IMLebanon

قزي يرفض المساعدات المشروطة بفتح سوق العمل

sejaan-kazzi

رنا سعرتي

 

شدّد وزير العمل سجعان قزي على ان لبنان غير قادر في ظلّ الوضع الاقتصادي الراهن وارتفاع نسبة البطالة، على فتح سوق العمل أمام اللاجئين، لأن من شأن ذلك أن يخفّض فرص عمل اللبنانيين الذين يشكون أصلاً من البطالة ويلجأون الى الهجرة. ورفض اشتراط تقديم المساعدات والهبات الى لبنان، بفتح سوق العمل.

وأشار لـ«الجمهورية» الى أن كلمة رئيس الحكومة تمام سلام في مؤتمر لندن كانت واضحة وموضوعية في هذا الشأن.
ودعا قزي الى عدم التذرّع بأن رفض توظيف السوريين قد يدفع بهم نحو ارتكاب عمليات إرهابية، سائلاً: من يضمن أيضا ان معاناة شباب لبنان من البطالة لن تدفع بهم أيضا نحو الإرهاب؟ وأكد ان هذه الذرائع مرفوضة «وسبق ان استُعملت في العام 2010 لتمرير 4 قوانين بشكل معجّل مكرّر في المجلس النيابي، متعلّقة باللاجئين الفلسطينيين». وكرّر ان المرحلة التي يمرّ بها لبنان لا تخوّله تقديم أي شيء الى الآخرين.

وأشار قزي الى ان المجتمع الدولي بدأ يطرح مشروع فتح سوق العمل اللبنانية امام اللاجئين السوريين، بعد مرور 5 سنوات على اندلاع الحرب السورية، «مما يعني ان الحرب مستمرّة لفترة طويلة، والدليل على ذلك أن مؤتمر لندن أقرّ مساعدات لغاية 2020. وهذا أمرٌ في غاية الخطورة».

وقال: صحيح أن الرئيس سلام صادق عندما يقول انه لم يسمع من أحد في لندن، عن التوطين. إنه أمر طبيعي ومنطقيّ، لانه لن يحدّثنا أحد عن توطين السوريين لا اليوم ولا في المستقبل.

واعطى قزي مثالاً على ذلك، وجود الفلسطينيين منذ العام 1942 لغاية اليوم، حيث لم يلفظ أحد كلمة توطين «رغم أن التوطين قائم منذ 74 عاماً».
لكنّ قزي لفت أيضا الى ان سوق العمل اللبنانية، قبل مؤتمر لندن وقبل مؤتمر برلين ونيويورك، وحتّى قبل الحرب السورية وتدفّق اللاجئين كانت مفتوحة أمام العمالة السورية في قطاعات عدة في حاجة إليها.

وفيما قال انه لا توجد إحصاءات عن عدد السوريين العاملين في لبنان لأسباب عدة، منها عدم وجود جهاز إداري في وزارة العمل قادر على القيام بهذا الإحصاء لأن غالبية السوريين يعملون من دون إجازة عمل، اشار قزي الى انه وفقا لطلبات إجازات العمل المقدمة الى الوزارة، فان عدد العمال السوريين لا يتعدى 5000 عامل، في حين ان التقديرات الدولية والاقليمية واللبنانية تشير الى وجود نحو 500 الف عامل سوري اليوم بشكل دائم في لبنان، من دون احتساب اجتياح النازحين لبعض القطاعات في مناطق لبنانية عدة خصوصاً في البقاع، عكار وبعض أقضية جبل لبنان والعاصمة.

واعلن ان الاجراء الذي قام به في وزارة العمل والذي يفرض على الشركات تقديم بيانات عن كامل موظفيها، قد أعطى ثماره وسيمكننا من مقارنة بيانات العام 2014-2015 ببيانات 2015-2016 «وقد تبيّن لأجهزة وزارة العمل ان نسبة الموظفين الاجانب تراجعت في مقابل ارتفاع نسبة الموظفين اللبنانيين»، مقدّراً النسبة بـ7 في المئة.

وحول تضرّر الاقتصاد المنتج من التعامل الصارم مع العمالة السورية، اعتبر قزي ان من واجب المصانع اللبنانية توظيف عمالة لبنانية «وعندما تتعثر فعلياً وجديّاً عن ولا تعثر على عمال لبنانيين، يمكنها اللجوء الى العمالة الاجنبية».

ولفت الى ان المشكلة في هذا الاطار، ان عددا كبيرا من ارباب العمل يستسهل الاستعانة باليد العاملة الاجنبية قبل البحث عن يد عاملة لبنانية، ويوظف العمالة السورية من دون إجازات عمل.

وكشف ان وزارة العمل تتشدد في اعطاء اجازات العمل لأن معظم المؤسسات تقدم طلبات إجازات عمل بوظائف مختلفة عن الوظائف الفعلية التي يمارسها العمال الاجانب، والدليل على ذلك، ما تمّ اكتشافه من تزوير في وظائف عمال البواخر التركية.