IMLebanon

لـ”بكركي”… مرشحها!

Bkerki

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

رغم تقدّم ملف قرب الافراج عن العسكريين المخطوفين لدى “جبهة النصرة” على ما عداه، ما زالت “الطبخة” الرئاسية قيد التداول، مع انتظار المواقف من مختلف الافرقاء السياسيين على ضفتي 8 و14 آذار.

لكن اللافت هو عدم صدور اي موقف من بكركي الى الآن في ما يتعلق بالتسوية الرئاسية وبلقاء الحريري – فرنجيه، فيما لم يترك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أي مناسبة إلا طالب بضرورة ملء الشغور الرئاسي، حتى لو كان في جولاته الراعوية خارج لبنان.

ولطالما سعت بكركي الى انتخاب رئيس، وسبق أن جمعت الأقطاب المسيحيين الاربعة، وسليمان فرنجيه من هؤلاء الأقوياء. اتفقوا في ذلك الوقت على انه اذا رسا الاتفاق على أي منهم فيسير به الباقون. لكن هذه المقولة لم تسر كما اتفق عليها، وتغيّر مسار الأمور منذ ذلك الوقت، وبقيت بكركي تذكّر بالاستحقاق الرئاسي وتكرر مطالبتها النواب بالتوجه الى مجلس النواب وانتخاب رئيس. الآن البطريرك الراعي في المكسيك، وهو لم يدخل بعد على خط الاتصالات والمشاورات. ربما تنتظر بكركي تفاصيل أكثر عن التسوية، لكنها بالطبع لن تعلن موقفاً رسمياً قبل تبلور الأمور، خوفاً من عرقلة ما، محلية أو اقليمية، تؤخر الاستحقاق الرئاسي الذي هو المطلب الأساسي لها. ومعلوم أن الموقف الذي يدأب المحيطون بالبطريرك الراعي على تكراره هو ان ما يهمّه ويطالب به ويعمل له ينحصر بانتخاب رئيس الجمهورية لانتظام الأمور في البلد والدفع بالمؤسسات الدستورية الى استعادة دورها، وترفّع الجميع عن مصالحه من أجل المصلحة العامة.

مع ذلك، فإن صمت بكركي لافت. ففي اعتقاد شخصية مسيحية مطلعة على شؤون بكركي ان “الأخيرة لديها طرح غير الطروحات المعروضة، فهي لو كانت تطالب باستمرار بضرورة ملء الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن، ولم تترك اي منبر الا طالبت بهذا الأمر، لكنها في العمق، ومن دون الاقرار علناً وفي شكل واضح أو غير واضح، لا تريد “بروفيل” رئيس من القادة الموارنة الأربعة الذين اجتمعوا في بكركي، علماً ان التواصل معهم قائم. اذ ان الأولوية غير المعلنة بالنسبة اليها هي لوصول شخصية صنعت في بكركي أو ساهمت هي في صنعها أو وصولها الى سدة الرئاسة، وهذا ما ترتاح اليه بكركي. لكن المؤكد أنه لن يكون لبكركي أي موقف سلبي من ترشيح فرنجيه، في حال حصوله رسميا، لأن لا فيتو على شخصه تحديداً، بل على القادة الاربعة معاً. لذا يعتبر سكوت بكركي معبّراً، وهي الى الآن لم تطلق موقفاً ايجابياً ولا سلبياً، علماً انه عادة ما يكون السكوت مؤشراً سلبياً”.

فالتريث لم يعد محصوراً بمواقف الكتل النيابية وقادتها من التسوية وامكان السير بها أو رفضها، وما ستكون عليه السلة المتكاملة نتيجة “الطبخة” الرئاسية، وخصوصاً القادة المسيحيين الذين يعوّلون على قدرتهم في تحقيق مطلبهم الاساسي، وهو وضع قانون انتخاب عادل ومنصف لكل الطوائف، وخصوصاً المسيحيين، بل أيضاً بكركي تنتظر وتراقب، وثمة من ينتظر موقفها…