IMLebanon

كاغ: استقرار لبنان لافت للانتباه!

sigrid-kag

نوّهت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية معتبرة بأنها “شكّلت علامة ثقة بلبنان وبالأجهزة الأمنية وبوزارة الداخلية”.

واعلنت في حديث لصحيفة “السفير” ان الأمم المتّحدة” تلعب دورا متواضعا كونها تقدّم مساعدة تقنية في هذا المجال”، مؤكدة بأنّ الفضل في إجراء هذه الانتخابات بطريقة منظمة “يعود أولا للبنانيين، وهو يعكس حياة ديموقراطية”، وأملت أن يتيح هذا المناخ “تحفيز النقاشات والتحضيرات للانتخابات البرلمانية في العام القادم أو قبله”، وشددت على أهميّة ملء الشغور الرئاسي الذي أكمل هذا الأسبوع عامه الثاني.

واضافت أن “الانتخابات البرلمانية مهمّة جدّا، كذلك الاتفاقات السياسية الأخرى التي تتيح عمل البلد”. مستطردة: “نحن دوما ننوه بقيادة الرئيس تمام سلام للحكومة وقدرته على جعل الأمور تتحرّك باستمرار”.

الى ذلك، اعربت كاغ عن قلق الأمم المتحدة من تآكل دور مؤسسات الدولة على المستويات كافّة، وتلمس أن القلق يسود جميع اللبنانيين: “نريد أن يكون لبنان أيضا حاضرا دوليا وأن يتكلّم بصوت واحد في الاستحقاقات الدقيقة، لذا من المهمّ أن يكون للبنان رئيس”.

واعتبرت ان “جميع النّقاشات حول لبنان تكون دوما ضمن المحيط الإقليمي، وتحديدا حول تأثير الأزمة السورية وكيفية انعكاسها على لبنان”.

واضافت: “خارجيا، عندما يتمّ النظر الى الأولويات الجيوبوليتيكية، تبقى سوريا في المقدّمة وكذلك اليمن، أما لبنان فإنه ينظر إليه بأنه في مكان أفضل نسبيا، ولذا أركز في كلامي دوما على ألا يتمّ نسيان لبنان والى النظر الى تعقيد التحديات التي يواجهها، وأشدد دوما على ثلاث ركائز رئيسية تعمل عليها الأمم المتحدة: السلام والأمن والاستقرار وعدد من العناصر منها الرئاسة الى ملفات مترابطة، والركيزة الثالثة هي ترسيخ الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي المتعلّق بالمساعدة الإنسانية والتنموية، لمساعدة لبنان على تخطي هذه المرحلة الانتقالية”.

وردا على سؤال تشير كاغ إلى أن “للروس اهتمامات معنية وكذلك واشنطن، لكن القاسم المشترك هو كيفية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره”.

وعن الرسائل التي حملتها في زيارتها للسعودية وإيران، تجيب: “إنها تتعلق دوما بأن لبنان ممكن أن يكون واحة سلام ترفع الثقة بالمنطقة، وبالتالي تجب حمايته من التوترات الإقليمية وتلك القائمة أيضا بين الدولتين (السعودية وايران)، وأنه يجب بذل كل الجهود وكل الدّعم من أجل إيجاد حلّ في لبنان، لكنّ الحلّ ينبغي أن يكون دوما لبنانيا”.

بالنسبة للوضع الأمني في لبنان، تقول كاغ: “أود التعبير أولا عن تقديري الشديد واحترامي للجيش اللبناني ولجميع الأجهزة الأمنيّة، وأعتقد أنه من المثير للملاحظة أن لبنان تمكن من تجنّب أسوأ الحوادث (باستثناء الانفجار الإرهابي الرهيب في برج البراجنة)، لكنّنا ندرك بالطبع أن ثمة معدّلا معينا من التوقيفات اليومية أو محاولات مجهضة يقوم بها أفراد. أما المؤشرات فتقول بأننا لا نعيش في سويسرا. وبالتالي، نظرا الى التحديات في الجوار الخطر (سوريا) الذي نعيش فيه فإن استقرار لبنان لافت للانتباه. لكن ما يحتاجه لبنان ايضا هو توطيد مؤسساته وزيادة الاستثمارات وقلب المؤشرات السلبية وهو أمر مهمّ جدّا بسبب كل هذا التأثير السلبي على الأمن”.

واشارت كاغ الى أن “البطالة والتهميش واستبعاد بعض الأشخاص من المجتمع هي خطر قد يؤدي في بعض الحالات الى التطرّف والى استغلال بعض المجموعات لهؤلاء الأشخاص بغية تجنيدهم. وبالتالي لا يمكن الإجابة عن الوضع الأمني بنعم أو لا، فالوضع ليس أسود أو أبيض وأعتقد أن ما نحتاجه هو حذر دائم وإيجاد حلول”.

و عن كيفية تعامل الأمم المتّحدة مع كلام الأمين العام لـ “حزب الله” السيّد حسن نصرالله الأخير الذي قال فيه إنّه “إذا امتدّت يد الاسرائيليين الى أيّ مجاهد من مجاهدينا سيكون ردّنا مباشرا وخارج مزارع شبعا”، اعتبرت كاغ: “ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها استخدام عبارات تهديد مماثلة، فلقد استخدم السيد نصرالله لغة مشابهة سابقا في 16 شباط الفائت، ويومها أدان الأمين العام للأمم المتحدة هذا الكلام، وكان ذلك عندما تمّ التهديد باستهداف إسرائيليين مدنيين من قبل صواريخ “حزب الله”. إن الأمين العام للأمم المتحدة يحثّ ويطلب في كل تقاريره المتعلقة بالقرار 1701 جميع الأفرقاء على الامتناع عن استخدام أية مفردات وتعابير تؤجج التوتّرات مباشرة أو غير مباشرة لأنها تسبب خطرا على الاستقرار عند الخطّ الأزرق، وهي تؤدي أيضا الى تصعيد محتمل قد يؤدي بدوره الى نزاع”. واضافت: “ثمة نقاشات دائمة مع حزب الله، وأنا على تواصل مع عدد من المسؤولين في “حزب الله” وسأثير هذا الامر بالتأكيد، علما بأنني أتحدث به دوما في إحاطتي الدورية أمام مجلس الأمن الدولي”.