IMLebanon

لبنانيون ضمن أغنياء سويسرا!

زيوريخ، سويسرا
زيوريخ، سويسرا

بلغت ثروة تسعة أثرياء عرب يقيمون في سويسرا ما بين 14.8 و19.7 مليار فرنك؛ أي ما يعادل (14.4 و19.1 مليار دولار) خلال العام الجاري 2015؛ مسجلة ارتفاعا بمقدار 950 مليون فرنك؛ أي ما يعادل (922 مليون دولار) خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي.

ووفقا للتقرير السنوي لمجلة “بيلانز” الألمانية، وفرعها باللغة الفرنسية “بيلان” عن أغنى 300 شخص سويسري أو مقيم في سويسرا، فإن الأثرياء التسعة هم: عائلة السليمان السعودية، ويترأسها عبد العزيز السليمان، وتقدر ثروتها بين مليارين وثلاثة مليارات فرنك؛ أي ما يعادل (1.94 إلى 2.91 مليار دولار) (بقية الثروة مستقرة خلال عام)، وعائلة معوض اللبنانية، وتقدر ثروتها بنحو ثلاثة إلى أربعة مليارات فرنك (مستقرة)؛ أي ما يعادل (2.91 إلى 3.88 مليار دولار)، وعائلة الخريجي السعودية وتقدر ثروتها بنحو مليارين إلى ثلاثة مليارات فرنك (مستقرة)؛ أي ما يعادل (1.94 إلى 2.91 مليار دولار).

وذلك إضافة إلى عائلة عجة السورية، وتقدر ثروتها بنحو 1.5 إلى 2.0 مليار فرنك (مستقرة)، ورجل الأعمال المصري هشام أمين النشرتي وتقدر ثروته بين 300 و400 مليون فرنك (نقصت 100 مليون فرنك)، وعائلة إياد سماوي السورية، وتقدر ثروتها بين 500 و600 مليون فرنك (مستقرة)، ورجل الأعمال التونسي كامل الأزعر وتقدر ثروته بنحو من 300 ـ 400 مليون فرنك (مستقرة)، ورجل الأعمال اللبناني عبد الله شاتيلا 200 ـ 300 مليون فرنك (زادت 50 مليون فرنك)، وعائلة حايك وتقدر ثروتها بين خمسة إلى ستة مليارات فرنك (مستقرة). يذكر أن قيمة الفرنك تعادل 0.97 دولار في أسعار اليوم.

ArabLebaneseSwitzerlandRich

وهناك عشرات من الأثرياء العرب الذين لم يتم حصرهم في قائمة (بيلان) للعام الحالي، وبعضهم في قوائم الأعوام القليلة الماضية، بناء على طلبهم، من بينهم رجل الأعمال اللبناني – السعودي بهاء الحريري، أو (عائلة الحريري)، ويسلم بن لادن، وأحمد زكي يماني، على سبيل المثال حسبما علمت “الاقتصادية” من إدارة تحرير “بيلان”.

ولم تدرج “الاقتصادية” في تقريرها هذا عديدا من رجال الأعمال من ذوي الأصول العربية المهاجرة منذ وقت بعيد، أو ممن انقطعت صلاتهم المالية والاستثمارية مع البلدان العربية، ومنهم رجل الأعمال المصري فؤاد سعيد (3 ـ 4 مليارات فرنك).

وينشط عبد العزيز السليمان (من مواليد مكة المكرمة عام 1934) عبر مؤسسته (رولاكو) التي تعمل في مجال البناء، والسيارات، والزراعة، ورافعات البناء، والاتصالات، والنقل، والطاقة والسياحة، وقد أسس السليمان شركته عام 1968، وهي جزء من مؤسسة أم مقرها جدة، وكانت أول مؤسسة تصدر الأسمنت إلى السعودية.

