IMLebanon

أحلام التغيير والواقع المؤلم (بقلم رولا حداد)

michel-aoun

 

 

كتبت رولا حداد

العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية. عهد جديد يبدأ نطوي معه أكثر من 29 شهراً من الفراغ الرئاسي، والمرحلة الأكثر جدلية حول كرسي رئاسة الجمهورية في جمهورية فاشلة وساقطة أسقطت معها أبسط القيم في بناء الدول وفي احترام المؤسسات والنظام البرلماني الديمقراطي.

ولكن، وبناء على مبدأ “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”، لا بدّ لنا من مجموعة أمنيات- أحلام مع انطلاقة العهد الجديد، إنطلاقاً من كوننا مواطنين يطمحون فقط إلى أبسط أسس العيش الكريم، بعدما فقدوا الأمل بالثورات والأحلام الكبرى.

ـ نحلم بحل أزمة الكهرباء لننعم بـ”التيار الكهربائي” 24 ساعة يوميا، مثل كل الدول وحتى المتخلفة منها. حلّ أزمة الكهرباء من دون أن نكبّد الخزينة مليارات إضافية من الدولارات على الدين العام. ويكفي لتحقيق ذلك خصخصة الإنتاج.

ـ نحلم بحلّ أزمة المياه، ومن دون أن نسمع عن سمسرات وعمولات لشركات يتم اعتقال مدرائها العامين في بلدانهم بسبب الفساد.

ـ نحلم بإنترنت “محترم” من دون الحاجة لأن نخصص راتبنا كاملا كبدل لإنترنت “تعيس”. كما نحلم بتعرفة “طبيعية” للاتصالات الخلوية بعدما حطمنا الأرقام القياسية كأغلى تعرفة لأسوأ خدمة خلوية.

ـ نحلم بحل لأزمة السير الخانقة التي تُتلف أعصابنا يومياً وتحرق أعصابنا ووقتنا ومالنا على الطرقات المهترئة، والتي تتحول أنهاراً وبحيرات ومستنقعات مع أول شتوة!

ـ نحلم ببيئة نظيفة من تلوث النفايات والهواء والمياه ومعامل الترابة والكسارات التي تفتك بجبالنا وتنال تعويضات من جيوبنا. نحلم بحملات تشجير تعمّ لبنان الذي نريده أخضر لا اسمنتياً، وبمساحات خضراء تريح أولادنا من خطر التكنولوجيا وشاشات الأجهزة الخلوية المقيتة!

ـ نحلم بتحريك النمو الاقتصادي والاستثمارات المنتجة لتأمين فرص العمل، فنحدّ من هجرة شبابنا إلى بلاد الله الواسعة. فلا اقتصاد من دون ثقة، ومن دون دور للشباب في إنماء البلد. وهذا يتطلب تنظيم وضع النزوح السوري وعدم السماح بالمضاربة غير المشروعة على عمل اللبنانيين.

ـ نحلم بتطبيق قانون “من أين لك هذا؟” فلا يكون حكامنا ومسؤولينا من أصحاب المليارات في حين يرزح ثلث الشعب اللبناني تحت خط الفقر. نحلم بشفافية في الحكم على المستويات كافة، فتتم محاربة الفساد بالفعل لا بالقول لنرى يوماً ما فاسداً، وما أكثرهم، وراء قضبان السجن.

ـ ونحلم بقضاء قادر أن يُحاسب من دون أن يكون إما متورطاً بالفساد وإما خاضعا لسلطة سياسية تعيّنه وتبتزه كل يوم تحت شعار “التشكيلات القضائية” بنفي كل من لا يطيعها إلى مجاهل المراكز القضائية!

لا أدري إن كنا نبالغ في أحلامنا في ظل رئيس يأتي ضمن “تسويات” ليست خافية على أحد، وفي بلد يعيش أوج انقساماته على وقع المواجهات الإقليمية والحروب المشتعلة من سوريا مرورا بالعراق وصولا الى اليمن. رئيس يأتي على وقع الحديث همساً وجهراً عن “تفاهمات” و”اتفاقات” و”محاصصات” أتاحت توافقات الحد الأدنى.

ولا أدري إن كنا نبالغ في أحلامنا ونحن المواطنون قد تعبنا وسئمنا ومللنا منطق “إدراة الأزمات” ونتطلع الى حلول بسيطة لأزمات حياتية مزمنة، في بلد يغرق على عتبة الـ100 مليار دولار ديناً عاماً، فهل سنسلك طريق الحلول مع العهد الجديد أم نزيد من غرقنا على وقع تبادل المصالح وتوزيع الخدمات؟

أحلامنا كثيرة، وتغاضينا عن السيادية منها تماشياً مع الإقرار العام الضمني بأن الوقت ليس للسيادة والشعارات الكبرى من رفض السلاح غير الشرعي وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، إلى منع كل أنواع “السرايا” والمربعات الأمنية وملاحقة المطلوبين والخارجين عن القانون الى أي جهة انتموا. فهل نأمل في تحقيق أحلام بسيطة وتغيير فعلي أم كل ما سيكون علينا أن نفعله هو أن نصحو من ثباتنا والكف عن الحلم؟!