IMLebanon

إذا كان بوتين لغزا محيرا للغرب فوزير دفاعه لغز أكبر!

 

SERGEI-SHOIGU

 

عندما كان يعبر في موكب مهيب أسوار الكرملين، كان سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي يعلم تماما أن كاميرات التلفزيون الروسي مسلطة عليه أكثر من جميع الزعماء والقادة الذين كانوا يقفون متجاورين في منصات عالية لمشاهدة العرض العسكري الذي أقيم في موسكو بمناسبة الذكرى الـ70 لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

وشكلت علاقة الرجل القوي الجديد في روسيا بالرئيس فلاديمير بوتين لغزا للباحثين الذين يرصدون على الدوام صداقة تظهر في حرص الرجلين على ممارسة هوايتهما معا في لعب هوكي الجليد وفي قربهما الشديد خلال الحفلات الرسمية وعلاقات عائلية لم يحرص بوتين على إقامتها إلا مع وزير الدفاع ورئيس الوزراء دميتري ميدفيديف.

وعززت هذه العلاقة، إلى جانب شعبية شويغو وخبرته في العمل كجزء من جميع الحكومات التي تعاقبت على روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، التكهنات بأن وزير الدفاع البالغ من العمر 60 عاما سينتقل حتما إلى منصب أعلى.

وبعد حصوله على شهادة في الهندسة من جامعة كرازنويارسك، انتقل شويغو بعد ذلك إلى موسكو للعمل في مشروعات بناء متتابعة تحت إشراف قيادة الحزب الشيوعي عام 1990.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وجد شويغو نفسه على رأس مجموعة من عمال الطوارئ، كي يحولها إلى منظمة ستصبح في ما بعد وزارة الطوارئ الروسية ذائعة الصيت.

وأظهر شويغو دعما صلبا للرئيس بوريس يلتسن عندما كان على وشك الإطاحة به في انقلاب عسكري عام 1991، والإطاحة به مرة أخرى من قبل البرلمان وتعيين نائبه ألكسندر روتسكوي بعد ذلك بعامين.

ومنذ ذلك الحين وحتى مطلع عام 2012 ظل شويغو وزيرا للطوارئ. وطوال فترة تولّيه المنصب ظهر اسم شويغو في جميع الأزمات الكبرى وأحيانا الصغرى التي مرت بها روسيا من دون أن تهتز عضلة واحدة في وجهه، وأظهرت تعليقاته القصيرة وأوامره النافذة لوسائل الإعلام أن الروس بصدد قائد يتمتع بالقوة التي افتقدوها كثيرا.

وفي أواخر 2012 وضعه بوتين على رأس الجيش.

ويقول ميخائيل كودارينوك، الباحث في الشؤون العسكرية الروسية “بدأ الجيش يستعيد ثقته بنفسه وبقدراته تحت قيادة شويغو”.

لكن لم يرسخ شويغو هذه الثقة فقط بين ضباط الجيش الروسي، لكنه تمكن من نقلها لاحقا إلى الكرملين الذي بات يعتمد على الجيش كأداة رئيسية في سياسة روسيا الخارجية.

وطبعت شخصية شويغو البرغماتية علاقاته مع وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هيغل الذي تربطه به علاقات صداقة شخصية على عكس تقاليد وزراء الدفاع الروس الذين سبقوه.

لكن حبه للبروباغاندا على المستوى الشخصي ظهر أيضا في استعراض الجيش الروسي لقوته لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، إذ أطلقت سفن روسية صواريخ عابرة للقارات من بحر قزوين على أهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وكثفت القوات الجوية الروسية من استهداف المعارضة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، ونجح الجيش في الترويج لفلسفة عسكرية جديدة جعلت شويغو أكثر السياسيين الروس شعبية بعد بوتين.