IMLebanon

المثليون في لبنان الى الضوء… جائزة إنسان العام وحفلات وIMLebanon يكشف التفاصيل!

gays-in-lebanon

 

أن تكون مثلياً في بلد كلبنان ليس امرا سهلا على صعد عدة ورغم ما يُحكى عن “انفتاح اجتماعي” نسبي وكسر حاجز الرهاب من المثلية الا أنّ الواقع لا زال صعباً ويعدّ من “المحرمات” التي لا يمكن القبول بها لدى البعض. وبعيداً عن التنميط الاعلامي التي دائماً ما ربط المثلية بوجه واحد محصور منها يبدو أنّ الصورة بدأت تتغيّر وأصبح للمثليين جمعيات ترفع الصوت للمطالبة بالمساواة وتغيير بعض المواد القانونية. ومؤخراً وفي خطوة لافتة نظمت جمعية Proud Lebanon وهي جمعية مدنية غير ربحية تهدف الى تحقيق الحماية وتمكين الفئات الإجتماعية المهمشة، لقاء في سدّ البوشرية للإعلان عن جائزة “انسان هذا العام” لشخصية ساهمت في نشر ثقافة تقبل الآخر واحترام حقوق الانسان. ونالها هذا العام الممثل والإعلامي شادي ريشا للدور الذي لعبه في مسلسل “قلبي دق” حيث جسد شخصية شاب مثليّ ناجح ومحبوب من مجتمعه في تبديل للصورة النمطية التي قدمت في مسلسلات سابقة. وكل ذلك ترافق مع ضجة كبيرة اثارتها حفلة احيَتها النجمة مايا دياب في ملهى معروف بارتياده من قبل المثليين…

 

fb_img_1474030166035

 

النظرة بدأت تختلف ونسعى الى توعية المجتمع

مدير جمعية Proud Lebanon التي تعنى في أمور المثليين والمثليات والمتحولين والمتحولات جنسيا “LGBT” في لبنان برتو مقصو يؤكد في حديث لـIMLebanon أن “المجتمع ما زال غير متقبل للمثليين وحقوقهم ولهذا السبب قمنا بتنظيم تلك الجائزة لانه للمرة الأولى في المسلسلات اللبنانية يُقَدم دور المثلي الجنسي من دون سخرية، لذلك قررنا اعطاء الجائزة لممثل والاعلامي شادي ريشا، وعبر دور ريشا نلقي الضوء على ان هؤلاء الأشخاص ليسوا “نكتة” لكي نضحك عليهم”. ويضيف مقصو: “دورنا هو دعم الاشخاص وعملنا مقسم لعدة اقسام، ونسعى لتثقيف المجتمع والقاء الضوء على حقوق الآخر وحرية الاختلاف، ونلعب دورا مهما في تأمين الدعم اللازم لكل محتاج من المثليين مثل الدعم النفسي والقانوني والطبي لكي يكونوا اقوياء في المجمتع لانهم ضحايا التخلف والسخرية والاستهزاء”.

ويلفت مقصو الى أنه “على الرغم من ان المجتمع غير متقبل للمثلية الجنسية ولكن بدأنا نرى انفتاحا اوسعَ لتلك المسائل الحساسة والتقبل يختلف من مجتمع لآخر داخل الأراضي اللبنانية، خصوصا ان لبنان متعدد المجتمعات والعادات والتقاليد، ففي بيروت مثلا هناك تقبل لهذا الامر اكثر من مناطق أخرى، فهذا الامر يتأثر كثيرا بثقافة المجتمع ومستوى الوعي والدين، والنظرة اختلفت واصبحت اكثر تقبلا ولكن العمل لا يزال في أوله”.