وفي جنيف، تملك شركة رولاكو فندق (إنتركونتننتال) و(كروان بلازا) وهما من أفخم فنادق مدينة كالفن، ولهذين الفندقين وجود ملموس في السعودية ودول الخليج بشكل خاص، وقد ترك السليمان سويسرا التي يحمل جنسيتها أيضا عام 2003 ليقيم بين دبي والسعودية، لكنه ما زال يتابع أعمال الشركة في جنيف، في حين يتولى ابنه، سعود عبد العزيز السليمان، المقيم في سويسرا، رئاسة مجلس إدارة الفرع السويسري لشركة رولاكو القابضة، حيث تعتبر الشركة الأم في جدة إحدى أهم المؤسسات السعودية في مجال البناء والنقل.

أما روبرت معوض (66 عاما)، وهو من أبناء الجيل الثالث لهذه العائلة اللبنانية منذ أن حطت رحالها في سويسرا، فيترأس مجموعة معوض التي تم تأسيسها في جنيف عام 1890 للاستثمار في مجال الألماس والمجوهرات، ويقوم هو وأبناؤه الثلاثة الذين ينتمون للجيل الرابع (آلان، وفرد، وباسكال) بإدارة المجموعة التي دخلت أخيرا مجال الفندقة، غير أن روبرت معوض قرر التخلي عن قيادة المجموعة لمصلحة ابنه البكر الآن، اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2010، واتجه هو للاستثمار في البحرين وعمان.

ويقترب روبرت معوض من افتتاح مجمع سياحي ضخم بعنوان «جزيرة الريف» في البحرين، ومن المقرر أن يتم افتتاح الفندق الرئيس لهذا المجمع السياحي في ربيع 2016. واتجه أبناء روبرت الثلاثة نحو تنويع نشاط شركتهم في قطاعات جديدة كالإنترنت، والتسويق، والإدارة، والمطاعم، والساعات الفاخرة، دون أن يتخلوا، بالطبع، عن نشاط الشركة الأصلي في المجوهرات.

واشترت مجموعة معوض بداية عام 2008 المبنى القديم لمصرف «إتش إس بي سي» المطل على بحيرة جنيف بقيمة 90 مليون دولار لتحويله إلى فندق في غضون خمس سنوات، غير أن المجموعة قررت التخلي عن المشروع، وهي في طريقها الآن لبيع المبنى. وتملك عائلة معوض 12 من أكبر 20 ألماسة في العالم، وخمسة مراكز لصقل الألماس، و19 محلا لبيع المجوهرات (كانت 24 في العام الماضي)، و4000 وسيط ووكيل مبيعات، كما انتهت العائلة أخيرا من افتتاح متجر جديد للمجوهرات والساعات الثمينة بمساحة 150 مترا مربعا في فندق كومبنسكي في جنيف (هلتون سابقا).

وتستند ثروة عائلة الخريجي السعودية التي يمثلها ابنها، محمد، (44 عاما) على “مجموعة الخريجي” النشطة في مجال المال والتجارة، والعقارات، والبتروكمياويات، ودخلت أخيرا مجال التأمين، إلى جانب شركة أخرى باسم (كلوبال هوتيلس ريزورتس) متخصصة في العقارات والفندقة.

ويترأس محمد الخريجي شركتي «إنترناسيونال سيرفيس كومباني» و «جلوبال إنفستمنت آند مانجمنت» الناشطتين في السياحة والخدمات المالية، على التوالي.

وتهيمن شركته (تيارا) على مؤسسات فندقية شهيرة مثل (ليه بارك أتلانتك دو بورتو أيه ليسبون) و(ميرامار بيتش هوتيل) في مدينة كان، و(مون رويال) في بلدة شانتي في ضواحي باريس، و(إستوريا) في بروكسل، وينشط محمد الخريجي أيضا في مجال العقارات، وتجارة التجزئة، والمصارف، واشترت العائلة خلال السنوات القليلة عدة عقارات في جنيف، حيث يسكن محمد الخريجي، وقالت «بيلان» إن محمد الخريجي نفى تقديرات المجلة حول المبلغ الذي ورثه من أبيه، دون أن تقدم تفصيلا.

وتملك عائلة عجة التي يترأسها رجل الأعمال السعودي من أصل سوري، أكرم عجة، وتضم أبناءه الثلاثة منصور، وعبد العزيز، وكريم، شركة “تاك أفييشن هولدنك”، و”تاج فايننس إس إي”.

