IMLebanon

مجموعة من الأسهم الكبيرة تتولى قيادة السوق الأمريكية

american-stocks
جون أوثرز من لندن

بعد انتهاء الأمريكيين من عيد الشكر ينبغي أن يكونوا شاكرين لمجموعة صغيرة ومُختارة من الشركات التي حافظت على سوقهم المالية عائمة. مع ذلك، قد يشعر المساهمون الذين يحاولون التغلّب على هذه السوق بإحباط أكثر من شعورهم بالشكر -في حين أن المستثمرين المحترفين على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي ينبغي أن يكونوا شاكرين بحق لسوق يمكن لهم التغلب عليها بمنتهى السهولة.

السوق الصاعدة الطويلة في الأسهم الأمريكية التي هي الآن في عامها السابع، أخذت تضيق. والسوق التي هيمنت عليها في السابق الشركات الأصغر (التي يميل أداؤها أن أفضل على المدى الطويل)، تقودها الآن مجموعة صغيرة من الأسهم الكبيرة.

بعضهم يتحدّث عن أسهم مجموعة الفانج Fang – التي تتألف من الأحرف الأولى من “فيسبوك” و”أمازون” و”نيتفليكس” و”جوجل” – في حين أن شركة نيد ديفيس للأبحاث تُشير إلى أسهم مجموعة نيفتي Nifty التسعة، التي تُضيف إلى الشركات السابقة شركة برايس لاين وإيباي وستاربوكس ومايكروسوفت وسيلزفورس. (لاحظوا أن “أبل” لا تظهر على أيّ من القائمتين). إذا تحوّلت إلى مؤشرات، يُظهر بحثا أجرته وحدة الإحصاءات في “فاينانشيال تايمز” أن أيّاً من هذه المجموعات يمكن أن تكون قد حققت مكاسب تصل إلى 60 في المائة هذا العام، في حين أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفع نحو 1 في المائة.

في الوقت نفسه، النسخة ذات الترجيح المتساوي من مؤشر ستاندرد آند بورز، حيث كل سهم مُنح ترجيحا يبلغ 0.2 في المائة، انخفضت قليلاً هذا العام، حتى مع ارتفاع المؤشر المُرجّح بالحد الأقصى. لذلك، على نحو غير عادي، فشلت الأسهم المتوسطة في التغلّب على المؤشر. ومعظم الأسهم الأمريكية انخفضت هذا العام، حتى مع مآثر أسهم مجموعة “الفانج” التي أبقت المؤشر الرئيس في نطاق الربح.

يُمكن رؤية الضيق على الصعيد العالمي. وفقاً لمؤشر مورجان ستانلي المُركب، أسهم العالم المُتقدّم انخفضت بنسبة 0.83 في المائة من حيث القيمة الدولارية هذا العام، في حين كانت اليابان (بارتفاع يبلغ 10 في المائة) السوق الكبيرة الوحيدة التي تتمتع بعام إيجابي قوي حتى الآن. (ويرجع هذا جزئياً إلى قوة الدولار – تقييم الأسهم العالمية من حيث اليورو، الذي أصبح ضعيفاً، من شأنه إظهار مكاسب واسعة النطاق).

ما هي الآثار؟ نجاح أسهم مجموعة “الفانج” يعد من أعراض ظهور أنموذج جديد للاقتصاد يدور حول الخدمات بدلاً من التصنيع. لكن من الأفضل عدم الاندفاع. حيث يتم تقييم جميع هذه الشركات بقيمة وافرة (نيد ديفيس تضع نسبة السعر الإجمالي إلى الأرباح لأسهم مجموعة النيفتي التسعة بمقدار 45، ضعف نسبة مؤشر ستاندرد آند بورز 500). كما تبدو أيضاً مُكلفة عند مقارنتها بمبيعاتها.