 

fb_img_1474030213326

 

وعن حصول “صدام” مع المجتمع “المحافظ”، يؤكد مقصو “اننا نسعى لعدم حصول اي خلاف او صدام او صراع بين المثليين الجنسيين والمجتمع لذلك نريد خلق ارضية مشتركة بين الجميع ونظهر للمجتمع ان هؤلاء أشخاص عاديين ويمكن ان يكونوا اقرباء منا، وهنا عندما يكون الشخص قريبا منا فيمكننا تقبله اكثر مما اذا كان غريبا، فالمجتمع يرفض كل من هو غريب، ولكن اذا المثلي كان أخي او شقيقتي او صديقي في العمل، فالنظرة تختلف ونحن نحاول نشر الثقافة في المجتمع والقيام بالامر عبر نشاطات عدة مثل النشاط الاخير الذي قمنا به”.

ويشدد على أننا “نقوم بورشات عمل بمساعدة اطباء نفسيين واشخاص معنيين بالمثلية الجنسية لمساعدة كل من هو بحاجة لمساعدة، والجائزة التي فاز بها ريشا هي كانت لحقوق الانسان اكثر مما هي فقط للمثلية الجنسية، وقررنا تقديمها لكل شخص قام على مدار العام عبر عمله في المجتمع القاء الضوء على حقوق الانسان، خصوصا أن حقوق المثليين لا تنفصل عن حقوق الانسان ونحن نسعى لدعم حرية الاختلاف”.

 

fb_img_1474030166035

 

ويرى مقصو أن “رفع علم “LGBT” خلال الحفل هو اشارة واضحة لعلامة الاختلاف والعلم يمثل مختلف الشرائح وحرية الاختلاف محترمة بالنشاط”، ويوضح أن “عددا كبيرا من الموجودين لم يكونوا من المثليين وهذا هو الهدف لان هدفنا هو اظهار عمل الجمعية للمجتمع، نحن لا نسعى لمواجهة التقاليد بل نسعى الى القاء الضوء على حاجات أشخاص يعانون منذ اعوام ولا احد ينظر اليهم ويساعدهم، فهناك من قتل وانتحر وهناك من يعيش في تعاسة كل حياته فلا يجوز ان يعيشوا هؤلاء هذا الظلم”.

لهذا السبب حصل ريشا على جائزة “انسان العام”

الممثل والاعلامي شادي ريشا، يؤكد لـIMlebanon أن “جمعية Proud Lebanon  تواصلت معه من اجل المشاركة في حفل تسليم جائزة تقدّم كل عام تحت اسم “انسان العام” او “Human of the year”  عن مجمل عمله في الاعلام وفي التمثيل ولتطرقه لمواضيع تختص بحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير والاختلاف، والجائزة حصل عليها تحديدا لدوره وأدائه في مسلسل “قلبي دق” لكارين رزق الله بحيث جسد شخصية شاب مثلي جنسيا، ولانها للمرة الأولى لم يتم تجسيد تلك الشخصية بطريقة ينفر منها المجتمع او بطريقة استهزائية او ساخرة مثلما يحصل في بعض البرامج ولا تشبه الواقع، فالشخصية التي ادى دورها كانت شخصية محبوبة جدا وناجحة في عملها.

 

00121e_f81247b77dd6402695b6668524bb5003-mv2_d_2304_3456_s_2

 

وعن تقبل المجتمع للمثلية الجنسية وآداء دور مثلي جنسي في المسلسل، يشير ريشا الى أن “الدراما هي مرآة المجتمع واذا لا نضع فيها عناصر تجمع الواقع نكون نضحك على أنفسنا ونكون غير صريحين مع انفسنا، لذلك من هذا المنطلق كتبت كارين رزق الله نص المسلسل وخلقت شخصية “فؤاد”، وإذا كان المسلسل يتناول موضوع المثلية او المرأة المعنفة او اي موضوع اجتماعي آخر يتم التطرق له في الدراما فسيساعد على التوعية وهذا الامر بالنتيجة مرآة، وعندما نرى الواقع كما هو من دون تجميل فهنا اكيد نساهم في توعية وتثقيف المجتمع لكي يتقبل الآخر على الرغم من اختلافاته، ونكون مرتاحين مع نفسنا وطالما ان هذا الشخص لا يؤذي المجتمع فله الحرية الشخصية بخياراته على كافة الاصعدة وهدف الدراما هو ايصال الرسالة للمجتمع”.

