IMLebanon

تفاؤل حكومي… “متشائم”!

saad-hariri-nabih-berri

 

أكدت مصادر سياسية متابعة لصحيفة “اللواء” أن الأمور وصلت بالفعل إلى خواتيمها في ملف تشكيل الحكومة، متوقعة أن يزور الرئيس المكلف سعد الحريري القصر الجمهوري في الساعات المقبلة لوضع “الرتوش” الأخيرة على مسودة الأسماء والحقائب التي باتت شبه محسومة ونهائية.

صحيفة “الجمهورية” من جهتها، قالت: “إنه فيما لم يَلُح في الأفق السياسي بعد أيّ مؤشّر على موعد إصدار مراسيم تأليف الحكومة الجديدة، بدأت أوساط سياسية تُبدي تشاؤماً في هذا الصدد مَبعَثه، في اعتقادها، خلفيات مجهولة يبدو أنها تتحكم بهذا الاستحقاق الحكومي”.

وأشارت إلى أن الأوساط السياسية تتداول في هذه الأيام ثلاث نظريات في شأن مصير الاستحقاق الحكومي، الأولى تقول بتأليف الحكومة خلال الأيام الخمسة المقبلة، وعلى أبعد تقدير قبل حلول عيد الميلاد في 25 من الجاري، وهذه النظرية يتبنّاها “التيار الوطني الحر”، والنظرية الثانية يتبنّاها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتقول ان تؤلف الحكومة سريعاً وإلّا فإنها ستتأخر طويلاً، أمّا النظرية الثالثة فتقول ان لا ولادة حكومية قريبة وأنها ستتأخر الى السنة الجديدة.

من جهتها، كتبت صحيفة “السفير” أن مناخات الساعات الأخيرة أظهرت منسوباً كبيراً من التفاؤل بقرب إعلان التشكيلة الحكومية، لكن صرف هذه الإيجابية دونه شياطين الحقائب والأحجام والحسابات السياسية، خصوصاً ما بعد ولادة الحكومة الحريرية.

وقبيل الإطلالة الهادئة والمتواضعة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وما تخللها من كلام سياسي مرسوم بدقة حروفه وعباراته وباحترام عقول اللبنانيين من رئاستهم الأولى إلى كل مواطن في لبنان وأرجاء المعمورة، كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يفلش أمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري خريطة التأليف الحكومي في ضوء ما أسفرت عنه مشاورات الأيام الأخيرة ولا سيما مع قيادتي “تيار المردة” و”القوات اللبنانية”، وما تخللها من محاولة جدية لإعادة تدوير أو توزيع الحقائب الوزارية الأساسية غير السيادية.
وفيما تكتّمت مصادر الطرفين على مضمون النقاشات، قال الحريري بعد اللقاء الذي حضره الوزير علي حسن خليل ونادر الحريري: “إن الرئيس بري كان حريصاً جداً على الاستعجال بالحكومة وإنهاء كل العقبات، ولا شك في أن الجو إيجابي، وإن شاء الله الأمور إلى الأمام ونصل الى خواتيمها قريباً جداً، وتمنى ولادة الحكومة قبل الأعياد.

ورأى أن رئيس الجمهورية ميشال عون «حريص على تشكيل الحكومة واليوم وجدنا الرئيس بري حريصاً جداً على الانتهاء من تشكيلها، وإن شاء الله يقدم الجميع التسهيلات ونرى قريباً الأمور في نهايتها.. لقد تحدثنا في كل شيء والأمور إيجابية”.

بدوره، قال الرئيس بري لـ”السفير” إن تصريح رئيس الحكومة المكلّف كان معبراً عن مضمون اللقاء، مؤكداً أن الأجواء إيجابية.

وقالت أوساط مقرّبة من رئيس المجلس لـ”السفير” إننا ما زلنا في مرحلة التشاور والتداول لإيجاد مخارج، لكن لا مواعيد حاسمة للتأليف الحكومي”.

أما أوساط رئيس الحكومة المكلّف، فقد اكتفت بالقول لـ«السفير» إن بعض العقبات تمّ تجاوزها، وثمة أمور تحتاج إلى بعض الوقت، ولم تستبعد تشاور رئيسَيْ الجمهورية والرئيس المكلّف خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأبدت تفاؤلها بولادة الحكومة قبل عيد الميلاد أو بين “العيدين”.

صحيفة “النهار” رأت أن ملامح الدخان الابيض حيال تسهيل الولادة الحكومية تصاعدت أمس بما يعتقد انه سيشكل الدفع القوي لتذليل ما تبقى من عقبات امام الاتفاق على توزيع نهائي للحقائب الوزارية في وقت قريب.

على خط مواز، اعلنت مصادر عاملة على خط التأليف الحكومي لصحيفة ”الجمهورية” أنّ الاتصالات قطعت 95 في المئة من مسافة التأليف، مشيرةً إلى أنّ اللقاء الاخير بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية انطوى على إيجابيات يُفترض أن تظهر قريباً جداً، ومن شأنها أن تفكّ عقدة تمثيل “المردة” بحقيبة أساسية.

إلا أنّ المصادر ما زالت تبدي بعض الحذر خصوصاً وأنّ بعض الاطراف السياسية ظلّت تبدي تحفّظاً حيال هذه المسألة.

وإذا كان شكل الحكومة قد بات شِبه محسوم نحو صيغةٍ حكومية من 24 وزيراً، إلّا أنّ اقتراح رفعِها الى ثلاثين وزيراً يبقى وارداً حتى اللحظات الاخيرة، وكلّ المعنيين بحركة التأليف هم في جوّ هذا الاقتراح ولا يمانعون فيه من حيث المبدأ.

على خط مقابل، اعلنت مصادر مواكبة لحركة اللقاءات لصحيفة ”الجمهورية” أنّ لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وما سبَقه من لقاء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لم ينتهيا إلى الصيغة النهائية لمصير وزارة الأشغال، وبقيَت المواقف منها على حالها.

فالرئيس نبيه بري متمسّك بالأشغال، و”القوات اللبنانية” بقيَت مصرّة على الوعد بحصولها عليها، فيما لم تتبدّل مطالب فرنجية لجهة مطالبتِه بحقيبة من الحقائب الثلاث: الصحة أو الاتصالات أو الأشغال.