الضجيج والإثارة حول بعض الشركات الكبيرة، وأفول الشركات الصغيرة الأكثر خطورة، يعد أعراضا كلاسيكية للحد الأعلى من سوق صاعدة. لننظر إلى شركات “النيفتي الـ 50” في أوائل السبعينيات، أو الموجة الأولى من شركات الإنترنت خلال طفرة الدوت كوم في أواخر التسعينيات – عندما كان شائعاً التحدّث عن “أنموذج اقتصادي جديد”.

هناك مسألة أخرى تواجه أولئك الذين يتخذون التغلّب على السوق مهنة لهم. كما كتبت من قبل، عام 2014 كان عاماً كارثياً بالنسبة لشركات إدارة الأسهم النشطة. السبب في ذلك إلى حد كبير أن التشتت كان منخفضاً – جميع الأسهم تميل إلى نقل الحجم نفسه في الاتجاه نفسه، ما يجعل من الصعب على المديرين التميّز حتى لو اختاروا أسهماً جيدة.

هذا العام، التشتت عاد، كما يُظهر التفوّق الهائل في أداء أسهم مجموعة النيفتي التسعة – لكن من أجل الفوز كان عليك التركيز على بعض الأسهم الكبيرة التي كانت تبدو بقيمة مُبالغ فيها والتمسّك بها. هذه استراتيجية من المستحيل تقريباً تبريرها، لذلك سيكون على مديري الصناديق بدلاً من ذلك اختيار استراتيجية أفضل على المدى الطويل لشراء الأسهم ذات القيمة الرخيصة، وبالتالي ذات الأداء الضعيف.

صناديق التحوّط بالمثل عانت وقتا عصيبا. كثير منها تخلّفت عن المؤشر ويجب أن تُعدّ نفسها لانخفاض السوق. ولديها فرصة للتفوّق على السوق بمجرد انخفاضها، لكن ذلك لن يُترجم إلى أرباح لعملائها.

لاحظ أنه خلال اضطراب الربع الثالث وجدت سيتي جروب أن مؤشر HFRX لصناديق تحوّط الأسهم نجح في الانخفاض بنسبة 5.4 في المائة فقط، مقابل انخفاض بنسبة 6.9 في المائة لمؤشر ستاندرد آند بورز – لكن خلال انتعاش الربع الرابع تفوّق مؤشر ستاندرد آند بورز مرة أخرى بـ 6.94 نقطة مئوية، والفضل الأكبر في ذلك يعود لأسهم مجموعة الفانج.

في الوقت نفسه، في المملكة المتحدة تقريباً القوة المُعاكسة تعمل. مؤشر فاينانشيال تايمز 100 وفاينانشيال تايمز لجميع الشركات سجلا عام سيئا، إلى حد كبير بسبب ثبات أسهم شركات الطاقة والموارد الدولية التي أدرجت أسهمها في لندن. ومع التراجع الذي تشهده أسعار المعادن وعدم إظهار النفط علامات على الانتعاش بعد السقوط الحر الذي بدأ قبل أكثر من سنة، فإن تجنب تلك الشركات كان أمرا مبررا.

في بريطانيا، الابتعاد عن القطاعات التي فقدت حظوتها بالفعل، وإغداق المال على شركات أصغر، كان طريقة سهلة للتفوق على المؤشر المرجعي.

هذا يفيدنا في تفسير السبب في ما توصلت إليه ستاندرد آند بورز من أن معظم الصناديق النشطة البريطانية تفوقت على مؤشرها المرجعي بصورة مريحة في السنة الماضية وهي في سبيلها الآن إلى أن تفعل ذلك مرة أخرى هذا العام. ربما يتم الإمساك بها حين تتحول دورة السلع في النهاية.

لكن بالنسبة للوقت الحاضر، ينبغي عليها على الأقل أن تكون شاكرة أنها لا تعمل في الولايات المتحدة، لأنك إذا أردتَ أن تتفوق على السوق الأمريكية هذا العام فإنك بحاجة إلى أن تكشر عن أنيابك.