IMLebanon

إنتخاب الرئيس والحصان الروماني

baabda-parlement

 

 

 

كتب جوزف الهاشم في صحيفة “الجمهورية”:

عونك من الله أو من «حزب الله» أو من السماء الزرقاء لا فَرْق، كلُّها إشارات علوِّية تؤكِّد الحق الإلهي في وراثة الملوك، ولهذا فإن الإنتصار في الولاية هو انتصار إلهي، والإخفاق فيها هو خسارة إلهية.على مدى سنتين ونصف السنة من المخاض العسير، لم تتوقف الإيحاءات الحاسمة عن التحذير: إمَّا العماد ميشال عون رئيساً، وإمِّا اللَّارئاسة واللَّارئيس، الآن وكل أوانٍ والى دهر الداهرين.

وبين أن يكون العماد عون، أو لا يكون هناك رئاسة ولا رئيس، في بلدٍ معرّض لأنْ لا يكون، فليكن ما يكون.

المنافسة الرئاسية، ليست بين العماد عون والنائب سليمان فرنجية، أوْ حتى بينه وبين سليمان الحكيم، بل هي بين عون «واللّا» رئاسة، وما يترتب على هذه «اللّا» من «لاءات» يكْمُن فيها «الشياطين ويعلّمون الناس السحر».

نحن وطنٌ قام منذ الإستقلال على «لاءين» إثنتين أي على رفضين متقابلين على ما يقول الصحافي جورج نقاش سنة 1949: على رفض المسلمين للغرب، ورفض المسيحيين للعروبة، فبات ما يرفضه كلٌّ منهما معروفاً وما يشتركان في قبوله غير معروف»، وإنَّ الأمة الواحدة لا تقوم على رفضين أو «لاءين».

الثنائيات عندنا شبيهة «باللَّاءات».. وهذه «اللَّاءات» التي تتمخَّض لتلِدَ رئاسة فهي تتخبط بما يُعرف بالفلسفة الجدلية للأضداد المتعاكسة في الارتباط الثنائي والتي هي حوار وتوتّر، أو حوار متوتّر.

والواقع أن هذه الثنائيات تكوَّنت من ردّات الفعل ولم تنطلق من حقيقة الفعل الى حقيقة الهدف.

– الثنائية الشيعية عانت من مواجهات، ثم حسمت أمرها باستراتيجية سياسية مشتركة على صعيد محلي وإقليمي.

– الثنائية المسيحية ارتدّت على تناقضات مواجهاتها بفعل ظرفٍ قاهر فجمعتها المارونية المنهكة وفرَّقتها الاستراتيجية السياسية على صعيد محلي وإقليمي.

– في الثنائية الشيعية توافق وتكامل…

– وفي الثنائية المارونية توافق وتناقض…

– وفي الثنائية المارونية – السنية – الرئاسية تجاذب وتلاعب.

وأخطر ما في الثنائيات في أنها مهيَّأة لإعادة فرز نفسها في ثلاثيات، على غرار تلك «الترويكا» التي تكونت بعد الطائف بما أنتجت من فساد وإفساد ومذهبيات.

ثمة بلبلة عارمة تكتنف الجلسة الإنتخابية الرئاسية عبر ثنائيات متعاكسة، تضاف إليها إجتهادات دستورية متعاكسة حيال شرعية المجلس النيابي للشك بشرعية الرئيس المنتخب، ومن أجل تحاشي الشكوك الشعبية والدستورية، ليس هناك أفضل من الطريقة الإنتخابية التي كان يعتمدها الرومان في القديم، إذ كانوا يفرضون على المرشح لمنصب عام أن يجتاز أحد شوارع روما مرتدياً ثوباً ناصع البياض فإذا عاد من دون أن يتلوّث ثوبه الأبيض من الرشْق بالطِّين، يعتبر صالحاً وشرعياً ويعتلي السلطة على حصان أبيض.