IMLebanon

الرميلة مقسومة… والعين على “القوات”!

remayle

 

كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”:

الرميلة ولعانة. أهلها وشوارعها وحيطان الدعم وشرفات المنازل تشارك في الحملات الإنتخابية للائحتين اللتين تتنافسان على البلدية. ليس جديداً على آل الخوري وآل طنوس أن يتباريا على المجلس البلدي ويقسّما العائلات الأخرى بينهما. لكن الجديد أن يتمكّن الياس عطالله، ابن البلدة “على الورق”، من تحريض مسؤول القوات في الرميلة على خوض المعركة… من دون رضا معراب.

في الرميلة (قضاء الشوف)، بلدة الـ 1500 ناخب وبلدية الـ 12 عضواً، لا يحتاج العابر الى الاستفسار من أحد عن تفاصيل الإنتخابات البلدية. تكفي نظرة سريعة على اللافتات المزدحمة عند مدخل البلدة ليتضح المشهد.

المعركة محصورة بين لائحتين: “الحلم المستمر” التي يترأسها رئيس البلدية الحالي المحامي جورج الخوري و”الرميلة أجمل” التي يترأسها مداورة كل من وليد تابت وجورج طنوس. معظم العائلات متمثلة في اللائحتين، منها الخوري وتابت وطنوس ونمر وداغر وفارس وقزي وغطاس. جوهر التنافس تكشفه اللافتات التي تحولت إلى “جوقة ردادة”. لافتة تحمل صورة الخوري مذيلة بعبارة “يا جبل ما يهزك ريح”. تقابلها لافتة لمنافسيه تقول: “الجبل الذي لا تهزه الريح بصوت منك بيزيح”. في زاوية أخرى، ارتفعت لافتة تقول: “ريس ابن ريس إلى الأبد” في إشارة إلى الخوري ووالده رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق طانيوس الخوري. اللافتة المقابلة لم تتأخر في الرد: “عندما تجلس على الكرسي عليك أن تعلم أنها ملك للناس”. الخوري يطل من كل حدب ضاحكاً بثقة يقول: “لتبقى وتستمر فكّر صح وانتخب الحلم المستمر” و”الثالثة ثابتة” في إشارة إلى أنها الولاية الثالثة على التوالي التي يترشح فيها للرئاسة. لكن “الرميلة أجمل” بالمرصاد: “يافطة مرفوعة تحمل صورة شخص ويافطة تحمل صورة الرميلة. لك أن تختار”، إلى جانب صورة عامة ضخمة لشواطئ البلدة حتى حدود نهر الأولي، مذيلة بعبارة :”شواطئنا رح تصير اجمل”.

رجحت المصادر أن يدعم القواتيون الخوري بسبب خدماته وتوظيفاته المستمرة لهم مع ذلك، فإن مئات اللافتات والحملات المتبادلة على الفايسبوك لا تقول كل شيء، لا سيما عن دور ابن البلدة غير المقيم النائب السابق عن طرابلس الياس عطا الله. المنازلة بين طنوس والخوري، أكبر العائلات، على رئاسة المجلس البلدي معتادة. في دورة 1998، فاز المرشح الحالي جورج طنوس. وفي 2004 خسرت لائحة عمه بشارة طنوس أمام لائحة الخوري بفارق 500 صوت. في 2010، خسرت لائحة جورج طنوس أمام لائحة الخوري نفسه بفارق 380 صوتاً. عطا الله دعم لائحة طنوس في 2004 بنحو 200 صوت كان يمون عليهم عندما كان في عزه أيام انطلاق اليسار الديموقراطي. لكن هؤلاء لم يكونوا من حركته التي لم تستقطب أي منتسب في مسقط رأسه، بل من القوات اللبنانية، الحزب الأكثر شعبية في بوابة الأولي. لهذا لم يتدخل عطا الله في انتخابات 2010. إلا أن أولاد شقيقيه، الطبيبين جان وبيار عطا الله، المقيمين في البلدة قررا المشاركة. عبر عمهما، أقنعا مسؤول القوات وليد تابت بالترشح ضد الخوري على أن يضمنا له أصوات العائلة (حوالي 70 صوتاً) وأصوات القواتيين (حوالي 450 من بينهم 120 منتسباً). اقتنع تابت باقتسام اللائحة مع طنوس. لكن معراب لم تقتنع. وجه رئيس حزب القوات سمير جعجع تعميماً إلى المنتسبين (لا سيما تابت) يمنعهم من التدخل في انتخابات الرميلة من دون إذن القيادة. لم يمتثل تابت، ما أدى إلى فصله من منصبه واستبداله بغسان قرداحي.

لا أثر للتحالف المسيحي هنا. في الرميلة لا يوجد أكثر من ثلاثة منتسبين للتيار الوطني الحر. مؤيدون للطرفين توزعوا على اللائحتين. فادي داغر، مسؤول التيار الوطني الحر السابق في البلدة، مرشح في لائحة طنوس. مصادر مواكبة لانتخابات الرميلة، أشارت إلى أن القوات وقفت على الحياد بين اللائحتين، تاركة الخيار لمناصريها. لائحة طنوس زارت العماد ميشال عون ثم نائب القوات عن الشوف جورج عدوان. الرجلان وقفا أيضاً على الحياد في المعركة العائلية. لكن المصادر رجحت أن يدعم القواتيون الخوري بسبب خدماته وتوظيفاته المستمرة لهم.

المعركة أيضاً تنموية. ساسين فارس عضو “الرميلة أجمل” اعتبر أن صلب معركة اللائحة “مواجهة احتكار السلطة”، داعياً الخوري إلى القبول بتداولها بعد 12 عاماً من التربع على الكرسي. يأخذ على الأخير رفعه نسبة الإستثمار في أراض زراعية في مشاعات البلدة سمحت لـ”الغرباء” بتشييد مجمعات سكنية. أبرز بند في البرنامج الإنتخابي، تأهيل الشواطئ العامة في البلدة التي تحتلها المسابح والمنتجعات الخاصة التي تمنع الأهالي من الوصول إلى بحرهم بسهولة. تهمة الخوري أنه سمح بتمادي المستثمرين بالإستفادة وحدهم من دون أن تستفيد البلدة من أرباحهم.

الخوري الحاضر بالصورة أينما كان ليس موجوداً شخصياً دوماً. يحضر لأيام عدة أسبوعياً لأنه يقيم في الذوق. رئيس الماكينة الإنتخابية للائحة الخوري، ابن البلدة زين كليب، يبرر بأن رفع نسبة الإستثمار حدد إمكانية البناء بتشييد فيلات وليس مبان شعبية “ما يقلل عدد الغرباء الذين يقيمون فيها، ويحافظ على الشكل الجمالي”. والمقصود هنا العقار بمساحة 300 الف متر مربع الذي اشتراه الرئيس فؤاد السنيورة وشريكه محمد زيدان. أما عن حرمان الأهالي من شواطئهم، فأشار كليب إلى أن البلدية لا تملك الصلاحية بفرض حق المرور على أصحاب الأملاك المحاذية للشاطئ، بل هي “شغلة الدولة”.