم النائب سامر سعادة، قائمقام البترون روجيه طوبيا، منسق “التيار الوطني الحر” في قضاء البترون المهندس طوني نصر، كميل مراد، وممثلون عن احزاب وتيارات سياسية وعن هيئات من المجتمع المدني وجمعيات وروابط، وحشد من أبناء المنطقة.

وناشد المعتصمون المسؤولين كافة “تحمل مسؤولياتهم بمطالبة الضمان الاجتماعي بالاستمرار في ادارة شؤون المستشفى ريثما تصبح وزارة الصحة جاهزة لاستلامها”، معتبرين ان “اي تلكؤ في هذا المجال جريمة ترتكب بحق المواطنين والعاملين في المستشفى”، ومؤكدين ان “تحركنا سيتصاعد في الايام المقبلة لتحقيق هذا المطلب الحيوي والانساني النبيل، وسيعلن وسيحاسب التاريخ كل من سيتسبب باقفال المستشفى او خصخصته”.

وألقى طوبيا كلمة قال فيها: “ان هذه القضية هي قضية انسانية بامتياز. ان يطلق اسم الدكتور اميل البيطار على هذا المستشفى فانه عمل ليس بعبثي انما له خلفية انسانية بعيدة نفتخر بها نحن ابناء البترون. وكما دافع الدكتور اميل البيطار عن المريض الفقير، يجب ان يبقى مستشفاه رمزا من رموز هذه الانسانية، علنا نرى في هذا القضاء بصيص امل بالدخول الى مستشفى دون شروط تكاد ان تكون كغيرها تعجيزية”.

ثم تحدث رئيس نقابة المستخدمين والعمال في المستشفى سعد باسيل، فأكد ان “القرار الواضح والصريح الذي اتخذ ونشر هو قرار انهاء العمل في مستشفى البترون في 31/12/2015 وتشريد العاملين فيه. ان هذا القرار الشجاع من قبل ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حاز على كل التغطية السياسية في حينه دون الالتفات الى العواقب والمساوئ الذي يتركها هذا القرار على جميع العاملين في المستشفى من اطباء ومستخدمين وعلى اهالي منطقة البترون بشكل عام”.

وحذر باسم عمال ومستخدمي مستشفى البترون “من الاستمرار في قهرنا وظلمنا والتسويف في اتخاذ القرارت التي تصحح الوضع، فسيكون لنا الموقف التصعيدي الكبير”.

ثم ألقى الدكتور الياس غصن كلمة اللجنة الطبية في المستشفى، فتوجه الى المعتصمين بالقول: “نضم صوتنا الى صوتكم المطالب بعدم اقفال المستشفى وباستمرار ادارة شؤونها من قبل الضمان الاجتماعي ريثما تصبح وزارة الصحة مؤهلة لاستلامها، مطالبين المسؤولين في منطقة البترون من وزراء ونواب وفاعليات بالالتزام بهذا الموقف الانساني الحيوي والذين أعربوا أكثر من مرة عن تأييدهم له، ومطالبين في الوقت عينه بالتنسيق السريع بين وزارة الصحة ووزارة العمل وادارة الضمان الاجتماعي لتحقيق هذا الهدف الذي لم يعد يقبل الانتظار لأن حياة المواطنين في خطر”.

وألقى المونسنيور سمير الحايك كلمة هيئة الطوارئ الشعبية، فقال: “يؤدي هذا المستشفى، منذ عشرات السنين في عهدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي خدمات جلى لمرضى سائر المناطق اللبنانية. وبعد توقف الضمان الاجتماعي عن استثماره، عاد الى وزارة الصحة التي تمتلكه. يتساءل المواطنون وبحق: هذا المستشفى يقفل او لا يقفل؟ اراء متضاربة، اشاعات، اقاويل، تعهدات. منها أن وزارة الصحة لن تقفل هذا المستشفى ولو ليوم واحد، بل ستعمل على تطويره وتحديثه، وسيواصل القيام برسالته الانسانية كما عهدناه سابقا. مطلب شعبي محق وملح: نناشد وزارة الصحة ان توكل ادارة هذا المستشفى الى من له خبرات علمية ونجاحات، قيم خلقية وتطلعات. ومعا نبني ولحقوق المواطن نعمل وبتحمل المسؤوليات نطالب. وتتوطد اركان الوطن لشعب ديمقراطي سيد حر مستقل”.

أما كلمة هيئة دعم المستشفى فألقاها المحامي حنا البيطار فقال: “في نهاية هذه السنة سيتخلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عن مستشفى الدكتور اميل البيطار ويعيدها الى مالكها وزارة الصحة، التي اعلنت بلسان وزيرها انها غير قادرة على ادارتها وتقديم الخدمات الصحية للمرضى، مما يعني أنه سيقفل. هذا المستشفى هو المكسب الوحيد تقريبا لهذه المنطقة حققه المغفور له الدكتور اميل البيطار، لن نسمح باقفاله تحت اي ظرف او حجة خصوصا متى كان الظرف غير مؤات والحجج واهية”.
وختم: “ان تحركنا هو تعبير رمزي سيتبعه تصعيد يصل الى حد العصيان اذا لم يحقق لنا المسؤولون مطلبنا المحق، وارادة الشعب من ارادة الله، وارادتنا لا ولن تقهر”.

وألقى كميل مراد كلمة قال فيها: “كلكم تعلمون ان دولة الرئيس نبيه بري هو الولي الفعلي على الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ولا يحاولن أحد اللف والدوران”.

وتوجه الى الرئيس نبيه بري، بالقول: “انتم تعلمون يا دولة الرئيس ان الشمال كله محروم وتعلمون جيدا ان هذا المستشفى هو نتاج عمل صادق وطني وانساني للمرحوم المغفور له الوزير اميل البيطار حين خاض معركة الدواء على صعيد كل لبنان، وأنت ايضا يا دولة الرئيس كنت مناضلا ونسألك اليوم ما ذنب منطقة البترون كي يقفل هذا المستشفى؟ هل لأن منطقتنا تدفع ما يتوجب عليها من رسوم كهرباء ومياه بنسبة تفوق النسب في كل المناطق اللبنانية ومعها ايضا منطقة الكورة حسب الاحصاءات الرسمية؟ هل يجازى المواطن الصالح بحرمانه من الطبابة؟ دولة الرئيس، المستشفى مستشفاك، ومنطقة البترون هي منطقة عزيزة عليك ونتمنى ان نتمكن من الوقوف في وجه اقفال المستشفى لأنه ملجأ الفقراء والمساكين من كل الشمال وهم بحاجة له”.

بعد ذلك، توجه وفد من المشاركين في الاعتصام الى مكتب القائمقام طوبيا وسلموه كتابا حول مطالبهم المتعلقة بمصير المستشفى.