IMLebanon

معوّض: نعم لتسوية رئاسية تقوم على أسس سياسية واضحة عنوانها العودة إلى الدولة

michel-moawad-in-kalam-ennas

 

رأى رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوّض أنه من غير الواضح على أيّ أسس تُبنى التسويات، وقال: “أنا مع التسوية بين 8 و 14 آذار ولكن هذه التسوية يجب أن تكون على أساس الدولة والكيان اللبناني”. وقال: “أؤيد أيّ تسوية أسسها تعيد القوى السياسية إلى الدولة اللبنانية”.

معوض، وفي حديث للـLBCI، قال: “سليمان فرنجية صاحب خيار، وخياره بنيوياً يفرّط بالدولة، وتأييده للسلاح غير الشرعي أكان سلاح “حزب الله” أو غيره من الفئات يفرّط بالدولة”.

وأضاف: “معركتنا تثبيت وتوسيع رقعة الدولة، ونحن ضد المحاور. وأؤيد النأي بالنفس وحياد لبنان عن الصراعات، وأي خيار لا يحترم تحييد لبنان يكون خيار تدمير لبنان إلى أي محور انتمى أكان خياراً إيرانيا أو أميركيا او سعوديا أو غيره”.

وإذ جدد التأكيد أنه يؤيّد أي تسوية وطنية مقبولة على اسس الدولة اللبنانية، قال معوّض: “أتمنى ان يصل سليمان فرنجية “الشخص” إلى رئاسة الجمهورية على اسس واضحة وصحيحة”.

وأضاف: “إذا لم يحافظ لبنان الرسمي على حياد لبنان في ظل هذه الظروف الصعبة، أعتقد أننا بذلك نأخذ البلد إلى الانفجار، فتصبح الدولة طرفا، وما تبقَى من المساحة المشتركة بين اللبنانيين تتقلّص”.

وأشار إلى ان هناك مقاربتين للتسوية، المقاربة الأولى، ان تكون على أسس الدولة، والمقاربة الثانية، على أساس المنطق الذي قامت عليه الحكومة الحالية وهو منطق “ربط النزاع”، وهذا أمر مرفوض.

وقال: “أن يأتي سليمان فرنجية إلى رأس الدولة ضمن تسوية وطنية مقبولة أمر أقبل به”، مؤكداً انه لم يعمل على تفخيخ التسوية بأيّ طريقة.

معوض رأى ان هناك دينامية حقيقية بشأن هذه التسوية، فهناك داعمون لها من كل الأطراف ولكن في الوقت نفسه هناك أفرقاء في الداخل والخارج يطرحون العديد من الأسئلة.

وشدد على أن الاتفاق الرئاسي لا يجب أن يكون فقط مع سليمان فرنجية لانه لا يمكنه ضمان كل حلفائه ومنهم “حزب الله”.

وردا على سؤال، أكد معوّض أن التنسيق والتواصل مستمر مع “القوات اللبنانية” والدكتور سمير جعجع، فهناك نضال مشترك وقناعات سياسية مشتركة، ونتفق على 90% من الأمور. وفي موضوع وصول النائب سليمان فرنجية إلى الرئاسة، قال معوض: “أعتقد أنه اذا كانت اسس التسوية صحيحة فسمير جعجع يسير بها”.

وقال: “إذا انتخب سليمان فرنجية رئيساً لطمأنة “حزب الله” ضمن إطار عودة الحزب إلى الدولة فهذا جيد، اما إذا كان سيأتي من ضمن اتفاق “ربط نزاع”، أي أن يكون رئيس الجمهورية من 8 آذار ورئيس الحكومة من 14 آذار، مع قانون انتخابات من دون التطرق إلى باقي الأمور الأساسية، أعتقد عندها أننا نأخذ البلد إلى الانهيار”.

معوض الذي اعتبر أن من يتحمّل مسؤولية الفراغ الرئاسي هو كل نائب قاطع جلسات انتخاب الرئيس، أشار إلى ان الدخول في متاهة تفسير الدستور واعتماد نصاب الثلثين في عملية انتخاب رئيس الجمهورية يؤدي إلى تدويل الاستحقاق الرئاسي. فبالنصف زائدا واحدا، تنشأ تسويات ولكن بالثلثين هناك استحالة، مشيرا إلى ان قوى 14 آذار وافقت مع الرئيس نبيه بري على نصاب الثلثين حتى بعد الدورة الأولى، وهذا يحمّلها جزءاً من المسؤولية.

وأوضح ان رفض البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي للنصف زائدا واحدا ينطلق من مبدأ أن الثلثين يشكل ضمانة للمسيحيين، بمعنى تفادي أي اتفاق ثنائي بين السنّة والشيعة والتفرّد بإنتاج رئيس للجمهورية اليوم او في المستقبل، معرباً عن اعتقاده بأن أي اتفاق بين هذه المكونين ضمن معادلة إقليمية معينة، يؤمّن الثلثين ويستطيعون عندها انتخاب رئيس.