ويشدد ريشا على أن “المجتمع تعود على أمور معينة وعلى مشهدية معينة فلا يمكننا أن نفرض عليه شيئا جديدا، ففي بادئ الامر سيرفضها ويستغربها ونحن بطبيعتنا البشرية نرفض كل شيء جديد، لذلك من الطبيعي ان يكون هناك رفض للمثلية الجنسية”، ويضيف أن “الجيل الجديد بدأ يتقبل ويستوعب هذا الامر لانه منفتح اكثر من الاجيال السابقة وسافر واختبر امورا كثيرة لذلك بدانا نرى اجيالا تتقبل المثلية في مجتمعنا، ولكن لا يمكننا لوم الجيل الكبير الذي ليس عنده ثقافة الانفتاح لعدم تقبله المثلية”.

 

00121e_9cdce11aa8f34104b25987d82d04b0f8-mv2_d_3456_2304_s_2

 

ويختم ريشا: “قبول الآخر وتقبل المثلية الجنسية في لبنان تحتاج الى وقت اطول ولكن نسبة القبول تطورت جدا، والامم المتحدة اليوم تطالب بشرعة الانسان بحرية الانسان بالمادة الاولى، وهذا الامر طريقة عيش ولبنان ليس بعيدا عن هذا الموضوع والتنوع في المجتمع هو غنى وعلينا ألا نختبئ خلف اصبعنا وهذه هي حرية لبنان التي نتغنى بها”.

 

00121e_4ac24911d68946e7b974caa202f201f3-mv2_d_3456_2304_s_2

 

سعي لإلغاء المادة 534 من قانون العقوبات

من الناحية القانونية، تكشف المديرة التنفيذية لجمعية “حلم” غنوى سمحات لـ IMLebanonاحدى اقدم الجمعيات في لبنان التي تأسست لتأمين الحماية والدعم لمجتمع المثليين والمثليات والمتحولين والمحتولات جنسيا”، ان العمل يتركز “لالغاء المادة 534 من قانون العقوبات والتي تنص على أن أي مجامعة خلافاً للطبيعة يعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين شهر وسنة واحدة، وبغرامة تتراوح ما بين 200 ألف ومليون ليرة لبنانية، ونسعى الى توجيه الاعلام لكي يفهم المجتمع موضوع المثلية على انه ليس موضوعا شاذا او مرضا او جريمة”.

 

fb_img_1474030202835

 

 

وتشير سمحات الى أن “جمعية “حلم” نجحت في أماكن كثيرة، وبالمجال القانوني تقدم خدمات قانونية للاشخاص الذين يتم توقيفهم على خلفية المادة 534 فنقدم التمثيل في المحاكم والكفالات والاستشارات القانونية وغيرها، ونحن كنا اول جمعية في الشرق الاوسط نتطرق للموضوع وحقوق المثليين، فخلقت المساحة الأولى لانتشار هذا الوعي، ومن “حلم” نشأت اكثر من جمعية، لذلك خلقنا المساحة الاولى التي بدات تعطي نتيجة ومجال للحديث عن حقوق المثليين، وبدانا نتظاهر في الشارع ونقدم الخدمات من دون ان نكون مختبئين وهذا الامر بدأ يخلق فكرا جديدا عند المجتمع كيف يجب ان يتعامل مع المثليين”.

وعن حفل مايا دياب الذي أثار ضجة كبيرة، كشفت سمحات ان “حلم لم تنظم حفلة لدياب بل الفنانة بقرارها الشخصي وبتنظيمها الخاص قامت بحفلة في ملهى ليلي للمثليين و”حلم” فقط شكرت دياب لدفاعها عن حقوق المثليين عندما تعرضت لانتقاضات كثيرة لانها ستغني في هكذا ملهى، لذلك “حلم” شكرتها على دعمها القضية، و”حلم” تتشكر أي شخص يحمل تلك القضية ونقدر كل الجهود التي توضع تحت تصرفنا”.

 

 

p04-1_821886_large