IMLebanon

جهود مستقبلية ـ قواتية لترميم الجسور

samir-geagea-and-saad-al-hariri

يبذل “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية”، النواة الصلبة لفريق 14 آذار السياسي منذ العام 2005، جهودا استثنائية لمحاولة اعادة العلاقات بينهما الى سابق عهدها بعد أن ابتعدا عند المفترق “الرئاسي”، لتكرّ سبحة المواجهات المباشرة وغير المباشرة بينهما وكان آخر فصولها في الانتخابات البلدية. وينطلق الطرفان في مساعيهما لترميم الجسور التي تصدعت بينهما من قاعدة واضحة تقول بوضع الملف الرئاسي جانبا والتركيز على الثوابت السياسية الاستراتيجية التي تجمعهما والتي تتقدم الاعتبارات الآنية والتكتية.

فبعد أن وضعت المعارك الانتخابية البلدية أوزارها، عادت الحركة ولو بخجل الى خط معراب ـ بيت الوسط في دينامية هدفها التأسيس لمرحلة جديدة يطوى فيها التباعد بين الحزبين لصالح إنعاش نقاط القوة – جوهر تحالفهما. وعليه، حمل رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي الاثنين الماضي رسالة من رئيس الحزب سمير جعجع الى الرئيس سعد حريري قوبلت بايجابية وارتياح في بيت الوسط، وفق ما تفيد مصادر مقربة من الحزبين. وتقول أوساط بيت الوسط لـ”المركزية” ان اللقاء الذي كان مهّد لعقده مستشارا الحريري النائب السابق غطاس الخوري وهاني حمود، كان جيدا جدا وأفضل بأشواط من لقاءات سابقة، مشددة في المقابل على ضرورة استمرار التواصل بين الطرفين والعمل للقاء يجمع الحريري وجعجع شخصيا بما يبني العلاقة الجديدة على أسس “صلبة”… وتشير الاوساط الى ان الحزبين اتفقا على تحييد الملف الرئاسي لدفع جهود اعادة الدفء الى علاقتهما قدما، ذلك أن مباحثات اجتماع بيت الوسط الاخير أكدت تمسّك كل منهما بخياراته. فموفد “القوات” أكد بقاء جعجع في جبهة داعمي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، لا سيما وأن انسحابه من هذه الجبهة ستكون له ارتدادات سلبية على حزبه في الشارع المسيحي، في حين أعلن الحريري مضيه في دعم ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية حتى النهاية، الا اذا قرر الاخير الانسحاب لصالح عون، وقد نفى رئيس المستقبل ان يكون في وارد الانتقال الى ضفة مؤيدي العماد عون كما يروّج بعض المقربين من فريق 8 آذار، لأنه ملتزم بدعم ترشيح فرنجية.

ورغم التباعد في مقاربة الملف، سُجّل اتفاق مستقبلي – قواتي على نقطة أن أيا كان الفائز بين مرشحيهما، فإنه سيصل الى بعبدا متشرّبا بعض مبادئ 14 آذار السيادية بناء على تفاهم معراب وعلى لقاء باريس وما تبعه، الامر الذي سيصب في صالح خط الحزبين السياسي المشترك العريض.

وسط هذه الاجواء، تقول أوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” إن تخلي الحريري أو جعجع عن التزماتهما الرئاسية بات صعبا، والرجلان أصبحا أسيري خياراتهما، غير انها تشير الى ان مبادرتيهما برأت 14 آذار من مسؤولية الشغور وعرّت أكثر معطلي الاستحقاق. وأكدت الاوساط أن الانتخاب لا يحصل اليوم لأن ايران تعتبر الرئاسة اللبنانية ورقة ثمينة لن تتنازل عنها الا مقابل دور لها في المنطقة، وما رفض حزب الله حضور جلسات الانتخاب الا اذا ضمنت وصول العماد عون الى بعبدا، سوى انعكاس لقرار طهران. وتضيف “عندما تدق ساعة الحل الرئاسي، فان الخيار الاكثر ترجيحا هو لانتخاب رئيس توافقي من خارج نادي الاقطاب الموارنة الاربعة”.