IMLebanon

عودة الحيوية لشرايين لبنان السياسية

baabda new

كتبت باسمة عطوي في صحيفة “المستقبل”

لم تستطع المحاولة الخامسة والأربعون لالتئام مجلس النواب أمس، أن تنجب رئيساً جديداً للجمهورية يُخرج البلاد والعباد من حالة الشلل الذي يعيشونه، وتم تحديد تاريخ 31 تشرين الأول المقبل موعداً لجلسة جديدة، لكنها أضفت على شرايين لبنان السياسية حيوية غابت عنها منذ فترة، واعترى اللبنانيين تفاؤل بقرب “ظهور” رئيس نتيجة عوامل متعددة أبرزها أنه سبق انعقادها عودة الرئيس سعد الحريري إلى البلاد وإعلانه البدء بحراك جديد في الملف الرئاسي ولقاءاته مع كافة الأطراف المعنية بالملف، والتصريحات التي أبداها العديد من النواب بعد الجلسة، أبرزها عضو كتلة “المستقبل” النائب نبيل دي فريج الذي اعتبر أنه “لو اكتمل نصاب جلسة اليوم (أمس) لكنا انتخبنا النائب سليمان فرنجية، أما غداً فيوم آخر”، ما يعني أن النقاش الجدي للخروج من مأزق الفراغ المستشري، بدأ من جديد خصوصاً أن الأنظار كلها متجهة لما ستحمله اتصالات الحريري من نتائج، فهل يمكن أن تحمل الفترة التي تفصلنا عن الجلسة المقبلة، متغيرات إيجابية للملف الرئاسي أو طروحات جديدة؟

على الرغم من الترحيب الذي لاقاه حراك الرئيس الحريري لإنهاء أزمة الفراغ، إلا أن جميع الأطراف تبدي تفاؤلاً حذراً، على اعتبار أن الساحة اللبنانية تعج بالتعقيدات والتأثيرات الخارجية، والتي كانت السبب المباشر لاستمرار خلو قصر بعبدا من سيده منذ أكثر من عامين وأربعة أشهر، بمعنى آخر إجماع كل القوى على ضرورة انتخاب رئيس، إذا حصل، لا يمنع من اختلافها على التفاصيل، وهذا ما يوافق عليه عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر الذي يصف لـ”المستقبل” اتصالات الرئيس الحريري بأنها “عملية استطلاعية من المبكر الحديث عما إذا كانت ستتمكن من خرق جدار الأزمة الرئاسية”، مشدداً على أن “الكل يعرف أن البلاد لم تعد تتحمل تبعات الفراغ، لكن الأطراف المعطلة لو كانت تريد الحل لطبقت الدستور وتركت اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها، فصحيح أنه ليس هناك إلزام قانوني للنواب لحضور الجلسات لكن هناك إلزاماً معنوياً والنواب المعطلون لا يعيرونه اهتماماً”.

أما عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب ميشال موسى فيضع ما يجري على الصعيد الرئاسي، في خانة “عدم الوضوح خصوصاً في بلد مثل لبنان”، ويشير الى أنه “لا يمكن التكهن في موعد خروج البلاد من نفق الفراغ، بل إن الأمور تحتاج مزيداً من الوقت، لكن ما يمكن قوله إن اكتمال المشاورات يمكن أن يعطي إشارة عن المنحى الذي ستأخذه الأمور وجميع الأطراف تنتظر ذلك”، ويوافقه الرأي عضو كتلة “الكتائب” النائب فادي الهبر الذي يؤكد أنه لا يعتقد “أن اتصالات الرئيس الحريري يمكن أن تفضي إلى ايصال رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون إلى سدة الرئاسة، بالرغم من أن هذه الاتصالات خلقت إيجابية معينة تجاه الملف الرئاسي، لكن الأمور لم تنضج بعد، فهذا الاستحقاق ليس لبنانياً صرفاً بل هناك عوامل إقليمية تؤثر فيه، وأعتقد أن المعركة الدائرة في سوريا والعراق ستضع لبنان على طاولة التفاوض الإقليمي وإيران لن تتخلى بسهولة عن هذه الورقة عبر حليفها حزب الله”.

من جهته، يعوّل عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب هنري حلو على “تحرك الحريري بالمطلق”، ويقول: “أتمنى أن يصل زعيم تيار المستقبل إلى النتيجة المطلوبة بغض النظر عن الاسم، علماً أني لا أرى جديداً في الملف الرئاسي لكني أؤمن بأن الحوار يمكن أن يفتح كوة في جدار الأزمات”، ويوافق عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا على ذلك، ويلفت الى أنه “قبل مجيء الرئيس الحريري إلى لبنان كنت أقول إن ملف الرئاسة غارق في سبات عميق، لكن جولات الحريري التي يقوم بها أضافت نكهة جديدة على الملف من دون أن نجزم أنه سينجح في محاولته هذه المرة، وأعتقد أنه حين يخرج بمحصلة مبدئية ويقوم بإعلانها واتخاذ موقف بناءً عليها، عندها يمكن أن نقول إن هذه المحاولة تعطي الأمل في المضي قدماً نحو انتخاب رئيس جديد”.