IMLebanon

تقرير IMLebanon: هل سيفك اعتصام اتحادات النقل أمام مراكز المعاينة الاثنين المقبل؟

 

أكثر من ثلاثة أشهر مرّت ومراكز المعاينة الميكانيكية لا تزال مقفلة في مختلف المناطق اللبنانية، أكثر من ثلاثة أشهر والمواطنين ينتظرون حلا لتلك الأزمة التي ستشكل عبئا كبيرا على مراكز المعاينة فور فك الاعتصام وذلك بسبب تراكم أعداد السيارات.

اعتصامات اتحادات النقل البري بدأت من أجل مطلب رئيس هو تسليم المعاينة للدولة اللبنانية وليس لأي شركة خاصة.

لم يستجب أحد لمطالبهم، فاستمروا في الاعتصامات وصعّدوا تحركاتهم، وبتنا على موعد اسبوعي مع قطع الطرقات في مختلف المناطق ما شكل شللا تاما للحركة في لبنان وادى الى سجن المواطنين في سياراتهم لساعات.

تلك الاعتصامات لم تخلُ من اعمال الشغب والتعديات على المواطنين وسائقي سيارات الأجرة الذين لم يلتزموا بالاعتصام، فتعرضوا للضرب وتم توقيفهم بالقوة ومنعهم عن العمل.

وبعد مرور عدة أسابيع على الاعمال التصعيدية بدأت تلوح في الافق بوادر امكانية فك الاعتصام وذلك بسبب التشرذم الذي يعاني منه اتحادات النقل مما ظهر جليا خلال الاعتصام الأخير خصوصا ان كل مسؤول صرّح بما يناسبه امام شاشات التلفاز.

فهل صحيح ان الاعتصام امام مراكز المعاينة سيتنهي الاثنين المقبل؟ وما هي الأسباب التي أدت الى تشرذم اتحادات النقل؟

هل سيفك الاعتصام الاثنين؟

نقيب سائقي السيارات العمومية، مروان فياض في حديث لـIMlebanon ان “هناك اتجاها لفض الاعتصام الاثنين المقبل امام مراكز المعاينة الميكانيكية وذلك لان اتحادات النقل البري تداخلت ببعضها خصوصا ان الحكومة لم تُشكل بعد، فمن سيأخذ القرار؟”.

ويضيف: “في القانون، الدولة اقرت المناقصة ووزير الداخلية أوقفها، فما الذي يريدونه بعد؟ لذلك هذا التحرك مسيّس واهدافه تخدم مصالح خاصة، لان من يقفل المراكز يريد مواصلة التزوير والتصرف كما يحلو له”.

مفاوضات على أعلى المستويات أصبحت بمرحلة متقدمة جدا بين اتحادات النقل والمعنيين من أجل انهاء الاعتصام والتوصل الى نتيجة مرضية، يكشف رئيس اتحاد نقابات ومصالح النقل البري بسام طليس لـIMlebanon، ويضيف أن “الذي ينقل معلومات خاطئة عن امكانية فك الاعتصام الاثنين المقبل فلينزل هو الى مراكز المعاينة ويفكه”.

ويوضح أن “المفاوضات أصبحت في نهايتها وقد نصل الى خواتيم سعيدة بشأن الملف، ولكن ما لم يجتمع قطاع النقل البري ويعلن رسميا فك الاعتصام وتعليق التحركات فإن كل ما يتم تناقله هو “حكي بحكي”، وإذا اليوم اجتمع قطاع النقل واعلن فك الاعتصام فهذا يعني ان الاعتصام سيفك غدا وليس الاثنين، ولكن حتى الساعة مستمرون في الاعتصام واقفال مراكز المعاينة”.

تشرذم وكل واحد “فاتح عحسابو”؟

على صعيد آخر، يرى فياض أن “اتحاد النقل البري يعاني من تشرذم وكل واحد “فاتح عحسابو”، فشفيق قسيس يصرح بشيء وعبد الامير نجدة يصرح بشيء آخر، وبسام طليس وحده ونقابة الاوتوبيس لوحدها، وهذا الامر كان واضحا خلال الاعتصام الاخير امام وزارة الداخلية بحيث ان كل مسؤول صرح على هواه وناقضوا بعضهم”.