وتدير الشركة الأولى من مقرها في جنيف أسطولا من الطائرات، حيث تستثمر في كل ما يتعلق بمجال الطيران، وتقدم كل خدمات الطيران لطائرات رجال الأعمال، وتعتبر الآن إحدى الشركات الأوروبية الرئيسة في مجال إدارة شؤون الاستثمار في الطيران، بينما تختص الشركة الثانية بمجال العقارات والتقنية الحديثة، وتستثمر عائلة عجة أيضا في سباق فورميولا ـ 1؛ حيث تملك 15 في المائة من أسهم مؤسسة فورميولا.

ووصفت مجلة بيلان، منصور عجة، بأنه يتمتع بذهنية ومهارة تجارية عالية، وأنه يحول كل ما يمسه إلى ذهب”، مضيفة أنه منذ دخوله مؤسسة “ماكليرن”، المتخصصة في صناعة تقنيات سيارات السباق، ارتفع عدد العاملين في المؤسسة من 70 إلى 1200.

واعتبرت مجلة بيلان رجل الأعمال المصري هشام أمين النشرتي (55 عاما) من بين رجال الأعمال العرب الذين يصعدون عالم المال بسرعة البرق، فقد بدأ نشاطاته التجارية في مصر في بيع المواد الغذائية بالتجزئة، قبل أن يستقر في لوزان قبل 17 عاما ليستثمر في الفندقة عبر شركته “مجموعة ناش”.

خطط النشرتي في البداية لإنشاء سلسلة من الفنادق تحمل اسما دوليا بين أكبر سلسلة للفندقة بأربعة نجوم في أوروبا بطاقة استيعابية 1000 غرفة. وبعد فترة وجيزة من انطلاقته، امتلك أربعة فنادق في سويسرا من بينها “كارلتون” في لوزان عام 2001، و”ريتز” في جنيف، وتخلى في تموز (يوليو) 2007 عن فندق ريكس بسعر عال جدا، كما قطع شراكته مع سلسلة الفنادق الإسبانية الشهيرة “دو سول ميليا”.

ولا يملك النشرتي في الوقت الحاضر سوى فندق واحد يقع قرب مطار جنيف. ويسعى حاليا نحو توسيع شركته “مجموعة ناش» ببناء سكن فندقي يتكون من 150 شقة مجاور للفندق الذي يملكه، وهو لا يزال ينتظر رخصة الإنشاء.

أما عائلة سماوي ذات الأصول السورية، فقد استقرت في سويسرا منذ عام 1978، وهي تنشط في مجال العقارات التجارية. ويحمل إياد سماوي، (74 عاما) الجنسية النمساوية ويملك في جنيف شركة “في آي بي إيمو بريستيج”، التي استثمرت أخيرا 14 مليون فرنك في بناء مبنى بالقرب من جنيف.

وفي العام الماضي، أسس سماوي شركة «إيمو بريستيج هولدنك» في دبي. ويملك إياد سماوي أيضا فندق رويال، ذا الخمسة نجوم في بلدة كران ـ مونتانا في مقاطعة فاليه جنوب سويسرا.

وفي عام 2007، حقق إياد سماوي ثروة كبيرة من بيع حصته في شركة الاتصالات النمساوية ليتجه بعدها إلى الاستثمار في مجال العقارات الفاخرة. وفي عام 2010، اشترى ثلاث قطع أراض، كانت واحدة منها آخر قطعة أرض فارغة مخصصة للبناء في حي كولوني، أفخم أحياء جنيف حيث يسكن، تبلغ مساحتها عشرة آلاف متر مربع بقيمة 4000 فرنك للمتر المربع ليدفع بذلك 40 مليون فرنك. وتصف الصحف السويسرية، سماوي بأنه كثير الغموض، ولا يحب الظهور أمام وسائل الإعلام، لكنه رغم ذلك تحدث في واحدة من المرات لصحيفة “لا تربيون دو جنيف” عن علاقاته برئيس روسيا البيضاء، ألكسندر لوكاشينكو، وتفاصيل بيعه شركة الهاتف المحمول (فيلكوم) في روسيا البيضاء لمصلحة شركة الاتصالات النمساوية “تيلكوم أوستريا جروب”.

