IMLebanon

نديم الجميل: الوقفة اليوم خطوة في رحلة إحياء “ثورة الأرز”

nadim-gemayel

 

 

 

كتبت ربى منذر في صحيفة “الجمهورية”:

فيما ترقّب اللبنانيون كيفية احتفال «14 آذار» في ذكراها السنوية الـ11 في ظلّ النزاعات التي شهدتها هذا العام، والتي تفاقمت أخيراً من خلال الملف الرئاسي، ظهر حدثان منفصلان، الأول تجلّى في مؤتمرٍ صحافيٍ دعا إليه منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد اليوم عند الساعة 12 في مبنى الأمانة، والثاني تجمّعٌ دعا إليه النائب نديم الجميل عند الساعة 7 مساءً أمام نصب الرئيس الشهيد بشير الجميّل في ساحة ساسين.الجميل وفي حديثٍ خاص لـ«الجمهورية» أكد أنّ «إصرارنا على القيام بهذا التجمّع هو نتيجة حاجتنا اليوم لـ«ثورة الأرز» أكثر من أيّ وقتٍ مضى، فهذه الثورة التي بدأت مع مجموعة طالبية كانت تنادي بالحرية والسيادة والاستقلال وبديموقراطية فعلية، لم يتحقق أيٌّ من مطالبها فعلياً، فاليوم لأيّ سبب، أكان تنظيمياً أو سياسياً أو انتخابياً، حصل تشرذم ضمن الفريق المنظم لـ«14 آذار»، ولا يمكن لذلك منعنا من معاودة توحدنا والاستمرار بالمطالبة بحقوقنا».

ولفت الجميل الى «أننا عندما توحدنا في «14 آذار» 2005، استردّينا الاستقلال والسيادة واسترجعنا هوية لبنان كما نراها، رغم أننا لم نستطع الاستمرار بهذه الإنجازات مطوّلاً، لكننا اليوم بحاجة لاسترجاع هذه الثورة بغض النظر عن الأحزاب والموضوع التنظيمي والخلافات».

وعن عدم مشاركة أيٍّ من أطراف «14 آذار» الأخرى في هذا التجمّع ومحاولة إبعاد الطابع السياسي منها، أشار الجميل الى أنّ «التجمّع اليوم هو رمزي ووجداني تجاه شهدائنا والقضية التي استشهدوا من أجلها، وفضّلت أن تكون الوقفة في منطقتي، لأشدّد على أنّ شهداء الأشرفية الذين سقطوا منذ 40 سنة، استشهدوا للأسباب نفسها التي استشهد من أجلها شهداء «ثورة الأرز» في الـ2005 والـ2006»، متمنّياً «لو أنّ جميع النواب الذين ينتمون الى هذا الفريق دعوا الى تجمعات رمزية، كلٌّ في منطقته، أما أنا فلم أدعُ أحداً للمشاركة تفادياً لإحراجه، ولكنّ كلَّ مَن يحب أن يشارك في هذه الوقفة التي لا تمت للسياسة بصلة، فهو مرحّب به».

واعتبر الجميل أنّ «ثورة الأرز ما زالت موجودة في كلِّ واحد منا بغض النظر عن التحالفات والنزاعات، وطالما أنّ الاستقلال والسيادة والديموقراطية الحقيقية لم تتحقق، فذلك يعني أنّ «ثورة الأرز» لم تحقق إنجازاتها كافة، وطالما أنّ هناك سلاحاً غير شرعي على الأراضي اللبنانية وهو المتحكم بقواعد اللعبة والقرارات الأساسية والثانوية في الدولة، فذلك يبقي هذه الثورة مستمرة حتى نبني الدولة التي نطمح لها».

وعن مدى استمرار إيمان الناس بـ»14 آذار»، ردّ الجميل أنّ «اللبنانيين ما زالوا مؤمنين بـ»ثورة الأرز» تحديداً وليس بـ»14 آذار»، لأنّ هناك خيبة أمل في مكانٍ معيّن من طريقة التصرفات أخيراً، لكن لا يجب أن يفقدهم ذلك الأمل بقدرتهم على التغيير، أنا اليوم مؤمن أكثر من أيّ وقتٍ مضى بأنّ الثورة ما زالت حيّة داخلنا، وباستطاعتنا التغيير عبر اعتماد الشفافية والصراحة في قول الأمور، وعدم القبول بالتنازلات كتلك التي حصلت أخيراً لأنّ ذلك يعرّض صدقيتنا وثقة الشعب فينا للخطر».

وكشف الجميل أنّ «هذا التجمّع هو أوّل خطوة في رحلة إعادة إحياء «ثورة الأرز»، وأنا بصدد التحضير لمشاريع أخرى عدة في هذا الإطار».

ولم يُنكر الجميل أنه يعلم بأنّ هذا التجمّع لن يحشد أعداداً كتلك التي كانت تنزل الى الشارع في السابق، «فوقفتنا هنا رمزية، وهي موجهة لكلِّ شخص يؤمن بقِيَم هذا البلد التي نزل من أجلها عام 2005 والتي اعتبر أنها لم تتحقق خلال الـ11 عاماً التي مرت، سنتجمّع اليوم لنقول إنه صحيح أنّ ثمّة نكسات اعترضتنا، ولكننا مستمرّون»، متمنّياً على «كلِّ لبناني يشعر بأنه معنيّ وأنه يجب أن يكون لديه بلد مختلف ضمن قواعد مختلفة عن تلك المفروضة عليه حالياً بقوة السلاح، أن ينزل ويشارك معنا».

وعن المآخذ تجاه «14 آذار»، أكد الجميل «أنها كثيرة، ولكننا لسنا بصدد الحديث عنها اليوم، لا نريد الانتقاد وتوجيه أصابع الاتهام، بل هدفنا أن نؤكد أننا كشعبٍ ما تزال لدينا قضية وسنحافظ عليها».