IMLebanon

سرطان الثدي لم يعد قاتلاً!

breast-cancer

 

كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”:

يسجّل لبنان 4000 حالة سرطان جديدة كلّ سنة عند الرجال و4000 حالة عند النساء، منها 1700 حالة سرطان ثدي. فبعدما كانت غالبية الحالات تأتي في مرحلة متقدّمة، أصبح حوالي 65 في المئة منها مبكراً بفعل حملات الكشف المبكر. وقد بيّنت دراسة من الجامعة الأميركية أنّ 90 في المئة من حالات الكشف المبكر يتمّ شفاؤها، وحتى من دون استئصالٍ كاملٍ للثدي.

بهدف نشر التوعية التي ترتكز على وجوب اللجوء الى الكشف المبكر للحدّ من الأضرار الناتجة عن سرطان الثدي، افتُتح في تاريخ 11 من الشهر الجاري المؤتمر السنوي الرابع لسرطان الثدي BBCC4، الذي ينظمه “مركز علاج سرطان الثدي” في “معهد نايف باسيل للسرطان” في الجامعة الأميركية في بيروت، برعاية وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، وبالتعاون مع النقابات والجمعيات العلمية والأهلية والتطوعية والناجيات من السرطان، بحضور عدد من الأطّباء المختصّين من لبنان وأوروبا وأميركا والشرق الأوسط.

يكمن الهدف من هذه الحملات التي تُنظّم سنوياً، دفع النساء بعد سنّ 40 لإجراء الفحص المبكر عن سرطان الثدي مرّة سنوياً، إلّا في حال وجود سوابق وراثيّة في العائلة.

التوعية أساسية

وفي حديث خاص للـ”الجمهورية” أوضح رئيس مؤتمر بيروت لسرطان الثدي، البروفيسور ناجي الصغير أنّ سبب تسمية المؤتمر “مؤتمر بيروت لسرطان الثدي” Beirut Breast Cancer Conference هو من أجل أن نعيد الى عواصم بلادنا الصفات الحضارية والأدبية والعلمية، ولكي يصبح حدثاً علميّاً دوليّاً يقدّم فيه الطب والعلاج والأبحاث”.

وأضاف أنّ البرنامج الذي يتمّ العمل وفقه هو علمي متنوّع ومتعدّد الاختصاصات يضمّ جلسات أبحاث دولية وذلك لتأمين أحدث طرق العلاج الكيميائي والهرموني والجراحي والشعاعي للمرضى في لبنان والدول العربية والعالم، بالاضافة الى الجوانب الاخرى لعلاج السرطان في لبنان مثل السياسة الصحية لاحتواء السرطان، الكشف المبكر، الأدوية الكيميائية والمضادة للهرمونات وتلك المخصّصة لتقوية المناعة ضدّ السرطان والجراحة السليمة، والجزئية للثدي بدل الاستئصال الكلي، وعلاجات لمنع معاودة المرض… وذلك بالتعاون مع الصيادلة، والممرضات والجمعيات الأهلية التطوّعية والناجيات من السرطان، وبالطبع بالتعاون مع وزارة الصحة، مؤكّداً أنّ “هذه الحملات خفّفت من نسب الأمراض المتقدّمة، لكن ما زال هناك حوالي 35 في المئة من الحالات المتقدّمة ما يعني أن لدينا بعد الكثير من العمل.

وأشار الى أنّ “التوعية أساسية للحدّ من الحالات المتقدّمة، ولكن يجب أيضاً أن تكون نوعية العلاج جيدة في كلّ لبنان وليس فقط في المستشفيات الجامعية، وهذا ما نعمل عليه مع وزارة الصحة لضبط نوعية آلات الأشعة والمختبرات وطريقة العلاج وبروتوكولات العلاج ولتطوير التجهيزات”.

الكشف المبكر ضروري، ويخفّف على المصابة أموراً عدّة، ويسجّل نسبَ شفاء عالية.

الكشف المجاني

ومن جهته، شرح الاختصاصي في أمراض الدم والأورام الدكتور جوزيف مقدسي أنّ “الكشف المبكر يقضي بإجراء صورة شعاعيّة في سنّ مبكرة يعيد قراءتها الطبيب المعالج، ونقوم بحملات توعية تمتدّ من شهر الى 3 أشهر في نهاية كلّ عام، حيث تكون الصورة مجانية في المستشفيات الحكومية، وبسعر منخفض حوالي 40 ألف ليرة لبنانية في المستشفيات الخاصة”، مشيراً الى أنّ “90 في المئة من الآلات الفاحصة في المستشفيات الحكومية أصبحت رقمية، وبالتالي تعطي نتائج جيدّة بصورة واضحة”، ومشدّداً على أنّ الهدف من هذه الحملات “زيادة نسب الشفاء التي تتخطّى 90 في المئة، وتخفيض الإعاقة والضرر الناتجين عن سرطان الثدي وتقليل كلفة العلاج على المريض”.

