IMLebanon

تسليح وتدريب في المخيمات… ماذا يُحضر للبنان؟!

syrian-refugees-in-lebanon-new

يقول مصدر دبلوماسي تسنت له مقابلة رئيس الحكومة تمام سلام في نيويورك بعد لقاءاته في الصرح الاممي، إنّ الاخير لم يلمس وجود أيّ تصور دولي لخطة تعيد اللاجئين الى بلادهم سريعاً، بل اكتفى الزعماء الذين التقاهم بتطمين لبنان الى ان لا رغبة أو مساعي لتوطين السوريين في لبنان تحت أي ذريعة.

ويشرح المصدر للوكالة “المركزية”، انّ الجانب اللبناني عبّر في نيويورك عن مخاوفه من استمرار النزوح وتفاقمه في ظل تعثر الحل السياسي في سوريا، كما أعرب عن خشيته من اطلاق عدد كبير من السوريين عملية تطبيع مع حقيقة انتقالهم الى لبنان ولجوئهم الى خطوات تدل الى نيتهم بالاستقرار فيه لفترة طويلة حيث يشتري بعضهم البيوت ويؤسس آخرون معامل ومتاجر ومحلات، حتى ان هناك من فكك مصانعه في سوريا ونقلها الى لبنان.

إزاء هذا الواقع الصعب الذي يفرض نفسه على الداخل اللبناني وفي ظل تقاعس الخارج واكتفائه بالوقوف “متفرجا”، يبدو لبنان قرر نزع “شوك” اللجوء السوري بيديه. وعليه، تكشف مصادر وزارية عبر “المركزية” عن مساع لعقد خلوة وزارية او تشكيل لجنة وزارية تضم الوزراء المعنيين بمتابعة الملف، تكون مهمتها اطلاق ورش عمل مكثفة مع اصحاب الخبرة واهل الاختصاص، تنتهي بوضع خطة لتنظيم عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم. وتلفت الى ان لبنان سيحاول التوصل الى خريطة طريق لتنظيم عودة السوريين لا تنظيم وجودهم في لبنان، على ان يقرن هذه الخطوة بمطالبة المجتمع الدولي بالمساعدة على إنجاح الخطة بحيث يعود السوريون الى المناطق الآمنة في بلادهم التي لا تشهد معارك، فيتحولون من لاجئين في لبنان الى نازحين داخل سوريا تتولى الجمعيات الدولية والاممية رعايتهم وحمايتهم. وسيسعى لبنان من ضمن خطة العودة الى ايقاف مساعدات منظمات الاغاثة الانسانية عن كل سوري يخرج من لبنان الى سوريا ويعود بعدها اليه، وعن أولئك الذين باتت المناطق التي نزحوا منها امنة وأصبح بامكانهم العودة اليها..

في الانتظار وبعيداً من الثقل الذي يشكله اللاجئون السوريون على الاقتصاد والبنى التحتية، فانّ الهمّ اللبناني الاكبر يبقى من تداعيات وجود هؤلاء، على الاستقرار اللبناني، أكان عبر ضلوع بعضم بحوادث أمنية متنقلة كتلك التي شهدتها دوحة عرمون منذ أيام، أو في أخرى سياسية ذات مفعول أكبر وأخطر. وفي السياق، لا يخفي أكثر من مسؤول وطرف سياسي وأمني، خشيته من امكانية اقدام جهات خارجية وربما محلية خدمة لمصالح اقليمية، على استخدام منصة مخيمات السوريين والفلسطينيين على حد سواء، لتوجيه الرسائل الى الخارج. ويكشف بعض هؤلاء لـ”المركزية” ان بعض السوريين في المخيمات العشوائية يتسلح ويتدرب تحضيرا لاعمال امنية تخل بالاستقرار اللبناني، ما يحتم ضرورة تشديد المراقبة المفروضة على هؤلاء.

وفي حين تؤكد أن رفع تحدي اللجوء ووضع قطار اعادة السوريين على السكة يتطلبان وقفة وطنية جامعة تقدم مصلحة لبنان وتتخطى المصالح الفئوية، ترى أوساط سياسية مقربة من قوى 14 آذار لـ”المركزية” إن إنجاح الخطوة يستوجب أولا انسحاب مقاتلي “حزب الله” من سوريا ليتمكن السوريون، خصوصا سكان منطقة القلمون، من العودة الى بيوتهم. أما تواجد عناصر الحزب في أراضيهم وفي أرزاقهم، فيجعل عودة هؤلاء مستحيلة اليوم. من هنا، فان خروج حزب الله من سوريا ضروري، وقد يكون الخطوة الاولى المطلوبة، للمباشرة في خطة اعادة السوريين الى سوريا، تختم المصادر.