IMLebanon

طريق المطار… لا تسوّدوا وجهنا أكثر!

waste-airport

 

بقلم مروان جرجورة

في كل مرة يحط فيها لبناني في مطار من مطارات دول العالم يجد نفسه تلقائيا أمام وضعية المقارنة بين مطار الدولة المضيفة وبين شبه المطار في شبه الدولة اللبنانية. فيقف مذهولا ولسان حاله يقول: “العالم وين ونحن وين”! ويتأكد له ما كان مؤكدأ، أصبحنا دولة رجعية وبتنا بلدا توقف فيه الزمن وما نتغنى به لم يعد سوى امجاد في كتب التاريخ.

يبدو المشهد كارثياً، فيشعر كل لبناني بالخجل، لا بل باليأس والقرف والاشمئزاز كونه يحمل “باسبور” بلاد الارز. وكأن لحظة المقارنة هذه بحد ذاتها جرس إنذار لضمائرنا: كم نحن حمقى حين رضينا بتسليم وطننا الجميل لهذه الزمرة الحاكمة من اكلة الجبنة والتي لا تشبع! وكم ان همومنا الداخلية تافهة امام تطور دول كانت بالامس القريب رجعية وبربرية! وكم ان الانقسامات الطائفية البغيضة الضيقة التي بُرمجت عقولنا عليها صغيرة امام احلام دول تحترم وتقدر مواطنيها كما زائريها على اساس انساني بحت!

ولكن الحديث عن المطار بحد ذاته شيء، اما التطرق الى طريق المطار فشيء اخر: هنا حدث ولا حرج…!

“بهدلة”، “مسخرة”، “مهزلة”،”جرصة”،”تعتير” اختر ما شئت من هذه العبارات فكلها تنطبق على شبه طريق مطارنا مقارنة بطرقات مطارات العالم!

لا ليس مقبولا في بلد سياحي كلبنان، ان تستقبل وتودع على طرقات ظلماء وانفاق سوداء بسب التقنين الكهربائي! أما الجور فأشبه بالخنادق المزروعة كالالغام امام السائقين على طرقات مرقعة بزفت المواسم الانتخابية!

لا ليس مقبولا في بلد سياحي كلبنان، الترحيب بوافد جديد الى البلاد بجبال من النفايات في الحاويات المنسية او التي قد تسببها ازمة نفايات، ولا يجوز الغياب التام للنظافة على ضفاف الارصفة والاحواض، عدا عن نسمات مكب “الكوستا برافا” المقززة التي تملأ الأجواء!

لا ليس مقبولا بعد اليوم، ان تكون “يد اللبناني على قلبه” و”اعصابه محروقة” كلما قرر الذهاب الى المطار، فيضطر الى برمجة وقته قبل 3 او 4 ساعات تفاديا لاي مفاجئة بقطع لشبه الطريق التي قد يكون وراءها ولد او فرخ او ازعر او جماعة او مجموعة او حزب لديه مطلب محق او مشبوه فيأخذون معهم المسافرين رهينة و”كبش فداء”.

لا ليس مقبولا بعد اليوم، ان تكون واجهة بلادنا تلك الفوضى في الابنية العشوائية واللوحات الاعلانية وصور زعماء الطوائف والاعلام الحزبية واليافطات المذهبية المنتشرة على طول شبه الطريق ذهابا وايابا!

لا ليس مقبولا بعد اليوم، تلك الفوضة في النقل العام وغياب تنظيم المواقف العامة والاسعار الخيالية، وزحمات السير التي يتسبب بها بائع قهوة او خضار مخالف من هنا او سائق شاحنة متهور “فاتح حسابه” من هناك.

الى المسؤولين الكرام في شبه الدولة، لن ادخل معكم بمنطق المحسوبيات المذهبية والمحاصاصات الحزبية والتناتش الطائفي على الحقائب. فانا مدرك تماما ان الموضوع ليس بالجديد عليكم، لكن بد لنا كصحافيين ان نستمر بالصراخ لعل الصوت يصل الى مسامعكم ويحرك ضمائركم يوما: طريق المطار هي بوابة الوطن ولا يجوز الاستهتار بهذا الموضوع الى هذا الحد الذي وصلت اليه الامور!

ان كانت فكرة افتتاح مطار ثان ما زالت غير ناضجة رغم حيوتها لأن الموضوع بحاجة الى قرار سياسي كبير، إلا ان صيانة طريق المطار لا يجب أن تحتاج الى قرار دولي واممي.

بكل صدق اتوجه الى العهد الجديد والى الجهات المحلية والاحزاب النافذة: طريق المطار هي وجه لبنان الاقتصادي والسياحي ووجه كل لبناني ولبنانية.

فبربكم اعطوا هذا المرفق الحيوي اهتماما خاصا وطارئا، لأن وضعه الحالي “بيسوّد الوج”، فلا تسوّدوا وجهنا اكثر!