IMLebanon

خطط عسكرية أميركية جديدة في الموصل

usa-army

كتب علي البغدادي في صحيفة “المستقبل”:

وسعت القوات العراقية من نطاق سيطرتها على مناطق جديدة في محافظة نينوى شمال العراق ضمن حملتها الجارية منذ 33 يوماً لطرد تنظيم “داعش” من مدينة الموصل، حيث تشهد محاور القتال عمليات كر وفر وصعوبات جدية فرضتها تكتيكات “داعش” الدفاعية وتحصنه بين المدنيين.

وتعمل واشنطن من خلال وجود قادة عسكريين كبار في العراق، على مراجعة الخطط العسكرية المعتمدة وتلافي أي تعقيدات أو مفاجأة قد يلجأ اليها التنظيم المتشدد لعرقلة تقدم القوات العراقية، وإبقاء الزخم الهجومي لعزل عناصر “داعش” عن المدنيين بما يؤمن السيطرة على الأجزاء الأكثر خطورة في مدينة الموصل.

وكشفت مصادر عسكرية مطلعة عن عزم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على اعتماد خطط حربية جديدة، وزيادة عديد القوات الأميركية لمواجهة تنظيم “داعش” في الموصل.

وقالت المصادر لصحيفة “المستقبل” إن “محادثات قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل مع القيادات العسكرية والمسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في بغداد، ركزت على إمكانية نشر قوات أميركية برية إضافية في العراق، تضم مستشارين عسكريين للتدريب والتأهيل وخبراء في الاتصالات وفي أنظمة المراقبة وإدارة العمليات العسكرية”.

وأضافت المصادر أن “فوتيل ناقش مع المسؤولين العراقيين اعتماد خطط عسكرية جديدة ومبتكرة مع مراجعة الخطة المعتمدة حالياً في مواجهة “داعش” من أجل الإسراع في استعادة مدينة الموصل والتقليل من الخسائر البشرية وفي البنى التحتية”، مشيرة الى أنه “أكد أن الخطة العراقية المعتمدة تشوبها بعض الثغرات، ما سيؤدي الى إطالة أمد المعركة وزيادة معاناة السكان المدنيين”.

وتابعت المصادر أن “الولايات المتحدة أكدت عبر فوتيل، دعمها الواسع للقوات العراقية في الحرب على “داعش” وإمدادها بالتجهيزات العسكرية اللازمة وخصوصاً الصواريخ المضادة للدروع ولمعالجة السيارات المفخخة بالإضافة الى تسريع تنفيذ التعاقدات الخاصة بالأسلحة والطائرات المقاتلة وإرسالها الى العراق”.

وفي غضون ذلك، كشف قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري استحداث القوات الأمنية محاور عسكرية جديدة تستهدف تحرير الساحل الأيمن من مدينة الموصل.

وذكر الجبوري في تصريح أمس أن “القطعات العسكرية في المحور الجنوبي تبعد عن مدينة الموصل مسافة كيلومترين من مشارف المدينة، فيما تقدمت القوات المسؤولة عن المحور الغربي لأكثر من 50 كيلومتراً”.

وكشف الجبوري عن “استحداث محور عسكري جديد شرق نهر دجلة، حيث تقدمت قطعات المحور المذكور مسافة 12 كيلومتراً من الموصل، في ثلاثة أيام فقط”، مشيراً الى أن “عدد عناصر داعش في الجانب الأيمن يبلغ نحو ألفي عنصر، أغلبهم من الجنسيات العربية والأجنبية”، ومؤكداً على أن “عناصر داعش المحليين يبادرون إلى تسليم أنفسهم مع اقتراب القوات الأمنية منهم”.

ولفت اللواء الجبوري الى أن “الإرهابي أبو بكر البغدادي (زعيم تنظيم داعش) يتنقل في المناطق البعيدة عن مرمى النيران وخصوصاً بين الحدود السورية والبعاج في جزيرة نينوى”، مؤكداً أن “البغدادي لا يملك الجرأة في الدخول الى أرض المعارك”.

ورجح الجبوري أن “يتم إعلان تحرير مدينة الموصل قبل نهاية العام الحالي”، مشيراً الى أن “القوات الأمنية ستتوجه بعد تحرير مدينة الموصل من “داعش” الى الصفحة الثانية من العمليات العسكرية، والتي ستستهدف مناطق البعاج والحضر والجزيرة، ليتم إعلان نينوى خالية من داعش”.

وفي التطورات الميدانية سجلت القوات العراقية تقدماً واضحاً في عدد من الأحياء السكنية ضمن الساحل الأيسر شرق مدينة الموصل فضلاً عن مناطق أخرى في محيط المدينة.

وقال مصدر عسكري إن “القوات العراقية تمكنت من تحرير واستعادة منطقتي البكر وعدن ضمن الساحل الأيسر لمدينة الموصل من الجهة الشرقية”. وأضاف المصدر أن “القوات العراقية تخوض معارك شرسة في منطقة المحاربين بعد اقتحامها فجر اليوم (أمس) وقتل العشرات من داعش فيها”، مشيراً الى أن “جهاز مكافحة الإرهاب اقتحم اليوم (أمس) حي العلماء (شمال شرق الموصل) والذي يُعد جزءاً من حي المحاربين فضلاً عن استعادة حي التحرير بالكامل”.

كما أعلن قائد عمليات “قادمون يا نينوى” الفريق الركن رشيد يار الله أن الفرقة التاسعة حررت قرية خضر الياس مركز ناحية النمرود، ورفعت العلم العراقي عليها بعد تكبيدها العدو خسائر فادحة بالأرواح والمعدات.

في سياق متصل، أعلن مصدر عسكري أمس “أن أكثر من 30 مدنياً بينهم عناصر في القوات الأمنية قتلوا وأصيب آخرون بتفجير خمسة مفخخات لـ”داعش” يقودها انتحاريون استهدفت منطقتي التحرير والمحاربين (شرق الموصل)”.

وأضاف المصدر أن “عناصر التنظيم قصفوا منطقة البكر التي استعادتها القوات العراقية، ما أدى الى مقتل 20 مدنياً من سكان المنطقة بينهم 4 أطفال و7 نساء كانوا بالقرب من القوات العراقية”.

وفي هذه الأثناء، تتفاقم المعاناة الإنسانية لسكان الموضل التي اضطرتهم الحرب الدائرة منذ أكثر من شهر، الى النزوح عن مناطقهم، إذ أعلنت وزارة الهجرة العراقية ارتفاع أعداد النازحين من المدينة إلى 62 ألفاً و399 نازحاً.

الى ذلك، أفاد مصدر في قيادة العمليات المشتركة أن 190 عنصراً من “داعش” سقطوا بين قتيل وجريح في عملية نوعية للقوة الجوية العراقية غرب الرمادي (110 كيلومترات غرب الرمادي)، استهدفت تسعة أهداف للتنظيم

بينها معسكر “الفرقان” الذي قُتل فيه 50 عنصراً من “داعش”.