IMLebanon

“حزب الله” يسعى لحكومة بـ”شروطه”!

hezbollah-flags-new

 

 

 

أكدت مصادر سياسية مراقبة للتطورات التي تشهدها الساحة المحلية منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، لـ”المركزية”، أن تأخير الولادة الحكومية يخفي في الباطن صراعا على هوية العهد الجديد والتوجهات السياسية التي ستحكمه. فـ”حزب الله” الذي تحدث عن “تضحية” يقدمها بقبوله عودة الرئيس الحريري الى السراي، ليس في وارد تسهيل عودة النفوذ السعودي الى لبنان والتي بدأت بزيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، بيروت قبيل الانتخاب، واستكملت بوصول أمير مكة خالد الفيصل الى لبنان حاملا دعوة من الملك سلمان الى الرئيس عون لزيارتها، وهو سيتصدى لواقع وضع المملكة “رجلها” مجددا في الملعب الداخلي، بكل ما أوتي من قوة سياسية. ما يعني تاليا، ان “الحزب” لن يرضى بتركيبة حكومية لا تناسبه ولا تحمي مصالحه، حتى ولو تطلّب الامر تأخير التأليف أشهرا، فهو غير مستعجل ولا يمانع في استمرار حكومة الرئيس تمام سلام في تصريف الاعمال الى أن تقوم حكومة أخرى تلاقي طموحاته شكلا ومضمونا.

وفي موقف يؤكد “واقعية” هذه التحليلات، ينقل سياسيون مقربون من “حزب الله” عن الضاحية تأكيدها ان “واجباتنا مع الرئيس عون أتممناها كاملة ولم نتراجع قيد أنملة عن التزاماتنا معه الى أن جلس على الكرسي الاولى، غير ان أحدا لا يمكنه اليوم أن يجبرنا على تقديم تنازلات لصالح الرئيس الحريري أو لصالح القوات اللبنانية، حليف التيار الوطني الحر”. واذا كانت معراب تعمل لاقناع بعبدا وبيت الوسط بوضع التشكيلة التي يريانها مناسبة ووضع الاطراف أمام مسؤولياتهم، وفق السياسيين نفسهم، فانهم يقولون “ليشكلوا حكومة من دون الثنائي الشيعي اذا كانوا قادرين، علما أن قطبيها “حزب الله” – “حركة أمل”، لن يغطيا أي وزير شيعي فيها، ما يعني أنها ستفتقد الى الميثاقية. أما اذا أراد الرئيسان عون والحريري فعلا تشكيل حكومة وحدة وطنية، فسيتعين عليهما التشاور مع الثنائي والاخذ بمطالبه”. ويذهبون أبعد، فيشيرون الى ان الحريري اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: اما ان يشكل حكومة وفق ارادة الثنائي الشيعي وشروطه، فيقدم تنازلات لحزب الله ويعمل على صيغة ترضيه ويقرّ تاليا به شريكا وازنا في اللعبة الداخلية، أو أن نبقى في ظل حكومة تصريف الاعمال تشرف على إجراء الانتخابات النيابية المرتقبة الربيع المقبل، ولو كان ذلك سيشكل انتكاسة لانطلاقة عهد الرئيس عون”.

غير أن المصادر السياسية لا ترى ان الكباش الحكومي سيسلك هذا المنحى التصعيدي. ففي رأيها، لا يمكن لأي طرف عرقلة الدينامية السياسية الجديدة التي انطلقت برعاية خارجية، وربما كان البعض قادرا على تأخير صدور مراسيم التشكيل لفترة زمنية قصيرة الا انه لن يتمكن من ايقاف المسيرة التي انطلقت. وتختم “في ظل الكباش الدائر في الاقليم خصوصا بين السعودية وايران، لن يُدخل حزب الله” الحريري الى جنة رئاسة الحكومة من الباب العريض ولن يفرش دربه بالورود بل بالعقبات والعراقيل، الا ان رئيس “المستقبل” المدرك لهذه الحقيقة سيعرف كيف يلعبها “حكوميا” ولن تتأخر الولادة المرتقبة كثيرا”.