IMLebanon

هل تكون الجلسة الرئاسية ما قبل الأخيرة؟

baabda-parlement

 

 

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية:  

… غداً لناظره قريب، فالجلسة الـ 45 لانتخاب رئيس للجمهورية غداً الأربعاء جعلتْها البروباغندا السياسية – الاعلامية في بيروت وكأنها «مفترق طرق» في الفراغ الرئاسي المتمادي منذ مايو الـ 2014، وسط الترويج لأجواء بأن ما بعدها لن يكون كما قبلها، وذلك من خلال سعي تَحالُف «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون الى محاصرة زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري بسياسة «العصا والجزرة»، فإما الانصياع لخيار انتخاب العماد عون رئيساً، وتالياً حفظ مكانته في المعادلة السياسية وإما الانقلاب على النظام عبر تحرّكات متدحرجة في الشارع ساعتها الصفر جلسة الـ «لا انتخاب» غداً وذروتها في 13 تشرين الأول المقبل.

ورغم «الرشوة المعنوية» لتلفزيون العماد عون (O.TV) الذي «هلّل» في مطلع نشرته الاخبارية ليل الاحد – الاثنين بعودة «الاعتدال»، في اشارة الى عودة الحريري الى بيروت، فان زعيم «المستقبل» الذي تجهد «الماكينة» الاعلامية لـ«حزب الله» لتحمليه مسؤولية عدم انتخاب رئيس جديد (اي عون) التزم الصمت الذي من المرجّح ان يستمر أقلّه الى ما بعد ظهر اليوم، اذ من المتوقع ان يترأس الحريري الاجتماع الأسبوعي لكتلته البرلمانية التي ستُصدِر كالعادة بياناً يحدد موقفها من مجريات المأزق السياسي – الدستوري وأبرز تجلياته الفراغ الرئاسي ومحاولة تعطيل الحكومة بعد شلّ البرلمان وانفراط الحوار الوطني اخيراً.

ورغم ان «كتلة المستقبل» ونوابها تحدثوا مراراً وتكراراً في الأسابيع الأخيرة عن تمسكهم بمبادرة الرئيس الحريري التي قضت بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية، فان الضغوط المتعاظمة التي يتعرض لها وعنوانها «عون او الفوضى» جعلتْ موقفه في عين الحدَث وكأنه «القفل والمفتاح» في وصول زعيم «التيار الوطني الحر» الى القصر الرئاسي في بعبدا، الأمر الذي أطلق حملة تكهنات حيال امكان تبديل خياره الرئاسي، وهو الذي أصبح محاصَراً بمفارقاتٍ لا يُستهان بها، ولعل أبرزها:

  • ان سيْره بانتخاب عون كاستجابة لإرادة غالبية المسيحيين بعد دعم «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع لترشّح زعيم «التيار الحر» لا يقلل من وطأة تسليمه في نهاية المطاف بـ «مرشح حزب الله وايران».

وثمة مَن يشير في هذا السياق الى انه صحيح ان الحريري سبق ان رشّح فرنجية وهو حليف «حزب الله» وصديق الرئيس السوري بشار الاسد، لكن هذا الامر جرى بغطاء سعودي – فرنسي – وبتفاهم «مكتوب» بين الحريري وفرنجية.

  • في حال إدارة الحريري الظهر للعماد عون كمرشّح لـ «حزب الله» فإنه لن ينجو بالضرورة من سلّة الحزب التي يتمسّك بها رئيس البرلمان نبيه بري كـ «ممر اجباري» لأيّ تسوية في شأن الرئاسة، وهي السلة التي تشتمل على الاتفاق على الرئيس والحكومة (رئيسها وتوازناتها وآليات اتخاذ القرارات فيها) وقانون الانتخاب.

وفي غمرة اضطرار الحريري للمفاضلة بين السيئ والأسوأ، كشفت أوساط واسعة الاطلاع في بيروت لـ«الراي» عن ان الحريري الذي ما زال يتمسّك بترشيح النائب فرنجية، يبدي انفتاحاً جدياً على احتمالات السير بعون رئيساً والتي تبقى دونها الحاجة الى مفاوضات جدية وفي العمق قبل اتخاذ القرار النهائي.

وفيما تسري في بعض الأوساط معلومات عن استعداد عون «للقيام بما يلزم» للحصول على دعم الحريري الذي بات يفتح الباب امام امكان التفاهم مع زعيم «التيار الحرّ»، تشير دوائر مطلعة الى ان أطرافاً من داخل تيار الحريري عيْنه تدعو الى التقاط فرصة دعم ترشيح عون كمفتاح للحدّ من الخسائر المتوالية عبر تسوية شاملة، رغم استهوال شخصيات أخرى داخل التيار الأزرق تجرُّع كأس عون، الذي كان حتى الأمس القريب يتقدم على «حزب الله» في مناهضة الحريري وتياره ومحوره الاقليمي.

والى ان يخرج الحريري عن صمته، يبقى «التيار الحر» على ترقُّبه لجوابٍ ينتظره من زعيم «المستقبل» قبل ان يحدّد الخطوة الأولى في مسار التصعيد المتدرّج ابتداء من يوم غدّ، ولكن بما لا يتسبّب بقفل قنوات التواصل مع الحريري والتأثير سلباً على مناخات التفاهم المحتملة وبما يتناسب مع مناخات التفاؤل التي لا تزال «الرابية» (حيث مقر عون) تشيعها، في حين ترى اوساط سياسية ان خطوط الاتصال المفتوحة ضمن القنوات المحدَّدة بين «التيار الحرّ» و«المستقبل» يمكن ان تساهم ايضاً في تقطيع مزيد من الاستحقاقات وبينها التمديد الحتمي لقائد الجيش العماد جان قهوجي يوم الخميس بأقلّ اضطرابٍ ممكن باعتبار ان «الحساب الرئاسي» يبقى الأهمّ بالنسبة الى عون.

وكان لافتاً في هذه الأثناء، تأكيد الرئيس بري انه لا يرى جديداً في الاستحقاق الرئاسي، مكرراً كما نقل عنه زواره انه «لا بد من الوصول إلى تفاهمات مسبقة. ومرشحي للرئاسة هو التفاهم أي السلّة التي تناولت الاستحقاق الرئاسي والحكومة وقانون الانتخاب إلى بنود أخرى، وهذا ما جرى في جدول أعمال طاولة الحوار، وعلى رغم ذلك هناك من يقول انه في الإمكان انتخاب رئيس بمعزل عنها (السلة). وإذا انتخبنا رئيساً من دونها فهذا يعني أننا نصلبه».

ولاقى النائب وليد جنبلاط رئيس البرلمان بعدم تفاؤله في حل وشيك للأزمة الرئاسية اذ أبدى اعتقاده في حديث صحافي أن الرئاسة مؤجلة وفق معطيات اللحظة الراهنة، خصوصا أنه لا أحد في الخارج «فاضي لنا»، معرباً عن خشيته «أن يؤدي مسار بعض الطروحات إلى أخذ المسيحيين نحو المثالثة بدل المناصفة… عندها مَنْ سيكون خاسرا غير المسيحي؟»