IMLebanon

الرئاسة “تطير” الى ايران والسعودية!

baabda new

انطلقت محركات الزخم الدبلوماسي بقوة في اتجاه الدول المؤثرة مباشرة في الاستحقاق، على ان تكون باكورتها زيارة المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ الى طهران يوم الاحد قبل ان تطير منها في اتجاه الرياض ولاحقا الى موسكو متأبطة ملف رئاسة لبنان المعلّق على حبال التسويات الاقليمية وتعقيداتها واوراقها التفاوضية .

وتكشف مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان جولة كاغ ليست نابعة من قرار شخصي لا يستند الى ارضية ثابتة خصوصا ان تحركها الاخير في اتجاه العواصم المشار اليها لم يؤت ثماره المرجوة، وبقي الاستحقاق يدور في فلك التعطيل المتعمّد، بل هو نتاج جولات مشاورات دبلوماسية ماراتونية اجراها سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي الذين يتابعون الوضع اللبناني بكل تفاصيله وخصوصا ملف الرئاسة وحيثياته، قرروا بنتيجتها دفع كاغ بصفتها الاممية، نحو الدول التي تملك مفتاح الحل، علّها تتمكن من احداث الخرق المرجو رئاسياً بالتوازي مع الجهود المبذولة في الداخل، حتى اذا ما اكتملت المعطيات وتكاملت بين المحلي والخارجي تتقاطع عند مركزية انتخاب رئيس جمهورية ينهي عهد الفراغ الذي ناهز العامين ونصف العام، ويقطع الطريق على تداعيات الشغور الخطيرة التي لا تنفك تحذر منها دول القرار وتحث اللبنانيين على عدم تجرّع كأسها المرّة في ظل الصراع الدموي المستمر منذ اكثر من خمس سنوات في الجوار السوري واستتباعاته على دول الجوار.

وتذكّر المصادر في هذا المجال بحراك مشابه قامت به كاغ ابان عهد الرئيس ميشال سليمان نحو الدول المشار اليها، افضى آنذاك الى تشكيل حكومة ” الوحدة الوطنية” برئاسة الرئيس تمام سلام بعد تعثر دام اشهرا، تزامن مع تنسيق وتعاون بين الرابية وبيت الوسط، لتسأل “هل ان المناخات الخارجية والداخلية التي فكت العقدة الحكومية وادت الى الولادة القيصرية للحكومة السلامية هي نفسها ستفك أسر رئاسة الجمهورية لتتكلل جولة كاغ بانتخاب رئيس الجمهورية الثالث عشر للبنان، معززة هذا الاحتمال بجرعات الدعم التي تضخها فرنسا بتنسيق فاتيكاني ودعم روسي في سبيل انهاض لبنان من فراغه القاتل واعادة الحياة الى مؤسساته الدستورية المتجهة بسرعة قياسية نحو الانهيار في ما لو لم يتم تدارك تداعيات الفراغ الرئاسي الخطير”.

والى مجموع هذه العوامل، تضيف المصادر عنصر القلق المتولد من اللجوء السوري الذي بات يتخذ منحى خطيرا وسط ارتفاع منسوب القلق من امكان تدفق المزيد من السوريين الى الداخل اللبناني في ضوء ما تشهده حلب من تطورات عسكرية ميدانية قد تدفع بأعداد جديدة من هؤلاء الى لبنان، وترفع منسوب التحدي للقوى الامنية والعسكرية الرازحة تحت اعباء لم يعد بمقدورها الاستمرار في مواجهتها اذا لم ترفد بمزيد من المساعدات والدعم اللوجستي، وتشير الى خشية متنامية من ان تدفع الحرب الدولية ضد الارهاب، اتباعه في سوريا الى لبنان حيث الملاذ الآمن ليشكلوا مع الموجودين فيه قنبلة تتحكم الرؤوس المدبرة بساعة توقيتها لتفجرها بالتنسيق مع الخلايا النائمة المنتشرة في اكثر من منطقة حيث الانتشار الواسع للمخيمات السورية والفلسطينية.

كل هذه الهواجس تشكل الوقود الذي يشغّل محركات المنسقة الاممية في لقاءاتها في العواصم المعنية ، وسط ترقب لبناني ودولي لما ستؤول اليه، على أمل ان يخرج الدخان الابيض من مدخنة بعبدا في الجلسة السادسة والاربعين في 31 تشرين الاول المقبل.