IMLebanon

فرنسا ليست مقتنعة بطرح انتخاب رئيس لسنتين

Beshra-raii-francois-hollande

تركزت محادثات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع البطريرك الماروني والرئيس سعد الحريري، على ثلاثة محاور اساسية تعوق اجراء انتخاب رئيس للجمهورية.

واشارت مصادر ديبلوماسية لصحيفة “النهار” إلى ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كان عرض على الرئيس هولاند خلال الخلوتين في بيروت وباريس في الأسابيع الماضية عدداً من الاقتراحات لحل ازمة الشغور الرئاسي. ومنها انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين يتم خلالها حوار لبناني يؤسس لوضع قانون عصري للانتخابات النيابية وتعزيز مركز رئاسة الجمهورية من خلال تعديل الثغر في اتفاق الطائف. وتمنى البطريرك الراعي على الرئيس الفرنسي إقناع الرئيس سعد الحريري بهذا الطرح الذي يؤمن انتخاب العماد ميشال عون لمدة انتقالية ويحل مشكلة رفضه اي مرشح رئاسي غيره وتأييد “حزب الله” لهذا الطرح الذي يعطيه ذريعة لتعطيل هذه الانتخابات منذ سنتين.

وعرض الرئيس هولاند الطرح على الرئيس الحريري الذي لم يؤيده زعيم تيار “المستقبل” الذي كرر في باحة الاليزيه ان مرشحه هو النائب سليمان فرنجيه، كما ان باريس غير مقتنعة بهذا الطرح لأسباب عدة : اولا ان تقصير مدة الرئاسة هو انتقاص اضافي من مركز الرئاسة ودورها بعد تهميش موقعها، وذلك يحتاج الى تعديل دستوري غير متوافر حاليا وغير مرغوب فيه مسيحيا ، وأخيرا لا تريد باريس ان تتهم بأنها من خلال هذا الطرح تدعم ترشيح العماد عون للرئاسة. وهي من هذا المنطلق لا تريد التدخل في الأسماء وزج ديبلوماسيتها في أي صراعات داخلية لبنانية بل المساعدة وتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لان مخاوفها تتصاعد على الأمن والاستقرار الداخلي بعد تصاعد الصراع في سوريا وعدم ظهور بوادر قد تؤدي الى حل قريب من جراء الحرب الباردة بين الدول الغربية وروسيا.

اما الطرح الثاني الذي تم تداوله فهو الانتخابات النيابية وضرورة اجرائها بعد تعذر امكان التمديد لمجلس النواب لفترة إضافية نتيجة نجاح الانتخابات البلدية. كما تم البحث في طرح اجراء هذه الانتخابات قبل انتخاب رئيس للجمهورية. واعرب الطرفان عن مخاوفهما من حصول فراغ تام في السلطة في حال عدم التوافق بعد هذه الانتخابات على شخص الرئيس. فالمشكلة هي في التوافق على قانون جديد للانتخاب وليس في اجراء الانتخابات النيابية. والسؤال المطروح هو: ما فائدة حصول الانتخابات الرئاسية بعد الانتخابات النيابية وما هي “القطبة المخفية” من وراء هذا الطرح ، وخصوصاً ان الاطراف اللبنانيين جميعهم مقتنعون بأن الرئيس يجب ان يكون توافقيا وان حصول الانتخابات وفق قانون الستين لن يعدل كثيراً صورة المجلس، وان رفض فريق ترشيح عون لن تغيره انتخابات نيابية ، وان الصراع الايراني – السعودي لن ينتهي بعد اجراء هذه الانتخابات ، كما ان “حزب الله” وايران لن يعدلا موقفهما من عدم انتخاب رئيس بعد تجديد المجلس النيابي. لذا يبدو ان باريس غير مقتنعة باقتراح أولوية الانتخابات النيابية لأن الاجماع عليه غير متوافر حاليا ولأنه في نظرها لا يسهل سد الفراغ الرئاسي.

اما الطرح الثالث الذي قدمه الرئيس هولاند خلال زيارته الاخيرة للبنان فهو عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية سيتم تحديد شكله وصيغته بعد لقاءات وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت في 27 أيار الجاري في بيروت مع جميع اللاعبين السياسيين من جهة ومشاوراته المرتقبة مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال الأسابيع المقبلة في باريس. وتشدد فرنسا مع حلفائها على عقده في باريس لإعطائه الطابع الدولي السياسي لتسهيل حل الازمتين الرئاسية والدستورية اللبنانية بهدف المحافظة على الأمن والاستقرار والسلام في لبنان. فيما تطالب الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني بعقده في بروكسيل لتوسيع المشاركة الى جميع الدول الاوروبية التي يمكنها المساهمة في مساعدة لبنان اقتصاديا ايضا لمواجهة توافد اللاجئين السوريين اليه.