وحقق كامل الأزعر، وهو تونسي يحمل الجنسية السويسرية، ثروته من تأسيسه “المصرف السعودي ـ الأمريكي سامبا”، حيث شغل قبل ذلك منصب نائب رئيس مصرف سيتي بانك فرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكنه ابتداء من عام 1986 أقام في جنيف، حيث أسس مصرف “سوي كورب”، المتخصص في إدارة الأعمال، الذي يقع مقره الرئيس في الرياض وله فرع في جنيف.

ويدير مصرف “سوي كورب” ثروات تقدر بمليار يورو، ولديه 100 عميل في سبعة بلدان، ويعمل الأزعر حاليا على إطلاق صندوق للاستثمار في قطاع السياحة في تونس، الأول في عام 2014 باسم «الضواحي»، والثاني «إيوان القيروان» في 2015.

وأقام الأزعر (63 عاما) مشروعات جليلة تهدف لتسهيل اندماج المهاجرين المغاربة في الحياة العملية في سويسرا من خلال مركز أنشأه أخيرا باسم “المنتدى الاقتصادي المغاربي”، كما أطلق صندوقا للاستثمار المغاربي لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويقوم بدعم المتاحف في تونس.

أما عبد الله شاتيلا، ابن صاحب المجوهرات، إيلي شاتيلا، فقد ولد في لبنان قبل أن يهاجر إلى جنيف ويقيم فيها عام 1988، ويملك هذا المهاجر اللبناني ذو الـ 42 عاما، مجموعة “فيرتكال هولدنك” المعنية بالعقار والأعمال الفنية والتأمين، غير أنه قرر توسيع النشاط التجاري لمجموعته بعد ثماني سنوات سمان، بدأت عام 2005 ليجعلها متخصصة في بيع وشراء الأعمال الفنية، والمجوهرات.

وتقدمت نشاطات شاتيلا في العقار بوتيرة سريعة، فأضخم استثمار عقاري له في حي كولوني الفخم في جنيف قد انتهى العام الماضي، إلى جانب مشروع آخر لبناء مكاتب على مساحة 35 ألف متر مربع في جنيف أيضا تسلمته العام الماضي، وقد استثمر في المشروعين مبلغا قدره 250 مليون فرنك، حقق من خلالهما ربحا قدره 50 مليون فرنك. ويواصل عبد الله شاتيلا تعزيز تقدمه في الاستثمار في مجال العقارات، وذلك بسيطرته على كامل أسهم شركة العقارات «سي جي آي»، كما أقام محطة راديو خاصة.

قليلة هي القطاعات التي عانت إلغاء سعر صرف الفرنك الثابت مقابل اليورو في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي مثلما عاناه قطاع صناعة الساعات، وممثلها الأكبر في المبيعات العالمية هي مجموعة سواتش العائدة لعائلة حايك. وبسبب حملها علامة «صنع في سويسرا»، أصبح من المستحيل على العائلة أن تنتقل بها إلى مكان آخر للإنتاج حيث العمالة الرخيصة، كآسيا على سبيل المثال.

وما إن استعادت قيمة الأسهم الاسمية للشركة بعض عافيتها، وكذلك السندات لحاملها، حتى أدى ضعف النمو في الصين إلى إلحاق أضرار بالشركة الممثلة هناك بقوة في كل أنواع ساعاتها، عالية القيمة، والمتوسطة، والمنخفضة.

على الرغم من ذلك، وبفضل مناورات مالية كطرح المزيد من أسهم الشركة للبيع، لم تتأثر ثروة أبناء نيقولا حايك المكونة من نيك حايك، وأمه ماريان، واخته نايلة، وابن أخيه مارك (رئيس شركة بروجيه، وبلانكبان، وأوميجا) كثيرا. ولا يزال الهدف الأخير لأبناء نيقولا حايك (مؤسس وصاحب الشركة)، أن تعبر المبيعات الإجمالية للشركة هذا العام عتبة الـ 10 مليارات فرنك.