التصوير الشعاعي للثدي

وبدورها، أكّدت اختصاصية الأشعة في الجامعة الأميركية ورئيسة قسم وحدة تصوير الثدي، الدكتور غنى برجاوي أنّ التصوير الشعاعي للثدي mammographie هي الطريقة الأنسب والأدقّ للكشف، والوسائل الاخرى كالـMRI، هي وسائل إضافية لا يمكن حتّى الآن الاتكال على نتائجها، إلّا أنّ التطوّر يمكن أن يغيّر المعادلة من حيث التحديد والدقّة”.

وكان وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور لفت خلال المؤتمر إلى “دور وزارة الصحة في تأمين الدواء لمعالجة المصابين اللبنانيين بمرض السرطان مهما بلغت كلفته المادية، وأنّ عدد المصابين يتجاوز الـ8000 إصابة سنوياً، ما يُعدّ رقماً مخيفاً، إلّا أنّ الوزارة تشهد تقدّماً ملحوظاً في تقديم الخدمات للمرضى”.

كفاءات لبنانية عالية

كفاءة الجرّاحين اللبنانيين تعادل كفاءة الجراحين في الولايات المتحدة الأميركية، هذا ما أكّده الطبيب المتخصّص في جراحة الثدي في نيويورك الدكتورمحود تامر، الذي أوضح لـ“الجمهورية” أنّ “لبنان يشهد كفاءاتٍ عالية في المجال الطبّي، إن من خلال الجرّاحين أو المتخصّصين في العلاج الكيميائي والشعاعي، والعلاجات النفسية أو الممرضات والصيادلة، وحتّى الحملات التي تنادي بالكشف المبكر، ما يطمئن المريض على تلقّيه أفضل طرق العلاج”.

وأضاف: “يسجّل لبنان نسباً عالية من سرطان الثدي، ولأنّ المرأة ركيزة كلّ مجتمع وكلّ عائلة، يجب تعميم هذه الكفاءات على جميع الأراضي اللبنانية، وأن تتلقّى المريضة اللبنانية أينما وُجدت العلاج نفسه الذي تقدّمه المستشفيات الجامعية، ويمكن تحقيق هذا الموضوع ويبدو أنه يتمّ العمل عليه بالتنسيق مع وزارة الصحة”.

دور الممرضات والصيادلة

يلعب الصيادلة والممرضات، دوراً أساساً من أجل الحصول على أفضل الخدمات الصحية للمريض. وأشارت نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان الدكتور نهاد ضومط إلى “ضرورة تعاون الفريق الصحي لوضع أفضل خطة رعاية”، مشدّدةً على “دور الممرضات في تنسيق العناية ومواكبة المريض لـ 24 ساعة طوال أيام الاسبوع”، مشيرةً الى أنّ “وجود فريق تمريضي متعلّم بنسبة ممرضة لكلّ 5 مرضى، يؤدّي إلى خفض نسب الوفيات بمعدّل 10 في المئة، و15 في المئة من نسب المضاعفات، والى احتواءٍ للهدر داخل المستشفيات ما يوفّر على المراكز الصحية وعلى المريض، وهذا ما نعمل على تحقيقه حاليّاً”.

وبدورها، عبرّت مستشارة نقيب الصيادلة في لبنان الدكتورة أسمى صليبا أبي نصر عن “ضرورة إقرار وتثبيت وتفعيل قانون الصيدلي السريري، أيْ بوجود صيدلي في كلّ طابق من المستشفيات، لأنّ ذلك يخفّض الفاتورة الدوائية على المريض”، شارحةً أنّ “هدف الصيدلي خدمة المريض وليس بيع الدواء وتحسين جودة الحياة من خلال توجيه المريض، ونشر التوعية بالتعاون مع وزارة الصحة، وتذكير المرأة في عمر الـ40 سنة بضرورة اللجوء الى التصوير الشعاعي للثدي وتزويدها بالإرشادات اللازمة، والتواجد للإجابة على كلّ أسئلتها”.