IMLebanon

ذهبت للـShopping… وهذا ما اشترته 

 

كتبت سابين الحاج في “الجمهورية”:

يصل فؤاد (35 عاماً) من أستراليا مصطحِباً والدته لتمضية شهر الأعياد إلى جانب أقاربهما في لبنان. هما يتذمّران يومياً من كمّ “العجقة” على الطرقات، وفي المراكز التجارية. وليبتاعا هدية لأحد الأقارب هدرا ساعة من الوقت في الزحمة على مداخل أحد المولات، قبل أن يتمكّنا من دخول مواقف السيارات حيث بدأ عذابهما من جديد وهما يبحثان عن “صفّة”. فالحركة التجارية التي كانت خفيفة خلال شهرَي تشرين الأول والثاني إزدهرت بحلول كانون الأول.ن المؤكد أنّ الحركة التجارية قبل العيد ما كانت لتكون كثيفة لولا حبّ النساء للـ Shopping وإقبالهنّ عليه في المناسبات كما في فترات التنزيلات.

نساء في السوق

حبّ المرأة للشراء ليس لبنانياً أو عربياً فحسب، بل عالمياً. فقد كشفت إحصاءات جرت في فرنسا عام 2014 ميلها إلى الشراء أكثر من الرجل، إذ إنها على سبيل المثال تستهلك الملابس الجاهزة بزيادة 20 في المئة عنه. وغالباً ما يستعين بها خلال شرائه الحاجيات، وكم من رجل يصطحب أخته أو إحدى قريباته لتساعده في اختيار هدية لحبيبته مثلاً.

بالطبع يأتي ميل المرأة للتزيّن ورغبتها في إبراز أناقتها، في طليعة محفّزات سعيها الدائم إلى الشراء. غير أنّ لاتجاه النساء نحو الـShopping وتحديداً في الأعياد أسباباً خاصة تعكس تنوّعها إجابات المتبضّعات في السوق لـ “الجمهورية”، على سؤال: “لماذا نزلتِ إلى السوق اليوم؟”

ويظهر من الإجابات أنّ إقبال المرأة على التسوّق في العيد يعود أحياناً إلى رغبتها في نيل الإعجاب وإرضاء الآخرين.

فإذا كانت هذه تبحث عن ثياب لليلتَي الميلاد ورأس السنة بهدف لفت أنظار شريكها وأقاربه من حماتها وبنات حميها والأصدقاء، فإنّ تلك تهدف إلى جذبهم وإرضائهم من خلال اختيار هدايا تزيد حبّهم وتقديرهم لها.

أمّا هلا (28 عاماً) فرأت في الـ “Shopping” وسيلة تشعرها بالعيد: “أحبّ التسوّق وابتياع الأغراض فهذا يشعرني بالفرح ويموّه عن نفسيّتي، كما توقظ الزينة المنتشرة في المولات والشوارع التجارية روح العيد في داخلي”.

وإذا كانت غالبية مَن سألناهنّ عن سبب نزولهن إلى السوق توافق على أنّ الهدف هو شراء الحاجيات فإنّ عدداً منهن قدّم أسباباً أكثر عاطفية.

“أبحث عن هدايا ترسم الفرحة والابتسامة على وجه مَن أحبّ”، تقول منى (40 عاماً)، “وأنا أعطي الوقت الكافي لشراء كلّ هدية فألفّ السوق وأزور جميع المحلات التي تبيع البضاعة التي أنوي شراءها، لأتأكّد من أنني اشتريت الأجمل، لأنّ الهدف من تقديم الهدية هو إفراح الآخر بما هو جميل ومناسب لذوقه ورغباته، فلا تحقق الهدية الفرح المنتظر من تقديمها إلّا إذا اختارها شاريها بعناية لتنال إعجاب الشخص الذي سيتلقاها”.

وتذهب ماريا التي التقتها “الجمهورية” في إحدى أسواق بيروت أيضاً، إلى أبعد من ذلك لتؤكد أهمية شراء الأغراض باكراً “وعدم انتظار الدقائق الأخيرة ما يضعنا أمام الأمر الواقع ويدفعنا إلى شراء ما نجده وليس ما هو مناسب وملائم”.

وللأمهات أيضاً حصة كبيرة من التسوّق في هذا الشهر، حيث يحضّر الأطفال لائحة طويلة من الهدايا التي ينتظرون الحصول عليها من بابا نويل. وتلعب الأم غالباً دور الباحث عن الهدايا، حتّى تشتري أفضل الماركات بأسعار تنافسيّة. وهي تدرك أن لا شيء سيفرح صغيرها ليلة العيد بقدر حصوله على لعبته المفضّلة من يدَي بابا نويل.

ماذا عن الأسعار؟

إرتفاع الأسعار قبل العيد ومحاولة أصحاب بعض المحال التجارية الاستفادة من الموسم قبل أن يباغتهم شهر التنزيلات، يؤثّر في نفوس العديد من المتسوّقين والمتسوّقات.

ولعلّ ما تؤكده المتسوّقة سينتيا، والتي التقتها “الجمهورية” وهي تبحث عن هدايا لذويها في أحد المراكز التجارية مؤشّر على ذلك. توضح الفتاة الثلاثينية أنها لا تشتري قبل عيدَي الميلاد ورأس السنة سوى الهدايا الضرورية لإفراح قلب أحبائها، “وأنتظر السنة الجديدة لتجهيز خزانتي بالملبوسات الشتائية، فغالبية القطع ستصبح بنصف ثمنها بعد يوم أو يومين على مرور عيد رأس السنة”.

يعكس توجّه سينتيا إصرار الكثير من الناس على شراء الهدايا قبل العيد مهما ارتفع ثمنها بينما يؤجّلون شراء حاجياتهم بضعة أيام للاستفادة من التنزيلات.

ويؤدّي إدراك الكثيرين بأنّ أسعار المقتنيات سرعان ما ستتدهور بعد العيد، إلى توجّه البعض نحو اختيار ما لا يفقد قيمته. وها هي “ربى” (27 عاماً) تفضّل شراء قطعة من الذهب لوالدتها بدل الملابس، بينما تخصّص حبيبها بساعة قيّمة لا تخضع قيمتها لأيّ تنزيلات على مدار السنة. أما والدها فابتاعت له عطره المفضَل.

في المقابل، يؤكد “سمير” صاحب متجر ملابس في أحد المولات أنّ التنزيلات بدأت باكراً هذا العام وقد سبقت حلول العيد وذلك لتشجيع المستهلكين على شراء حاجياتهم في بداية الموسم، فيستفيدون منها

طوال فصل الشتاء ولا يضطرون لانتظار “الصولد” في شهرَي كانون الثاني وشباط.

وثمّة مِن المتسوّقين والمتسوّقات مَن يشدّدون على أنّ طريقة تقديم الهدية قد تكون أهم من الهدية نفسها مهما بلغ ثمنها، إذ يجب أن تقدَّم بفرح وابتسامة مرفقة بكلمات الحبّ والامتنان للآخر.

في المحصلة، تبدو الآراء على اختلافها، متفقة على أمر: الهدية ترسم الابتسامة على وجه الآخرين وتدلّ على اهتمامنا وتفكيرنا بمَن نحبّ.