IMLebanon

باسيل في منتدى أوسلو: لا نعيش في منطقة مضطربة بل منكوبة

001144777

 

 

 

 

رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل “أننا لا نعيش في منطقة مضطربة، بل في منطقة منكوبة”، لافتا الى “أننا لا نعيش في لبنان مستقر، علما أننا نأمل ذلك”.

وقال في مداخلة له في جلسة عقدت في اليوم الثاني لـ”منتدى أوسلو”، شارك فيها نائب الامين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان والمنسقة الخاصة للامين العام في لبنان سيغريد كاغ والوزير السابق غسان سلامة، إضافة الى مسؤولين دوليين وممثلين عن المجتمع المدني اللبناني: “إن الشرق الأوسط هو المنطقة التي هي ضحية للعديد من التهديدات التي تتغذى من بعضها البعض”.

وسأل باسيل: “كيف يمكن للبنان الممزق التقدم في هذه المياه المضطربة؟ ما هو سر صمود هذه البلاد والقدرة الكبيرة لشعبه على التحمل؟”

وقال: “نحن نعيش اليوم حالة من الاستقرار الوهمي، وينبغي أن نجعله حقيقيا. إن لبنان هو من أقدم الديموقراطيات في المنطقة، وشعبنا يتمتع بكل أنواع الحريات، وقد ترجمت ديموقراطيتنا من خلال التناوب السياسي الذي يقرره الاختيار الحر لشعبنا، وأنتج نظام احترام سيادة القانون والاستفادة من الحكم الرشيد عام 1960. نلاحظ، يا للاسف، أن الأنظمة في المنطقة تحولت الى ديموقراطيات زائفة بفعل حكام أو ديكتاتوريين أتي بهم الى الحكم من قبل أطراف خارجية وتم تثبيتهم بطريقة كاذبة في مواقعهم تحت غطاء تلك الديموقراطيات. ما هو ممنوع عندنا بسبب الداعشية السياسية التي نواجه، هو أن يكون لنا قادة ورئيس منتخب من شعبه ويمثله أحسن تمثيل. هذا هو النموذج الصائب والقوي لأنظمة ودول، يمكن أن يحتذى في المنطقة”.

ولفت باسيل الى أن “الفساد مرض ضرب لبنان ومعظم الدول في المنطقة، مما يؤدي الى الإحباط والفقر، وبالتالي الغضب، فالعنف”.

وقال: “إن الحفاظ على استقرار لبنان ليس فقط من واجب المجتمع الدولي، فحماية هذا النموذج الفريد من المساواة والتعايش في العالم، يمثل أداة لمكافحة الإرهاب ودحره. فعدو الارهاب هو الاستقرار، فداعش بحاجة الى الفوضى كي تستطيع دخول دولة او مجتمع ما.”

ووصف باسيل لبنان بـ”الترياق ضد داعش من خلال خصائصه التاريخية والتعددية”، وقال: “لقد نجح لبنان في أن يكون نموذجا للمرونة من خلال تحمل الصدمات الوحشية التي عززت عزمنا. وحيث أننا فشلنا في بناء العلمانية، نحاول تخفيف الجوانب السيئة للطائفية. وأيضا من خلال الايدولوجية الحرة غير المرتبطة بأنظمة الدولة السياسية الجامدة، إضافة الى الفردية الناجحة التي تعوض فشل المؤسسات لدينا، مما سمح لنا بالبقاء على قيد الحياة في الأوقات الصعبة”.

وأشار الى أنه “لطالما اعتمد النظام عندنا على البراغماتية وتقاسم السلطة، ونحن تجنبنا دائما أن نكون راضخين لأيديولوجية. وكان لبنان قادرا على تطوير نموذج تعددي قائم على المساواة في التنوع. إذا الاحترام الواجب، ونظام تقاسم السلطة فريد من نوعه بين المسيحيين والمسلمين في الإدارة والحكم هو الضامن لاستقرارنا. وحتى لو كان نموذج الحكم هذا متجذرا بعمق في أرضنا، فإنه لا يزال يتطلب رعاية خارجية وبركة. على ما يبدو، إن القوى الكبرى والإقليمية هي في الوقت الحاضر على اقتناع بأن لبنان يجب أن يبقى معزولا إلى حد معين عن حرائق كبيرة في الشرق الأوسط، ويجب أن يبقى بلد التسامح والتعايش”.

وشدد باسيل في مداخلته على أن “لبنان مهدد وجوديا، والعلامات بدأت بالظهور. إن التحديات كبيرة، وأصبحت بالنسبة الينا مسألة حياة، فنحن نواجه خطرين كبيرين كلاهما يهدد استقرارنا، الاول هو الإرهاب والثاني النزوح السوري الكثيف. وهذان الخطران يسيران يدا بيد مع بعضهما، ويتغذيان من بعضهما. إن المنظمات الإرهابية تهاجم نموذجنا التعددي، ونحن ندعو كل أصدقائنا والحلفاء الى دعم قواتنا المسلحة. كما أن نسبة النازحين على أرضنا هي الأعلى كثافة، ويعتبر هذا الأمر سابقة في التاريخ الحديث وأمر لا يمكن لبلد لديه مقدرات شحيحة أن يتحمله. نحن نطلب من الشركاء الدوليين اتخاذ الاجراءات لوضع حد لهذه الازمة ولتخفيف وقعها على لبنان من خلال تشجيعهم على العودة الآمنة الى بلادهم عندما تسمح الظروف بذلك”.

وأكد موقف لبنان “الرافض للتوطين الذي يمنعه الدستور اللبناني”، وقال: “في المقابل، إن الدول التي تقدم فرص إعادة التوطين للنازحين، وصلت الى مرحلة لم تعد تستوعب المزيد، لذلك الحل الأوحد على المدى البعيد يكون بعودة هؤلاء الى سوريا”.

وختم: “إذا لم يكن الشعب اللبناني يستطيع محاربة الارهاب، غلن يستطيع أحد فعل ذلك. وإذا لم يستطع المجتمع اللبناني استيعاب أزمة الهجرة، فلن يستطيع أحد ذلك. وإذا لم يستطع النموذج اللبناني تخطي هذين التحديين فلن يكون في إمكان أي دولة فعل ذلك، وبالتالي لن يكون أحد آمنا على الارض”.