أما طليس فيردّ: “عندما يجتمع قطاع اتحادات النقل مع بعضه هذا سيكون الرد المناسب لكل ما يتم تناقله عن ان هناك تشرذما، وهذا “حكي فاضي” ومضيعة للوقت ولم نرد على تلك الاتهامات لان الاقوال بالافعال”.

ويضيف: “بالامس اجتمعنا في قطاع النقل ولكن من دون دعوة الاعلام لان ليس هناك اي شيء نريد الاعلان عنه، والاجتماع الذي عقدناه بالامس ضم كل قطاع النقل ما يؤكد عدم وجود اي تشرذم أو خلافات، فالقطاع متماسك بدليل ان الاعتصامات في مراكز المعانية قائمة، فكيف يكون هناك تشرذم والاعتصامات قائمة؟”.

وفي ما يخص المفاوضات القائمة وعما سيتم الاتفاق عليه، يكتفي طليس بالقول: “هناك مفاوضات على مستوى عال جدا مع المسؤولين واصبحت في مراحل متقدمة وآمل ان ننتهي منها في الايام المقبلة لان النتيجة التي نحن نريدها تخدم الناس والدولة اللبنانية واتمنى ان ننتهي من الاعتصامات قبل الاعياد”.

أما بالنسبة لارتباط تحركاتهم بملف تشكل الحكومة، فيؤكد طليس “ألا علاقة لنا بمسألة تأليف الحكومة لا من قريب ولا من بعيد”.

SGS  رفعت دعوى ضد الدولة

من ناحيته، يكشف فياض عن أن “شركة SGS التي فائزة بالمناقصة المتعلّقة بتحديث المعاينة الميكانيكية وتطويرها رفعت دعوى ضدّ الدولة اللبنانية بسبب عدم الايفاء بشروط المناقصة وعدم المباشرة بالعمل رغم حقّها بذلك منذ أشهر عدّة”.

عصابة منظمة؟… و15 ألف سيارة في اليوم

الاعتصامات شهدت عددا كبيرا من اعمال الشغب في مختلف المناطق اللبنانية، إلا ان طليس يدعو الى توجيه هذا السؤال الى الأجهزة الامنية والدولة اللبنانية التي طالبها – حسب قوله – قبل الاعتصامات واثنائها بمواكبة التحركات، ويؤكد أن كل من يتعرض ويسيء للسائقين فهو يسيء لقطاع النقل أولا لان هذه محاولة لتشويه صورة وتظاهرات وتحركات قطاع النقل، لذلك يدعو القوى الامنية لاتخاذ الاجراءات اللازمة اثناء الاعتصامات.

من جهته، يؤكد فياض أن “من يدعو للاعتصام هم عصابة منظمة وتابعة لاحزاب معينة وعلى الدولة اللبنانية ان تقوم باعتقالهم خصوصا ان كل المعتدين تظهر وجوههم على الكاميرات وعلى شاشات التلفاز لذلك يجب ملاحقتهم وسجنهم”.

“اتحادات النقل البري غير قادرة على ايجاد اي حل او مخرج للأزمة ومشكلتها هي مع الشعب اللبناني وليس الدولة اللبنانية، فالأمور لا تحل في الشارع ضد الشعب بل عبر الحوار والتشاور والتفاوض وعبر انتظار تشكيل الحكومة الجديدة التي ستتخذ القرار وليس عبر تعطيل المعاينة”، يقول فياض.

ويطالب وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال ورئيس الجمهورية التدخل سريعا لفتح جميع مراكز المعانية الميكانية ومحاسبة المرتكبين، خصوصا انه بسبب اقفال مراكز المعاينة فسيكون هناك أكثر من 15 ألف سيارة في اليوم الواحد ستقوم باجراء المعاينة ما سيشكل عبئا كبيرا على المواطنين والمراكز.