IMLebanon

هذا ما يُحضَّر في معراب…”كل ما دقّ الخطر”

samir-geagea

 

كتبت ربى منذر في صحيفة “الجمهورية”:

إختلفت على مدار السنوات الطريقة التي اعتمدها حزب «القوات اللبنانية» للاحتفال بقداس شهدائه، فبين احتفالاتٍ شعبية وأخرى خاصة، تغيّر الشكل ليبقى المضمون نفسه: الصلاة لمَن استشهد ليبقى الوطن.للسنة الخامسة على التوالي ستكون باحة معراب المنصة التي سينطلق منها القداس، فـ«القوات» لن تفسح المجال أمام أحد للنيل منها عبر الإغتيالات، وبعدما أحيت القداس في احتفالاتٍ شعبية لـ6 مرات بعد العام 2005، تعتبر أنها لم تعد بحاجة اليوم إلى تأكيد شعبيتها.

تحت شعار «كل ما دق الخطر…» تقيم «القوات» قداس شهدائها هذا العام برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. ويعتبر أهالي الشهداء أنه «فيما استشهد كثيرون ليحيا لبنان، بقيت «القوات» وَفيّة لذكرى شهدائها الذين فدوا بحياتهم وطناً أحبوه، إيماناً منهم بأنه «لا يضيع حق وراءه مطالب»، فهذا الحزب الذي لم ينسَ شهداءه حتى أيام الاحتلال السوري، يوم كانت الصلاة على أنفسهم «خطيئة»، كيف له أن ينساهم اليوم، في وقت تُعتبر فيه الصلاة حاجة ماسّة ليجنّب الله لبنان مزيداً من الشهداء، وليرِح أرواح الذين قدّموا أنفسهم ذبيحة للوطن، أياً كان الحزب الذي انتموا إليه، طالما أنّ هدف شهادتهم كان الدفاع عن الوطن».

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اعتاد الصمت المدوّي طيلة 11 عاماً من الاعتقال، يبتعد في هذا الوقت من كل سنة عن ضجيج السياسة لينكبّ على تدوين خطابه.

وبين جملة يزيدها من هنا وأخرى يمحوها من هناك، لا يحتاج جعجع مجهوداً كبيراً لاسترجاع تاريخ المقاومة اللبنانية والشهداء الذين سقطوا، فهم لم يغيبوا يوماً عنه طيلة أيام وحدته داخل السجن. وفي مكتبه في معراب يجسّد الطريق الطويلة التي سلكها معهم حبراً على ورق، ليلقيها أمام أهاليهم الذين ما زالوا يعايشون أوجاع غياب نحو 3500 شهيد، حتى اليوم.

قد يكون أبرز ما يميز القداس هذا العام، الذي يعتبره القواتيون من لحظات الصفاء الأساسية في وجدانهم حيث أنّ استذكار الشهداء هو محطة ثابتة في نضالهم، الوجود «العوني» الى جانب حضور قوى «14 آذار» المعتاد.

إلّا أنّ مصادر «القوات» تعتبر أنه منذ أن تبنى جعجع رسمياً ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة، باتت العلاقة أوضح بكثير ممّا كانت عليه لدى إطلاق ورقة النوايا، وأصبح كل فريق يشارك في احتفالات الفريق الآخر، وبات الخطاب السياسي واضحاً، وكلمات الأغنية التي أُطلقت آنذاك «أوعا خَيّك» خير دليل على ذلك، فحضور «التيار» لتكريم شهداء «القوات» له دلالاته السياسية والإنسانية والمسيحية.

واللافت أنّ جعجع يحرص على تحضير كلمته بنفسه، وكل ما يفعله المقرّبون منه من إعلاميين ومستشارين هو جولة أفق للإضاءة على المواضيع التي قد تفيده في خطابه، الذي سيتطرق الى مواضيع الساعة، ومن الواضح أنه في كل عام يختار جعجع حدثاً معيّناً يبني عليه كلامه، فالقداس يُعتبر مناسبة أساسية لتطلق «القوات» حملة معينة أو شعاراً.

وعلى المستوى التنظيمي، سيكون القداس احتفالاً يليق بالشهداء وبالمشاركين بحسب مصادر المنظمين، وسيُقسّم الحاضرون، الذين سيصل عددهم بحدٍّ أقصى الى 6500 نظراً لإمكانية استيعاب معراب، الى 3 فئات، حيث ستشمل الفئة الأولى السياسيين والإعلاميين وبعض الشخصيات الاجتماعية، وستكون الفئة الثانية لأهالي الشهداء الذين سيمثّل كل واحدٍ منهم شخصان من العائلة، أما الفئة الثالثة فستشمل الحزبيين الذين يمثلون 23 منطقة.

ولشهداء القاع الذين كانت وقفة «القوات» الى جانب ذويهم لافتة، حصة مهمة من القداس، حيث سيكونون ممثلين في تلاوة النوايا، فيما تعتبر «القوات» أنّ السياسيين الذين سقطوا شهداء منذ العام 2004 هم من شهداء المقاومة اللبنانية التي تشكل «القوات» جزءاً منها، وجميع هؤلاء الشهداء، وإن لم يُنسبوا رسمياً الى شهداء «القوات»، هم جزء منهم لمجرّد أنهم ضحّوا بأنفسهم ليبقى الوطن.

سينتظر القواتيون القداس السنوي بلهفة المؤمن وحماسة المقاوم، فهذه المحطة تشكّل قوت صمودهم.