IMLebanon

اقتناء سيارة كهربائية بأسعار ميسّرة .. حلم مشروع

teslamodel3
ريتشارد ووترز

محاولة تحقيق ذلك الحلم، اقتناء سيارة كهربائية ذلك، حلم استغرق عقدا من العمل من جانب إيلون ماسك، لكنه بلغ شوطا حاسما بقيادتها المسرح في ستديو تصميم محركات شركة تيسلا في لوس أنجلوس مساء يوم الخميس.

نظرا للجمهور الذي تم اختياره من مالكي سيارات تسلا المخلصين، والموظفين ووسائل الإعلام، كان من المضمون أن يكون حفل الاستقبال منتشيا. لكن بالنسبة لماسك، الذي تصدى لمصالح راسخة في قطاع صناعة السيارات، كانت لا تزال تلك لحظة يبرهن فيها على صحة نظرته.

كان بيل فورد، رئيس الشركة التي تحمل اسم عائلته، يتحدث حين كانت تسلا لا تزال في سنوات عمرها الأولى، حيث جادل بأن تعقيد سلسلة الإمدادات العالمية والمتطلبات التنظيمية الدولية جعلت من المستحيل إطلاق شركة صانعة جديدة للسيارات من الصفر. وكان هذا قبل حتى الأخذ بعين الاعتبار محاولة تسلا أن تكون رائدة في ابتكار تكنولوجيا جديدة كليا.

المؤشرات الأولى للطلب على سيارة تسلا الجديدة، الموديل 3، توحي بخلاف ذلك. أكثر من 115 ألف شخص قدموا طلبات قبلية للحصول على المركبة الجديدة يوم الخميس قبل حتى أن يزيل الرئيس التنفيذي لشركة تسلا الغلاف عن المركبة – وهو رقم واصل ارتفاعه عند حلول المساء. هذا الرقم تضاءل أمامه عدد المركبات التي سلمتها الشركة في العام الماضي، الذي بلغ 50658 مركبة – رغم أنها لا تزال لم توفر دليلا يذكر على ما إذا كانت تسلا ستكون قادرة على تحقيق هدفها في المبيعات السنوية ببيع نصف مليون مركبة بحلول عام 2020، ناهيك عن تحقيق أرباح بعد كل هذه المبيعات.

يتعين على الموديل 3 إما أن يحقق وإما يخفق في تحقيق رؤية ماسك المتعلقة بمستقبل صناعة السيارات. في عام 2006، أرسى صاحب المشاريع من جنوب إفريقيا، رئيس الشركة وكبير مستثمريها في ذلك الحين، ما سماه “الخطة الرئيسية” للشركة.

وكانت شركات صناعة السيارات الأخرى قد حاولت دائما التعويض عن التكلفة المرتفعة للبطاريات الكهربائية عن طريق خفض التكاليف الأخرى حتى العظم، حيث كانت تعول على زيادة الوعي البيئي لدى العملاء لبيع سيارات لم تحقق المطلوب في كثير من الجوانب. لكن كان لدى ماسك خطة مختلفة. وقد أخذت من قطاع صناعة الحاسوب، المكان الذي كان قد حقق فيه أول ثروة له. فقد بدأ بموديل Roadster، وهي مركبة رياضية ذات سعر مرتفع تستند إلى غطاء مركبة مصنوع من قبل لوتس، حيث عول على منحنى تكلفة التكنولوجيا الآخذة في التراجع من أجل تقديم مركبات شركته إلى السوق العامة.

في الممارسة العملية، انخفض المنحنى بشكل أقل انحدارا بكثير مما كان يأمل ماسك في الماضي. وعملت التأخيرات المطولة على تأخير إطلاق مركباته – الأحدث منها، موديل إكس، المركبة الرياضية التي تجمع بين أكثر من تصميم، قبل سنتين – وزادت من الوقت الذي احتاج إليته للوصول إلى هذه النقطة. كما بقيت الأسعار أيضا مرتفعة بشكل كبير: مقارنة بالمبلغ الذي كان يأمل أن يبيعها فيه وهو 45 ألف دولار، تباع الآن مركبته سيدان الفاخرة من الموديل إس بسعر أساسي يصل إلى 70 ألف دولار.

المرحلة النهائية يمكن أخيرا أن تكون في مرمى البصر.

قال فولفجانج هاجيليت، مالك شركة تسلا من روزنبيرج في ألمانيا والذي جاء بالطائرة إلى كاليفورنيا لحضور فعالية هذا الأسبوع: “أعتقد أنها ستكون السيارة المثالية للمدينة. حيث إنها السيارة التي ينتظرها الجميع. لقد فاقت السيارات الكهربائية الألمانية كثيرا”.

