IMLebanon

اتفاق داريا يسلك دربه ورهان أممي على لقاء جنيف

daraya

 

 

بينما كانت محادثات وزيري خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في شان الوضع السوري ومحاولة استئناف محادثات السلام تقلع في فندق فخم على ضفاف بحيرة ليمان في جنيف، كان الميدان السوري يشهد تطورا نوعيا هو الاول منذ اندلاع الحرب الدموية تمثل باتفاق بين النظام السوري والمعارضة لخروج مقاتلي المعارضة من داريا إلى إدلب في عملية تمتد على اربعة ايام ستكون بموجبه المدينة الواقعة جنوب دمشق خالية من المسلحين وعائلاتهم الذين بدأت سيارات الهلال الاحمر السوري اليوم نقلهم من دوار الباسل جنوب دمشق حيث خرجوا وعائلاتهم بموجب بنود الاتفاق في اتجاه مركزي إيواء في عدرا ودمشق وسط قلق اممي عبّر عنه الموفد الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا الذي أسف لعدم رفع الحصار عن داريا منذ تشرين الثاني 2016 على رغم النداءات المتكررة.

ويأتي اجتماع جنيف ايضا الذي انضم اليه دي ميستورا مراهناً على تأثيره الاكيد على المبادرات السياسية للأمم المتحدة من اجل اعادة اطلاق العملية السياسية في سوريا، في وقت يسلك النزاع السوري دربا معقدة يصعب التكهن بنتائجها مع التدخل العسكري التركي في شمال سوريا بموافقة روسية- سورية- ايرانية- اميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد، وفي ظل تعاون اميركي- روسي في مسألة تحقيق الامم المتحدة الذي خلص في تقرير الى ان النظام السوري شن هجومين كيميائيين في سوريا عامي 2014 و2015، على ان يناقشه مجلس الامن الدولي الثلاثاء. وقد اتهم التقرير ايضا تنظيم “داعش” باستخدام غاز الخردل كسلاح حرب، علما ان عددا من الدول الاعضاء وابرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تدفع في اتجاه اتخاذ المجلس اجراءات في حق المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، من خلال فرض عقوبات عليهم او احالة الملف الى المحكمة الجنائية الدولية.

وتقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان التقرير الكيميائي قد يشكل احد المخارج للخلاف الاساسي في مشروع التسوية للازمة السورية حول مصير الرئيس بشار الاسد الذي ما زالت روسيا تدافع عن نظامه، وتعتبر ان لا دليل رسميا الى تورطه على رغم موافقتها على تشكيل لجنة تحقيق، ذلك ان اي ادانة له من شأنها ان تذلل عقبة اساسية من طريق التسوية، خصوصا بعدما ليّنت بعض الدول المعنية بالازمة موقفها ولا سيما تركيا التي انتقلت الى ضفة القابلين باستمراره في المرحلة الانتقالية وليس في مستقبل سوريا، بما يعبّد الطريق امام مشروع التسوية المتضمن ثلاثة بنود رئيسية :تشكيل حكومة انتقالية، وضع دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات باشراف دولي يشارك فيها السوريون الموجودون في الخارج.

وتعزز هذه الفرضية ايضا بحسب المصادر، الرغبة الروسية في عدم الانغماس اكثر في الرمال السورية المتحركة التي تسببت لها بخسائر تفوق حجم الايجابيات التي حصدتها ،خصوصا ان دخولها الى الميدان السوري لم يكن لنصرة فريق على آخر، بل لمنع انهيار النظام وتثبيت خطوط التماس بين اطراف النزاع تحضيرا لمحادثات جنيف، بدليل انها قطعت الطريق مرات كثيرة عن محاولة النظام وحلفائه من الحرس الثوري الايراني وحزب الله الافادة من وجودها العسكري لتوسيع سيطرتهم على المناطق، من خلال احجامها عن استخدام الطيران وغض الطرف عن استهداف طائرات اميركية مروحية سورية في الايام الاخيرة.