وأضاف: “لم يعد هناك مصلحة للبقاء من دون رئيس، وهناك عقبات جدية أمام تسوية جدية، وبالتالي من الممكن أن يطول الفراغ في الرئاسة”.

وأعلن معوض أن لا مشكلة شخصية مع العماد ميشال عون، وكنت ممن دعوا لطي صفحة الماضي والخلافات الشخصية، لذلك أؤيد كل حوار وكل تواصل بين الفرقاء من اجل حل الخلافات السياسية. لكن ما أطلبه لسليمان فرنجية يطبق على ميشال عون لجهة انتخابه رئيساً.

ولجهة الاختيار بين عون وفرنجية، قال معوض: “في القضية الشخصية لا أخرج خارج زغرتا، ولكن على أي أسس ينتخب سليمان فرنجية وميشال عون”.

وردا على سؤال، قال: “نحن مع الرئيس سعد الحريري الذي يمثل الاعتدال السنّي الذي نحتاج إليه في لبنان والمنطقة، ونحن متمسكون بهذا الاعتدال أكثر مما هو متمسك بنفسه، لأنني على قناعة أننا لا يمكننا مواجهة الارهاب في لبنان والمنطقة، ولا يمكننا مواجهة التكفير إلا بتحالف الاعتدال، لذلك نحن متمسكون بالرئيس الحريري، ولكن في الوقت نفسه من حقنا مناقشة أسس أي تسوية، نحن شركاء في القرار، ولا مع سعد الحريري ولا مع أي شخص آخر يمكن أن نوقّع على أي” شيك” على “بياض”.

معوض رأى أن قوى 14 آذار السياسية بأزمة مشروع، إذ لا يمكنها أن تكون مجرد تحالفات انتخابية، فمنذ الدوحة لم تنتج مشروعا على مستوى طموح وأحلام جمهور 14 آذار. القضية وجمهور 14 آذار موجودان، ولكن عندما تتحوّل هذه القضية إلى مجرّد تحالفات، ومجرد لعبة أحزاب وغيرها، عندها تقع المشكلة.

معوّض اعتبر أنه إذا لم نصحح بنيويا تركيبة النظام في لبنان فالانتخابات تضييع للوقت، من هذا المنطلق علينا ان نختار بين فدرالية الطوائف والطائف، لأن نتيجة هذا الواقع تراجع معدّل النمو الاقتصادي، ضعف السياحة، تدني الطلب على العقارات، ضعف الاقتصاد، انتشار رقعة الفساد، انتشار الرشوة، فقدان الثقة بالسياسيين، عدم وجود شفافية بالحكومة، غياب الخدمات الاجتماعية، اهتراء نوعية البنية التحتية، هدر في المال العام، تردي نوعية النظام التربوي، ضعف متانة المصارف وغيرها…

ورأى ان القانون الانتخابي الأمثل هو قانون النسبية لأنه يسمح بمشاركة الجميع، ويسمح بخرق احتكار أحزاب الطوائف على الطوائف، لكن المشكلة حاليا، يؤمّن المساواة بين الجميع في ظل وجود السلاح غير الشرعي. من هنا، علينا التوفيق بين هذا الواقع المرير، وبين الطموح.

معوض اعتبر أن الحراك الوطني حاجة وطنية في ظل غياب المعارضة في البلد، وهو يشكل المعارضة الحقيقية.

وفي ذكرى استشهاد الرئيس رينه معوّض، توجه رئيس حركة الاستقلال بكلمة، قال فيها: “أنا حزين لأنه بعد 26 عاما الحلم والدولة القوية التي استشهد من اجلها لم تتحقق، والأكثر لم يتغير شيء. ولكن بالرغم من كل ذلك، سنكمل النضال لبناء كيان لبناني حقيقي، ودولة قوية، دولة تحترم حدودها، وسيادتها، وتسترجع عسكرييها المخطوفين، دولة تبسط سلطة القانون على كل جزء من اجزاء الوطن، دولة تفرض هيبتها على اللبنانيين”.

وذكّر معوض بحادثة اغتيال والده، فكشف أن المسؤولين الأمنيين الذين كانوا مولجين حماية الرئيس رينه معوض في ذلك الوقت طلبوا منه عدم حضور الاحتفال في 22 تشرين الثاني، فكان جوابه، “إذا كان من يريد استرجاع ثقة الناس بالدولة خائفا، فكيف سيسترجع هيبة الدولة”. لذلك نريد دولة تسترجع هيبتها، دولة تحمي الأمهات، تعطي الأمل للشباب، دولة يستحقها الشعب اللبناني. وختم: “النضال مستمر، سرقوا الكثير، لكن سنبقى نحلم رغم كل شيء”.