إن وصول سعر الموديل 3 من هذه المركبة إلى 35 ألف دولار- حيث إصبحت في نطاق أسعار السلسلة الثالثة نفسه من سيارات بي إم دبليو – استغرق إجراء بعض التغييرات الجذرية على الموديل إس. حيث إن هيكلها الخارجي مصنوع من الصلب، ما يجعلها أثقل وزنا ولكن أرخص ثمنا من الهياكل الخارجية المصنوعة من الألمنيوم لسيارات تسلا السابقة.

وتم أيضا اتخاذ قرارات تتعلق بالتصميم تهدف إلى جعل عملية تصنيع السيارة أسهل وأرخص ثمنا – وهو ما يختلف تماما عن الموديل إكس، الذي أصبحت أبوابه بشكل جناح الصقر مصدر إزعاج رئيسي أثناء عملية التصنيع.

قال دوج فيلد، رئيس قسم الهندسة في شركة تسلا: “يتم تصميم كل شيء في السيارة ليجري تجميعه بعد ذلك بكل سهولة. والأتمتة والروبوتات تشكل جزءا كبيرا فيها، بحيث يمكننا تصنيع كميات كبيرة جدا في مصنع صغير الحجم نسبيا”.

في الداخل، هنالك شعور بالتجريد الصارخ في الموديل 3 من هذه المركبات. بدلا من وجود لوحة أدوات أمام السائق، يوجد رف عار، منقسم أفقيا ليوجد متنفسا من الهواء. وعليه شاشة حجمها 15 بوصة – أصغر من شاشة الموديل إس التي هي بحجم 17 بوصة، لكنها لا تزال المركز الجذاب لأنظمة معلومات السيارة.

لإنتاج بطاريات كافية من أجل دعم طموحاته الكبيرة – ولخفض التكاليف أكثر – كان ماسك مضطرا أيضا لبناء مصنع البطاريات الضخم الخاص به، من خلال شراكته مع شركة باناسونيك. قالت تسلا إن الموديل 3 من شأنه أن يكون قادرا على قطع مسافة 215 ميلا بعد عملية شحن واحدة، رغم أن من المفترض أن التطورات الأخرى الإضافية قبل الإطلاق ستعمل تحسين ذلك.

على الرغم من وفورات التكاليف، لا تزال تسلا عازمة على تزويد سياراتها الجديدة الأخرى ببعض السمات الرئيسية التي ساعدت الموديل إس منها في الفوز بجوائز. سوف يكون لها تسارع كبير من الصفر إلى 60 خلال أقل من ست ثوان. قال ماسك: “في شركة تسلا، لا نقوم بتصنيع سيارات بطيئة”. كما أنها ستأتي أيضا وفيها جميع أجهزة الاستشعار وميزات السلامة اللازمة لجعلها مركبة مستقلة بحد ذاتها، وسيكون السائقون قادرين على استخدام شبكة الشواحن الرئيسية للشركة للحصول على كهرباء مجانية أثناء القيادة على الطرقات.

مع ذلك، لا يزال أمام ماسك بعض المجال لتحويل الحماس المبكر الذي اكتسبه بسبب حبه للظهور في مجال تصنيع الموديل 3 إلى مبيعات ضخمة وثابتة. ليس أقلها، أنه يجب عليه أن يبدي اهتماما أقوى بكثير بعملية التنفيذ من غيرها من إطلاقات تسلا إن كان يريد الإنجاز قبل الموعد النهائي المحدد في عام 2017. ولا يزال يجب عليه أيضا إقناع العملاء المحتملين، الذين بإمكانهم استرداد ودائعهم البالغة ألف دولار على طلبات قبلية للحصول على الموديل 3 في أي وقت، المتابعة والاستمرار في طلباتهم الثابتة عندما يحين الوقت.

قال إيرني بيتروسن، مالك سيارة تسلا من كولورادو كان قد دفع الدفعة الأولى للحصول على سيارتين جديدتين يوم الخميس – وهو الحد الأقصى الذي سمحت به تسلا – إنه لم يكن قد قرر بعد ما الذي سيفعله بالسيارتين. لكن، مثل كثيرين غيره، أخذ على حين غرة منه، اقتناعا منه بأن اللحظة المهمة في تاريخ صناعة السيارات أصبحت في متناول اليد – وأنه، في أسوأ الظروف، هنالك خطر ضئيل في أن يصل دوره مبكرا على قائمة الانتظار.

وقال: “إن كان هنالك الكثير من الطلبات حيث لن يتمكن الناس من الحصول على سياراتهم حتى عام 2020 أو نحو ذلك، سأكون قادرا على وضعها للبيع على موقع إي باي”.