IMLebanon

بنك بيبلوس: الثقة بالبنك المركزي والمصارف ترفع حجم التحويلات إلى لبنان

byblosbank
لفت رئيس قسم الأبحاث والدراسات الإقتصادية والمالية في بنك بيبلوس الدكتور نسيب غبرل إلى أن “الهجرة من أهم العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع حجم التحويلات إلى لبنان”، معتبراً أن “كل ما يُحكى عن أن تراجع سعر برميل النفط سيؤدي إلى تقليص معدل التحويلات هو مجرّد أقاويل”، موضحاً أن “أرقام مصرف لبنان حول تحويلات المغتربين التي تتناول الأشهر الستة الأولى من العام 2015، تبيّن ارتفاعها 4 في المئة”.

وقال غبريل في حديث لـ”المركزية”: حتى اليوم لا تراجع في التحويلات، وإذا حصل فلا يعود ذلك إلى هبوط سعر برميل النفط، ولا إلى التهويل بترحيل اللبنانيين من دول الخليج، فتقلّب معدلات التحويلات موضوع متشعّب ولا يعود إلى سبب وحيد. وقد يُسجَّل تراجع في التحويلات الآتية من نيجيريا بسبب شحّ العملة الأجنبية من جهة، وتراجع سعر صرف العملة النيجيرية من جهة أخرى، علماً أن نيجيريا مصدر مهماً للتحويلات.

وإذ رجّح إمكان تراجع التحويلات في العام 2016 بنسبة 10 في المئة من 7 مليارات و500 مليون دولار في 2015 ، أكد بقاء ما قيمته 6 مليارات و800 مليون دولار، أي ما يوازي 1400 دولار للمقيم اللبناني، “وهو رقم كبير” على حدّ تعبيره.

وعزا أسباب هذا التراجع إلى عوامل لا علاقة لها بسعر برميل النفط، “علماً أن المغتربين يتمركزون في بلدان ذات كلفة معيشية عالية، كالدوحة والرياض، ودبي، وأبو ظبي، ولاغوس، ولواندا، ونيويروك، وباريس، ولندن…إلخ،”، وأشار إلى أن الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض مجموع التحويلات، تكمن في:

– ارتفاع كلفة المعيشة محلياً، خصوصاً إذا ارتفع معدل إنفاق المغترب اللبناني لأسباب عدة منها شراء منزل، أو تأسيس عائلة، ما يعني أن حجم إنفاقه سيرتفع، إضافة إلى تسديد ضرائب مرتفعة جداً تصل إلى 30 و35 في المئة من مدخوله الخاص ولا سيما في بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأوستراليا، ما يؤدي تلقائياً إلى تقليص التحويلات التي يرسلها إلى لبنان.

لكنه كشف في المقابل، عن “عامل إيجابي يدفع بالتحويلات صعوداً، هو تثبيت سعر صرف الليرة في سوق القطع، وحجم الثقة بها وبمصرف لبنان والثقة بالمصارف التجارية اللبنانية”.

أما “العامل السلبي لبقاء التحويلات في هذا المستوى المرتفع”، فحدّده بـ”الهجرة المستمرة من لبنان والتي لم تتوقف بعد الحرب لأسباب اقتصادية ومعيشية”، مذكّراً بأن “معدلات الهجرة تراجعت ما بين الأعوام 2004 و2006 لكنها عادت وارتفعت اعتباراً من العام 2007، ولا تزال مستمرة”.

وأخيراً، دعا غبريل إلى “العمل على تفعيل التواصل مع الإغتراب اللبناني وتقويته”، وقال: لا تزال تنقصنا استراتيجية عملية ورؤية واضحة طويلة الأمد من أجل تقوية التواصل مع الإغتراب اللبناني وتوسيعه مع الجيل الأول، واستراتيجية توعوية للجيل الثاني من المغتربين والذي لا يعرف شيئاً عن لبنان.